3000
3000
-A +A
سلمان السلمي (مكة المكرمة) salma0n@
أكد وزير الثقافة والإعلام السابق، السفير الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، أنه كان يحلم بوزارة مستقلة للثقافة حتى تتحرر من القيود، وها هو الحلم الآن تحقق في عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، مشيراً إلى أن وزيرها الشاب ينطلق بها انطلاقاً صاروخياً للتطوير والتحديث.

وأضاف خوجة أثناء حديثه لجمع من الأدباء والمثقفين وأساتذه الجامعات والتربويين في منتدى محمد صالح باشراحيل الثقافي بمكة المكرمة: «الإعلام النخبوي قد انتهى عصره، والآن في ثورة الإعلام الجديد الذي ينطلق من مبادئنا وحواسنا، وكثير من المتلقين سيتأثرون بما يطرح عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وآمل أن نكون على قدر المسؤولية، لأنها ستكون كبيرة على عواتقنا جميعاً».


وكشف خوجة الكثير من جوانب حياته وسيرته الذاتية، مشيراً إلى أنه مكي المولد والنشأة، حيث ولد بحي جرول، ودرس في حلقات الحرم المكي، وقرأ الكثير من الكتب في مكتبات باب السلام، وتأثر بالتنوع الثقافي الذي تشهده مكة المكرمة، وقال: «شربنا من ماء زمزم حتى ارتوينا، فاختلط بحياتنا فكانت هي البركة». وبعد تخرجه من العزيزية الثانوية انتقل إلى جامعة الرياض، وكان الأول على دفعته حيث عين بها معيداً، وابتعث إلى بريطانيا لنيل شهادة الدكتوراه في الكيمياء العضوية. بعد ذلك بدأت حياتي العملية أستاذاً جامعياً في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة. وأضاف: «في ذات يوم كنت في زيارة لإحدى قريباتي في أحد المستشفيات، وسمعت في التلفزيون أنه قد تم تعييني وكيلاً لوزير الإعلام للشؤون الإعلامية. وكان وزير الإعلام الدكتور محمد عبده يماني في ذلك الوقت، فدخلت في عالم لا أعرف عنه شيئاً بما فيه من المشكلات، فكانت تجربة الإعلام تجربة غنية، تعلمت منها الكثير، فالإعلام مليء بالألغام والمطبات، ولم يكن في ذلك الوقت سوى التلفزيون السعودي والصحف الرسمية، وأي خطأ كان واضحاً ومكشوفاً للجميع. وقد عملت مع 4 ملوك الملك خالد والملك فهد والملك عبدالله والملك سلمان».

واستطرد قائلا: «أذكر أن الملك فهد اتصل بي حينما كان ولياً للعهد لحدوث خطأ إذاعي، وكان يوجهني ويتواصل معي بشكل يومي، حيث إنني أعتبره أستاذي في تعليمي وتوجيهي». وأضاف خوجة أن حياته الدبلوماسية بدأت حينما تم تعيينه سفيراً في تركيا، مشيراً إلى أنه وجد نفسه في عالم الدبلوماسية، حيث يجب على الدبلوماسي أن يكون محيطاً بكل توجهات دولته، وخادماً لكل مواطنيها، فكل شيء يقوله محسوب عليه. وقال: «شعرت بمتعة كبيرة وأنا أحل مشكلات أبناء وطني بسعادة لم أشعر بها في حياتي. وعايشت حرب الخليج الأولي وأنا سفير في تركيا، وتعرض الدبلوماسيين للاغتيالات فقتل بعض الزملاء، وحدثت تفجيرات واغتيالات، وأنقذني الله من شخص كان مرسلاً لاغتيالي، فاستقبلته وأنهيت كافة طلباته وأعدته بطائرة للوطن، واعترف عند عودته أنه كان يريد اغتيالي فأنقذني الله منه». وأضاف أنه انتقل بعد ذلك للعمل سفيراً في الاتحاد السوفيتي سابقا، وشهد تفككه، ونقلت السفارة إلى روسيا الاتحادية، بعدها انتقلت سفيراً في المغرب، وهناك كتبت أجمل القصائد الشعرية التي شدا بها الكثير من المطربين. وانتقلت بعدها للبنان، ومرت علينا أحداث خطيرة، كان منها حرب 2006، ونجحنا في إنقاذ الكثير من المواطنين بدعم من دولتنا. ثم اختارني الملك عبدالله لأكون وزيراً للثقافة والإعلام، وأنشأنا قناة القرآن الكريم والسنة النبوية، والكثير من الصحف الإلكترونية والقنوات الإذاعية. وإني لأعلنها شهادة أن المملكه قدمت مساهمات كبيرة في التعمير والبناء والتنمية في الكثير من الدول بمئات الملايين، وهذا هو دور المملكة وهو البناء والتعمير.