أكد الروائي بدر السماري على أنّ عناوين الأعمال الروائية العظيمة مثل زوربا اليوناني، مدام بوفاري، السيدة دالوي، تتغنّى في عتبتها الروائية الأولى باسم أو صفة البطل قبل البدء بقراءته، وأضاف في اللقاء الثقافي الذي نظمته كلية اللغة العربية في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة وأداره الكاتب والشاعر شتيوي الغيثي تحت عنوان «بناء الشخصية الروائية»، وأضاف أنّ معظم هذه الأسماء خرجت من الحياة المتخيلة على الورق إلى الحياة الحقيقية، حتى أصبحنا نَصِف بعض الأشخاص بأسماء هذه المخلوقات الروائية، فنقول على سبيل المثال: سي السيد عن رب الأسرة المتسلط، وفلان يشبه زوربا ويفكر كزوربا، ومحبوب مثل زوربا... رغم أن زوربا في حقيقته رجل فاشل لكنه بارع جدا في تبرير فشله وتمرير فلسفته عبر العبارات اللغوية الرنانة.
وتساءل السماري، كيف خرجت هذه الشخصيات المصنوعة من كلمات لتصبح نموذجا في الأنماط الشخصية، مؤكداً على أنّ فن الرواية كان بارعا ومؤثرا وصادقا في سبر أغوار الإنسان للحد الذي يرتبط فيه الواقع بالمجازي، أو يصبح المجازي نموذجاً وتصنيفاً بحد ذاته للواقع.
وأضاف أنه يجب على الروائي التفكير بجدية في تحويل شخصياته من كائنات مكتوبة بالكلمات، إلى نماذج لما يحدث في الواقع، لأنّ الشخصية في الرواية هي الإنسان، مع توجه الروايات التجريبية نحو الأشياء الجامدة كالجدار مثلا، أو المرآة أو صندوق البريد أو الهاتف المحمول، ولكننا في هذه الحالة نسميها أنسنة الأشياء، أي أن نجعلها تتصرف كالإنسان، لأنّه محور الرواية، فكونديرا يقول: «الرواية التي لا تحاول اكتشاف سر من أسرار الوجود البشري، هي رواية فاشلة»، حتى في مجالسنا نقول، تعال أحكي لك قصة فلان، المراد في القصة هو فلان بالدرجة الأولى، الراوي يود أن يقول عن فلان ما لا يمكن قوله سوى بالقصة، وأضاف أنّ الرواية أيضاً لا تود الحديث عن شيء سوى عن الإنسان، مخاوفه ودوافعه، رغباته ونقاط ضعفه، خيالاته وأهدافه وأحلامه في الحياة، وتحاول استخراج الحقيقة من أعماق الذات الإنسانية، لهذا على الروائي حين يبدأ في كتابة شخصية ما أن يفكر بوضع هدف لهذه الشخصية، وأن يحرص أن تكون هذه الشخصية ثلاثية الأبعاد (شرط عمق الشخصية).
وأوضح السماري أنّ الشخصية ثلاثية الأبعاد هو مصطلح غربي من Three dimension character.. يستخدم في السرد والدراما، والمقصود هو عرض الشخصية بأكثر من بعد، البعد المرئي للجميع والذي ربما يكون قناعاً خارجياً، البعد الداخلي الخفي (الرغبات والهوى والأمنيات والخيالات)، والبعد اللاواعي من الزمن الماضي الذي ترك أثره وهو الذي يصل بين الخارجي والداخلي.
واستعرض السماري العديد من الشروط الواجب وجودها في العمل الروائي كالهدف المراد من هذه الشخصية، الذي لا يمكن سرده بشكل مباشر، بل عبر المشاهد وتحويل الكلمات لصور بصرية يستشف منها القارئ هذا الهدف، لأنّ سرد الهدف بشكل مباشر شيء معيب في الرواية.
