يمكن للثقافة أن تسهم بشكل كبير في بناء الخطاب المجتمعي للدولة، بل إن القطاع الثقافي يعد من أكبر القطاعات التي يمكن أن تضع بصمة أو تمثل نقطة تحول في الخطاب المجتمعي، ويتحقق ذلك عندما تعمل وزارة الثقافة في أي بلد على هذا الملف بشكل جاد ونوعي وواع، والجدية تتجسد بتشكيل لجان من داخل الوسط الثقافي ولا أقصد هنا الشعراء أو الروائيين بالتحديد بل كل من ينتج عملاً ثقافياً يستطيع أن يفهم كيفية توظيف عمله الثقافي لتوصيل رؤية حداثية جديدة تبني خطاباً مجتمعياً متزناً يشكل صورة فارقة محلياً ودولياً، إذ لايمكن للمتخصص في علم الإدارة أو المحاسبة أو إدارة المشاريع أو التسويق أن يفهم أبعاد العمل الثقافي وإلى أين يمكن أن يصل. وأشدد على أهمية اهتمام وزارة الثقافة بالأعمال النوعية كما عملت عليها وزارتنا الجديدة عندما أقامت أول مزاد فني خيري بالتعاون مع دار كريستيز في المملكة العربية السعودية ووصلت مبيعاته 4 ملايين وثمانمائة ألف ريال، مثل هذه الأعمال يمكن أن تشكل وجهة مميزة لتجديد الخطاب المجتمعي، الجدير بالذكر أن الدول التي عملت على احترام الاختلافات الثقافية على أرضها واهتمت بها بشكل مساوٍ للمناسبات الثقافية المحلية، تمتعت بعلاقات مميزة مبنية على الاحترام مع العالم بشكل عام، لنا أن نتناول تجربة إدنبرة والتي ضمت أضخم مهرجان فني في العالم، «مهرجان إدنبرة العالمي» مهرجان سنوي لأداء الفنون يقدم الموسيقى والأعمال المسرحية والأوبرا والرقص من مختلف التوجهات ومن جميع أنحاء العالم ويشارك في المهرجان الدولي مجموعة من أبرز نجوم المسرح والموسيقى والأوبرا والرقص، بينما عملت فرنسا على شبكة واسعة من المؤسسات الثقافية في الخارج إذ تنظم 50,000 تظاهرة ثقافية في السنة تركز على تعزيز التنوع الثقافي.
* كاتبة سعودية من أسرة عكاظ
* كاتبة سعودية من أسرة عكاظ