غلاف الكتاب
غلاف الكتاب




عثمان العمير
عثمان العمير




رشيد الخيون
رشيد الخيون




ثريا قابل
ثريا قابل
-A +A
«عكاظ» (المنامة) Okaz_Culture@
أوفى الدكتور عبدالله المدني الباحث والأكاديمي البحريني المهتم بالتأريخ الاجتماعي لدول الخليج العربية بوعده الذي قطعه على نفسه عام 2016 حينما أصدر كتابه «النخب في الخليج العربي.. قراءة في سيرها»، فواصل مشروعه الموسوعي وأصدر أخيراً، الجزء الثاني من الكتاب تحت عنوان «على رمال الخليج». ويستعرض المدني السير المفصلة والموثقة بالصور الفوتوغرافية النادرة لأكثر من 60 شخصية خليجية.

فمن الشخصيات السعودية التي تناولها المؤلف: حمد عبدالله البسام أول طبيب نجدي يتخرج من كلية الملك إدوارد السابع في بومباي، وحيدر عثمان الحجار أول طبيب سعودي من الحجاز، وعبدالله باناجة شهبندر تجار الحجاز الذي بدأ من الصفر في إسطنبول، وطارق عبدالحكيم الأب الروحي للموسيقى السعودية ومؤسس أول فرقة موسيقية في الجيش السعودي، والفنان عبدالله محمد الذي وصفه المؤلف بسفينة الألحان، وأبوبكر سالم بلفقيه الفنان الحضرمي الأصل الذي قال عنه إنه «أدار ظهره للعبث اليمني ورحل»، وأسماء زعزوع أول سعودية عملت وتدربت على العمل الإذاعي من خلال إذاعة عموم الهند، وثريا محمد قابل أيقونة جدة الجريئة التي كتبت أجمل أغاني المطربين طلال مداح وفوزي محسون، وحمزة فتيحي المؤسس الحقيقي لعميد الأندية السعودية، والأمير عبدالرحمن بن سعود «الذي لم يلد بعد من عشق نادي النصر مثله»، وعمر السقاف قائد الدبلوماسية السعودية في الزمن الصعب، وأسطورة التمثيل الإذاعي ومقلد الأصوات المدهش عبدالعزيز الهزاع، وحافظ وهبة الذي نفته بريطانيا من مصر فأرسلته السعودية سفيراً لها في لندن، وعثمان العمير قيصر الصحافة العربية الإلكترونية، وعالم الرياضيات علي عبدالله الدفاع الذي انتقل من رعي الغنم إلى رعاية العقول، وابن مدينة الخبر العميد طيار عبدالمحسن الحمد البسام رائد الفضاء الاحتياطي على مركبة ديسكفري، والسيدة الوحيدة التي لقبت بـ«الملكة» في السعودية وهي عفت الثنيان، وغيرهم.


ومن الكويت استفاض المدني في الحديث عن الدكتور أحمد الربعي ومعاركه السياسية منذ أن كان طالباً مناضلاً إلى أن ودع ثوريته وأفكاره الراديكالية، والشيخ عبدالله الجابر الصباح الذي يعتبر رجل التعليم الأول في الكويت ومؤسس معارفها، وأحمد باقر الذي وصفه بـ«سنباطي الخليج العربي ومجدد الأغنية الكويتية»، وغيرهم.

أما الشخصيات البحرينية فقد اشتملت على مربي الأجيال أحمد موسى العمران،عبدالرحمن رفيع ،خليفة البنعلي . ومن الشخصيات الإماراتية المؤثرة كتب عن عائشة سيار أول إماراتية تنال درجة الدكتوراه، وأحمد أمين المدني أول إماراتي يتخرج من السربون وأوكسفورد، وعبدالله الغرير الذي وصفه بـ «بيل غيتس العرب» كناية عن تشبهه بالملياردير الأمريكي لجهة الإنفاق في سبل الخير، ورجل الأعمال عيسى صالح القرق الذي بدأ موظفاً في بريد دبي ثم انتقل إلى العمل المصرفي قبل أن يعين سفيراً لبلاده في بلاط السانت جيمس، والشهيد سيف بن غباش الذي اغتالته يد الغدر وهو يؤدي مهماته وزيراً للدولة للشؤون الخارجية،وغيرهم.

ومن عمان اختار المدني الشاعر سيف الرحبي والشاعر أبو مسلم البهلاني والشاعر عبدالله علي الخليلي والمذيع ذياب بن صخر العامري.

وفي الكتاب سرد لتاريخ وإسهامات بعض الأسر المعروفة مثل الزياني في البحرين والغانم والحمد في الكويت والزامل في البحرين والسعودية والقلداري في الإمارات وأسرة جاشنمال الهندية التي توزعت أنشطتها التجارية بين العراق والكويت والبحرين والإمارات.

ولم ينس المؤلف تناول سير بعض الشخصيات الأجنبية ذات الذكر والفضل المتكرر في تاريخ الخليج الاجتماعي فكتب عن الطبيبة ألينوركالفرلي الشهيرة بالخاتون حليمة في الكويت، وأم جان القابلة اليهودية في البحرين، والرحالة الأمريكي/‏‏ اللبناني أمين الريحاني الذي كتب عنه تحت عنوان «فيلسوف الفريكة وصديق الملوك».

كتب مقدمة الكتاب الكاتب الصحفي البحريني سعيد الحمد الذي وصف العمل بالسفر الكبير والمشروع الاستقصائي الجميل الأخاذ في تدفق معلوماته وحكاياته وسردياته بأسلوب بعيد عن الصيغ المعلبة والجامدة.

أما الباحث في التراث الإسلامي المفكر العراقي رشيد الخيون فقد استرعى انتباهه أن المؤلف «غطى معظم طبقات المجتمع، ولم يخذله التسامح في طرح الأفكار، والإشادة بمن قد لا يتفق مع أفكارهم ومواقفهم، فهنا قام بدور المؤرخ الحيادي الذي تهمه المعلومة قبل الموقف من هذا الشخص أو ذاك»، مضيفاً أن الكتاب تضمن أهل اليمين وأهل اليسار على السواء.