تحول السؤال الذي طرحه الشاعر معتز قطينة عن الأسباب التي جعلت كل السعوديين لا يعرفون الشاعر محمد الثبيتي، فيما يعرف كل الفلسطينيين محمود درويش إلى حوار ساخن بين العديد من الكتاب والشعراء والمغردين السعوديين، إذ تفاوتت ردود الأفعال بين مقرّ بعدم المعرفة ومعترض على أسبابها، إذ رأى الشاعر زياد السالم أنّ هناك مبدعين سعوديين أكثر أهمية من الثبيتي، ورغم ذلك هم غير معروفين إلا في إطار النخبة، وأكد أن الثبيتي شاعر جميل، لكن محمود درويش طفرة جارفة كالطوفان، هو صوت مختلف؛ أعماله الأخيرة مشحونة بالحدوسات الفلسفية والتأملات الشعرية العميقة، وقد استثمر عوالم النص المفتوح، وهو ناثر ممتاز، مضيفاً أنّ المجد الشعري لمحمود درويش بلغ ذروته القصوى بعد انفصاله عن خطاب وأدبيات القضية الفلسطينية. ومضى يقول: «هو شاعرٌ كونيٌ بامتياز، درويش أكبر من الأرض والقضية، ومن الجهل اختزاله بلقب شاعر المقاومة». وأضاف: هناك بؤر مشعّة في تجربة درويش الشعرية، واستشهد السالم بسميح القاسم وأنه شاعر مقاومة نال شهرته المؤقتة من خطاب التعبئة لكن تجربته تخلو من القيم الفنية/ الجمالية.
فيما وافق الناقد والشاعر حاتم الزهراني، السالم فيما كتبه، مضيفاً أنّ هذا وعي نقدي حاد يليق بالشاعر، وقال: ابتداءً من 1983 «مديح الظل العالي» و1984 «حصار لمدائح البحر»، ثم الجدارية، دخلت شعرية درويش أفقا كونيا/ملحميا يضاهي ربما آفاق هوميروس (الذي كتب للمنتصر بينما انتصر درويش للمهزوم). وأكد الزهراني أنّ الثبيتي صنع للجزيرة العربية أساطيرها حتى استحال هو أسطورة لها!.
أما الشاعر والمترجم أحمد العلي فقد ذهب إلى تميز الثبيتي وتفرده، وأكد أنّ كلا منهما ابتكر غنائيّته الخاصّة التي لا تقل جودة عن الآخر وإن كان درويش نوّع فيها كثيرا حتى طُعن بها ولم يبجّل. ولا أجد الاتكاء على القدس بأجوائها المسيحية وأساطيرها أكثر ثراءً أو جرأة من اتكاء الثبيتي على مكة ويباس تضاريسها رغم اقتتاره في ذلك، وقال العلي إنه يذهب إلى أن إضافة درويش الشعرية قد تختزل في بضعة نصوص لن تكون في مجموعها أكثر من إضافات الثبيتي في ما جاء بعد ديوانيه الأوّلَين. عن نفسي، أجد أن الثبيتي ذهب في بعض قصائده مذهباً لم يسبقه إليه أحد. لقد وصل إلى القصيدة التي لا توظف المجاز عنصراً فيها.
وأكد أنّ قصائد الثبيتي كلها مجاز واحد قائم، عمّر المجاز ولم يوظفه. وأُلفت أيضاً أنه في إمعانه في الخلق ابتكر شخصياته أيضًا «سيد البيد» و«كاهن الحي» مثلا، درويش لم يتقن سوى دور العاشق والمناضل وهذه مطروقة. ستحذف كثيراً جدًا من درويش إذا محوت نصوص القضية وفلسطين ولن تستطيع، واحذف أيضاً مراحله النزارية ثم مراحله الأدونيسية ثم مراحله السعدي يوسفية... إلخ. أخيراً، أعتقد أن الشاعر الحق يختار طينة الخلق المرعبة في احتمالاتها، لا أنفاس الآلهة الناجزة، وعليه أقول «صاحبي ما الذي غيّرك». بوركت وبورك الشعر من بين يديك ومن خلفك.
فيما أحال الكاتب والإعلامي بدر السنبل شهرة درويش إلى مارسيل خليفة الذي لولاه ما كنا عرفنا محمود درويش ولولا محمود درويش ما كنا عرفنا مارسيل. وأضاف أن الثبيتي كان زاهداً في الأضواء، وفضل الإخلاص لمشروعه الشعري، في مرحلة حورب فيها شعراء الحداثة بشراسة، وبدلاً من أن نستثمرهم مشروعاً تنويرياً رضخنا للمانعة الجاهلة وخسرنا فرصة لقفزة فكرية ومؤسساتية مهمة. فيما أكد القاص طارق الجارد أنّ لسيرة الشاعر، وظروفه، ومواقفه دوراً أهم في شهرته من شعره.
