يستعمل المؤرخ، بحكم تخصصه ومهنته، الإنتاج الفني كوثيقة. لكن نادرة هي الوثيقة في المجتمعات العربية الإسلامية، ويأسف المؤرخون المغاربيون جميعا، كما هو الشأن عند زملائهم الأوروبيين والآسيويين، لعدم تمكنهم من معاينة طريقة أجدادهم في اللباس والتجميل والتزيين في الماضي. إن جل الرسامين كما يمكن لكل واحد أن يلاحظ ذلك، هم رسامون تجريديون. أضع نفسي في مكان مؤرخ المستقبل وأقول سيأسف هو الآخر لكوننا انتقلنا من فن الزخرفة إلى فن التشخيص. يمكن للرسامين أن يردوا عن حق: انظروا إلى الفوتوغرافيا والسينما والتلفزيون، إننا لا نستطيع أن نكون أوفياء أكثر من هذه التقنيات الجديدة.
عبدالله العروي
من الضروري تحرير الإسلام من التصوّرات والتمثّلات والمواقف التي تفسد صورته وتجور عليها، وتيسّر إصابته والإساءة إليه، وربما أيضاً إقصاءه من لوح الوجود الحيّ. كما أن منهج التأويل القرآني -بالمعنى العقلاني- يحل بديلاً لمبدأ القراءة الظاهريّة للنصوص، وهو ما يأذن بالتحوّل من سياسة «العنف» إلى سياسة «السِّلم» و«العدل» القرآنية. ومما يؤسف له أنّ الحركات الدينيّة السياسيّة الحديثة تريد أن تجعل «زمن الصراع» التاريخيّ زمناً أبديًّا، وأن تكون العلاقة بين الإسلام والمخالفين أو المختلفين علاقة «صراعيّة» دائمة، حتى بعد أن استقرّ دينُ الإسلام في العالم وبين البشر بما هو دين أخلاقيّ إنسانيّ حضاريّ.
فهمي جدعان
الإيمان بالهوية ورسوخها في التاريخ العميق لا يمكن أن يحصل بدون أن ندخل بجدية في ما أسميته بالتحديث والسيرورة العربية نحو المستقبل. فأنا أؤمن بأهمية تحقيق التوازن بين الهوية الجماعية والدخول في التاريخ المعاصر. وقد حاولت أن أجد خطًّا فكريًّا في هذا المجال، ثم تابعت في فرنسا الكتابة، فأصدرت كتاب «أوروبا والإسلام» وقارنت فيه بين الحضارتين في الماضي بالأساس، ومكنني اهتمامي بالتاريخ من مواصلة أطروحتي وتوسيع أفق الكتابة. فأوليت اهتماماً خاصاً بالحضارة الإسلامية، وقدمت دراسات حول المدينة في الإسلام، فاهتممت بالخصوص بمدن الكوفة وبغداد والبصرة، مع العلم أن دراستي للمدينة في الإسلام لم تكن من وجهة نظر ضيقة؛ لأنها تدخل في حضارة كبيرة.
هشام جعيّط
الإنتاج الفني.. وثيقة غائبة
في المجتمعات العربية
التوازن بين الهوية
الجماعية والتاريخ المعاصر
تحرير الإسلام من
التصوّرات التي تفسد صورته
عبدالله العروي
من الضروري تحرير الإسلام من التصوّرات والتمثّلات والمواقف التي تفسد صورته وتجور عليها، وتيسّر إصابته والإساءة إليه، وربما أيضاً إقصاءه من لوح الوجود الحيّ. كما أن منهج التأويل القرآني -بالمعنى العقلاني- يحل بديلاً لمبدأ القراءة الظاهريّة للنصوص، وهو ما يأذن بالتحوّل من سياسة «العنف» إلى سياسة «السِّلم» و«العدل» القرآنية. ومما يؤسف له أنّ الحركات الدينيّة السياسيّة الحديثة تريد أن تجعل «زمن الصراع» التاريخيّ زمناً أبديًّا، وأن تكون العلاقة بين الإسلام والمخالفين أو المختلفين علاقة «صراعيّة» دائمة، حتى بعد أن استقرّ دينُ الإسلام في العالم وبين البشر بما هو دين أخلاقيّ إنسانيّ حضاريّ.
فهمي جدعان
الإيمان بالهوية ورسوخها في التاريخ العميق لا يمكن أن يحصل بدون أن ندخل بجدية في ما أسميته بالتحديث والسيرورة العربية نحو المستقبل. فأنا أؤمن بأهمية تحقيق التوازن بين الهوية الجماعية والدخول في التاريخ المعاصر. وقد حاولت أن أجد خطًّا فكريًّا في هذا المجال، ثم تابعت في فرنسا الكتابة، فأصدرت كتاب «أوروبا والإسلام» وقارنت فيه بين الحضارتين في الماضي بالأساس، ومكنني اهتمامي بالتاريخ من مواصلة أطروحتي وتوسيع أفق الكتابة. فأوليت اهتماماً خاصاً بالحضارة الإسلامية، وقدمت دراسات حول المدينة في الإسلام، فاهتممت بالخصوص بمدن الكوفة وبغداد والبصرة، مع العلم أن دراستي للمدينة في الإسلام لم تكن من وجهة نظر ضيقة؛ لأنها تدخل في حضارة كبيرة.
هشام جعيّط
الإنتاج الفني.. وثيقة غائبة
في المجتمعات العربية
التوازن بين الهوية
الجماعية والتاريخ المعاصر
تحرير الإسلام من
التصوّرات التي تفسد صورته