عيد الناصر
عيد الناصر




محمد العباس
محمد العباس
-A +A
علي فايع (أبها) alma3e@
وصف الناقد محمد العباس خطأ النقل الذي ورد في قصة بعنوان «قمر المآتم» للقاص حسن دعبل من مجموعته «جمرة الضوء»، والتي عرضت في مهرجان بيت السرد بالدمام بمناسبة اليوم العالمي للقصة القصيرة بالمريب، مضيفاً أنه على دراية بطبيعة قصص دعبل المعنية بمعالجة الموروث الطقسي، وأن العبارة التي استوقفت الناقد العباس «الشمس التي زرعت وسط الصحون» لا تتوافق مع مشهدية الطقس الذي أراده حسن، فالطقس يفترض وجود الشموع لحظة الزفاف وليس الشمس. وبالفعل رجعت إلى النص الأصلي فوجدت أن العبارة تؤكد حدسي، إذ جاءت كالتالي «الشموع التي زُرعت وسط الصحون». وتساءل العباس عن كيف وقع هذا الخطأ المخل، وهل حدث سهوا أو بقصد لتفادي بعض المحاذير؟! وأضاف العباس أنه أرسل النصين لدعبل، الذي وافاه بما هو أسوأ -على حد وصفه. وكانت عبارة عن رسائل متداولة للنص عبر النت بنسخة عربية وترجمة عربية، وفيها تحريف مربك لعبارة «وهن يصدحن بزغرداتهن العالية. وبصوت واحد: هذا ما هو قابل نسوان يزفونه». إذ تحولت هذه العبارة الراسخة في وجدان إنسان هذه الأرض إلى «وهن يصدحن بزغرداتهن العالية، وبصوت واحد: هذا ما هو قابل للتعديل». كما تأكد هذا التحريف في الترجمة الإنجليزية «And they preach their high notes.In one voice: This is what is adjustable». وهذا التحريف الفاضح لا يربك سياق القصة وحسب، بل يهدم أركانها، لأن هذه الجملة بقدر ما هي عبارة مفتاحية في النص هي جوهر الطقس في السياق الحياتي. وكان العباس قد وضع علامات تعجب كثيرة حول عدم استئذان أو إطلاع القاص حسن دعبل على نصه قبل نشره، وعما إذا كان النصان العربي والإنجليزي قد نُشرا بهذه الطريقة المشوشة في جمعية الثقافة والفنون، وعن إمكانية وجود أخطاء أخرى في بقية النصوص؟! من جانبه، تحمل المشرف على مهرجان بيت السرد الثالث القاص عيد الناصر المسؤولية كاملة عن هذا الاختيار، وأكد أن الخطأ غير مقصود بتاتا، وأنهم في جمعية الثقافة والفنون لا يقدمون الناس ليسيئوا إليهم، مضيفا أن بيت السرد ليس له علاقة بالنص الإنجليزي المشار إليه. وتساءل الناصر: إذا كان تقديم نص القاص حسن دعبل يسيء إلى مكانته الشخصية أو الأدبية فستتم إزالته من المعرض حالا، مع الاعتذار للقاص حسن لعدم أخذ موافقته؛ لأننا كنا نعتقد أن النص المنشور للناس قد خرج من ملكية الكاتب، خصوصا إذا لم يستخدم لأغراض تجارية. وأكد الناصر أن عرض النص الأدبي لم يكن هو الهدف، لكن الأساس في المعرض المصاحب للفعالية هو التعبير البصري، وأن اللوحة التشكيلية التي رسمت كقراءة للنص من قبل المبدعة التي ساهمت بجهدها ووقتها ومالها في تقديم رؤية بصرية لتلك القصة، كانت تنتظر قراءة لتلك نظير ما بذل فيها من جهد!

العباس بدوره، ذكر أنه لم يقل إن الخطأ كان مقصوداً وإنه لا يعتقد أبدا أن تقديم أي نص لقاص يشكل إساءة له، بالعكس هذا تشريف ينم عن إعجاب وتقدير، مضيفاً: صحيح أن العمل صار في متناول القراء ولكن ذلك لا يجيز عرضه بشكل مخل أو تحريفه عن مقاصده. وبالتأكيد أقدر خيار الفنانة عواطف آل صفوان على جهدها، وإن كنت أشدد على أمانة نقل النص وضرورة وجود لجنة لضبط مجمل النصوص، خصوصا أن الجمعية جهة رسمية معتمدة. أما بالنسبة لصديقنا حسن فلا أظن أن لديه أي حساسية في توظيف نصه بقدر ما يمكن أن يتحسس من عدم ضبطه.