وختم السماري ورقته بأهمية تحديد نقاط القوة ومناطق الضعف في الصفات الإنسانية كالهوايات والعادات المحببة للشخصية، لكي نتمكن من إقناع القارئ ورفع عملية الإقناع له، فتشيكوف على سبيل المثال يقول: «إذا ظهر المسدس في بداية القصة، فلا بد أن أحدا سيطلق النار في نهاية القصة».. من المهم الوعي التام بهذه العادات، كما كان ينقل عن نجيب محفوظ أنه يحتفظ بصفحة عن كل شخصية، أشبه بالبروفايل يحملها صفاتها وهدفها في الحياة، عمرها أثناء الرواية وزمن الرواية، وكذلك عاداتها، حتى في المأكل والمشرب، والعادات الأخرى، على الروائي أن يكون صديقاً لشخصيته وطبيبه ومطعمه والأخصائي النفسي والاجتماعي لتظهر الشخصية عميقة ثلاثية الأبعاد!
وتساءل السماري، كيف خرجت هذه الشخصيات المصنوعة من كلمات لتصبح نموذجا في الأنماط الشخصية، مؤكداً على أنّ فن الرواية كان بارعا ومؤثرا وصادقا في سبر أغوار الإنسان للحد الذي يرتبط فيه الواقع بالمجازي، أو يصبح المجازي نموذجاً وتصنيفاً بحد ذاته للواقع.
وأضاف أنه يجب على الروائي التفكير بجدية في تحويل شخصياته من كائنات مكتوبة بالكلمات، إلى نماذج لما يحدث في الواقع، لأنّ الشخصية في الرواية هي الإنسان، مع توجه الروايات التجريبية نحو الأشياء الجامدة كالجدار مثلا، أو المرآة أو صندوق البريد أو الهاتف المحمول، ولكننا في هذه الحالة نسميها أنسنة الأشياء، أي أن نجعلها تتصرف كالإنسان، لأنّه محور الرواية، فكونديرا يقول: «الرواية التي لا تحاول اكتشاف سر من أسرار الوجود البشري، هي رواية فاشلة»، حتى في مجالسنا نقول، تعال أحكي لك قصة فلان، المراد في القصة هو فلان بالدرجة الأولى، الراوي يود أن يقول عن فلان ما لا يمكن قوله سوى بالقصة، وأضاف أنّ الرواية أيضاً لا تود الحديث عن شيء سوى عن الإنسان، مخاوفه ودوافعه، رغباته ونقاط ضعفه، خيالاته وأهدافه وأحلامه في الحياة، وتحاول استخراج الحقيقة من أعماق الذات الإنسانية، لهذا على الروائي حين يبدأ في كتابة شخصية ما أن يفكر بوضع هدف لهذه الشخصية، وأن يحرص أن تكون هذه الشخصية ثلاثية الأبعاد (شرط عمق الشخصية).
وأوضح السماري أنّ الشخصية ثلاثية الأبعاد هو مصطلح غربي من Three dimension character.. يستخدم في السرد والدراما، والمقصود هو عرض الشخصية بأكثر من بعد، البعد المرئي للجميع والذي ربما يكون قناعاً خارجياً، البعد الداخلي الخفي (الرغبات والهوى والأمنيات والخيالات)، والبعد اللاواعي من الزمن الماضي الذي ترك أثره وهو الذي يصل بين الخارجي والداخلي.
واستعرض السماري العديد من الشروط الواجب وجودها في العمل الروائي كالهدف المراد من هذه الشخصية، الذي لا يمكن سرده بشكل مباشر، بل عبر المشاهد وتحويل الكلمات لصور بصرية يستشف منها القارئ هذا الهدف، لأنّ سرد الهدف بشكل مباشر شيء معيب في الرواية.
وختم السماري ورقته بأهمية تحديد نقاط القوة ومناطق الضعف في الصفات الإنسانية كالهوايات والعادات المحببة للشخصية، لكي نتمكن من إقناع القارئ ورفع عملية الإقناع له، فتشيكوف على سبيل المثال يقول: «إذا ظهر المسدس في بداية القصة، فلا بد أن أحدا سيطلق النار في نهاية القصة».. من المهم الوعي التام بهذه العادات، كما كان ينقل عن نجيب محفوظ أنه يحتفظ بصفحة عن كل شخصية، أشبه بالبروفايل يحملها صفاتها وهدفها في الحياة، عمرها أثناء الرواية وزمن الرواية، وكذلك عاداتها، حتى في المأكل والمشرب، والعادات الأخرى، على الروائي أن يكون صديقاً لشخصيته وطبيبه ومطعمه والأخصائي النفسي والاجتماعي لتظهر الشخصية عميقة ثلاثية الأبعاد!