وأضاف أنّ شعر درويش ارتبط بالمقاومة الفلسطينية، وبتقديم سردية مشتركة للشعب الفلسطيني، وكان الشتات الفلسطيني يستخدم أبيات شعره كبيت من خيال أو حلم يلّم شتاتهم. المتنبي ودرويش وبابلو نيرودا أمثلة لمن حملتهم سيرتهم كما حملهم الشعر.
أما خالد الدوسري فقد رأى أنّ «سيد البيد» واجه وجيله من العمالقة تغييباً متعمداً من بعض مدرسينا في السبعينات والثمانينات؛ لأنّ هناك فئة كانت معنية بالتسويق لرواد من جنسياتها وفئة أخرى (محلية) جعلت همها محاربة من سمتهم حينها (حداثيين)، وأضاف أنّ «سيد البيد» لم يكن وحده، فقد كان هناك كثيرون ظلمهم التغييب المتعمّد.
فيما وافق الناقد والشاعر حاتم الزهراني، السالم فيما كتبه، مضيفاً أنّ هذا وعي نقدي حاد يليق بالشاعر، وقال: ابتداءً من 1983 «مديح الظل العالي» و1984 «حصار لمدائح البحر»، ثم الجدارية، دخلت شعرية درويش أفقا كونيا/ملحميا يضاهي ربما آفاق هوميروس (الذي كتب للمنتصر بينما انتصر درويش للمهزوم). وأكد الزهراني أنّ الثبيتي صنع للجزيرة العربية أساطيرها حتى استحال هو أسطورة لها!.
أما الشاعر والمترجم أحمد العلي فقد ذهب إلى تميز الثبيتي وتفرده، وأكد أنّ كلا منهما ابتكر غنائيّته الخاصّة التي لا تقل جودة عن الآخر وإن كان درويش نوّع فيها كثيرا حتى طُعن بها ولم يبجّل. ولا أجد الاتكاء على القدس بأجوائها المسيحية وأساطيرها أكثر ثراءً أو جرأة من اتكاء الثبيتي على مكة ويباس تضاريسها رغم اقتتاره في ذلك، وقال العلي إنه يذهب إلى أن إضافة درويش الشعرية قد تختزل في بضعة نصوص لن تكون في مجموعها أكثر من إضافات الثبيتي في ما جاء بعد ديوانيه الأوّلَين. عن نفسي، أجد أن الثبيتي ذهب في بعض قصائده مذهباً لم يسبقه إليه أحد. لقد وصل إلى القصيدة التي لا توظف المجاز عنصراً فيها.
وأكد أنّ قصائد الثبيتي كلها مجاز واحد قائم، عمّر المجاز ولم يوظفه. وأُلفت أيضاً أنه في إمعانه في الخلق ابتكر شخصياته أيضًا «سيد البيد» و«كاهن الحي» مثلا، درويش لم يتقن سوى دور العاشق والمناضل وهذه مطروقة. ستحذف كثيراً جدًا من درويش إذا محوت نصوص القضية وفلسطين ولن تستطيع، واحذف أيضاً مراحله النزارية ثم مراحله الأدونيسية ثم مراحله السعدي يوسفية... إلخ. أخيراً، أعتقد أن الشاعر الحق يختار طينة الخلق المرعبة في احتمالاتها، لا أنفاس الآلهة الناجزة، وعليه أقول «صاحبي ما الذي غيّرك». بوركت وبورك الشعر من بين يديك ومن خلفك.
فيما أحال الكاتب والإعلامي بدر السنبل شهرة درويش إلى مارسيل خليفة الذي لولاه ما كنا عرفنا محمود درويش ولولا محمود درويش ما كنا عرفنا مارسيل. وأضاف أن الثبيتي كان زاهداً في الأضواء، وفضل الإخلاص لمشروعه الشعري، في مرحلة حورب فيها شعراء الحداثة بشراسة، وبدلاً من أن نستثمرهم مشروعاً تنويرياً رضخنا للمانعة الجاهلة وخسرنا فرصة لقفزة فكرية ومؤسساتية مهمة. فيما أكد القاص طارق الجارد أنّ لسيرة الشاعر، وظروفه، ومواقفه دوراً أهم في شهرته من شعره.
وأضاف أنّ شعر درويش ارتبط بالمقاومة الفلسطينية، وبتقديم سردية مشتركة للشعب الفلسطيني، وكان الشتات الفلسطيني يستخدم أبيات شعره كبيت من خيال أو حلم يلّم شتاتهم. المتنبي ودرويش وبابلو نيرودا أمثلة لمن حملتهم سيرتهم كما حملهم الشعر.
أما خالد الدوسري فقد رأى أنّ «سيد البيد» واجه وجيله من العمالقة تغييباً متعمداً من بعض مدرسينا في السبعينات والثمانينات؛ لأنّ هناك فئة كانت معنية بالتسويق لرواد من جنسياتها وفئة أخرى (محلية) جعلت همها محاربة من سمتهم حينها (حداثيين)، وأضاف أنّ «سيد البيد» لم يكن وحده، فقد كان هناك كثيرون ظلمهم التغييب المتعمّد.