نقش صخري للأسد في أحد المواقع الأثرية السعودية.
نقش صخري للأسد في أحد المواقع الأثرية السعودية.
-A +A
«عكاظ» (الرياض) okaz_online@
تزخر مناطق المملكة بمواقع كثيرة للرسوم والنقوش الصخرية من حضارات مختلفة مما جعلها من أبرز دول العالم في هذا المجال. وتنوعت موضوعات ومضامين هذه الرسوم الصخرية وأغراضها التي تناولت في أغلبها الحياة الاجتماعية والاقتصادية والصيد والرعي، ورغم أن الجمال والوعول تعد أكثر الحيوانات التي وجدت رسوم لها في عدد كبير من المواقع، إلا أن الأسد أيضا كان حاضرا في 8 مواقع كشفت عنها دراسة لأستاذ الآثار في جامعة الملك سعود الدكتور حسني عبد الحليم عمار بعنوان (الدلالات البيئية والثقافية لهيئة الأسد في الفنون الصخرية بالمملكة العربية السعودية).

وأشار الباحث إلى أن الدراسات الآثارية لمواقع الفنون الصخرية بالمملكة العربية السعودية أثبتت أن الأسد كان أحد الحيوانات البرية التي عاشت في العديد من هذه المواقع منذ عصور ما قبل التاريخ. وكشفت أعمال المسوحات لواجهات الفنون الصخرية عن العديد من صور الأسد، تمثلت في صُور الأسد في وادي العلا وأبو طاقة وعلى حافة عويرض بمحافظة العلا، وظهر الأسد في الفنون الصخرية بجبل أم سنمان بجبة في منطقة حائل، كما عُثر على عدد من صور الأسود في الشويمس، وعُثر في ياطب على مشهدين يصوران صيد الأسد، وعُثر على هيئات لأسود على واجهتين صخريتين بوادي المطيوي، الذي يقع في أقصى الجنوب من سلسلة جبال ثهلان، جنوب غرب محافظة الدوادمي، وظهر الأسد في جبل الكوكب بمنطقة نجران، كما صُور على إحدى الواجهات الصخرية بمحافظة بيشة بعسير. وبحسب الدراسة تنوعت الهيئات التي ظهر الأسد فيها في الفنون الصخرية، أحياناً ما يُصور بمفرده، وجاءت أغلب تلك الهيئات في حالة سكون، وصُور صيد ومطاردة الأسود من قبل الإنسان. كما نُحتت مشاهد تُصور مهاجمة الأسد لفرائسه من الحيوانات البرية الأخرى، ويدل ذلك على أن الفنان قد صور مشاهد في بيئته أو على الأقل نقلها من بيئة أخرى قريبة أو بعيدة منه، مما يشير إلى أن بيئة بعض مناطق المملكة العربية السعودية كانت صالحة لمعيشة الأسود خلال هذه العصور القديمة. ويهدف هذا البحث إلى تسليط الضوء على الدلالات البيئية والثقافية لهذه الهيئات من خلال مقارنتها مع مثيلاتها في الجزيرة العربية وبعض حضارات الشرق الأدنى القديم. وأوضح الباحث أنه ونظراً لصفات القوة والشجاعة التي يتمتع بها، قد أصبح الأسد أحد أكثر الرموز الحيوانية انتشاراً في الحضارة الإنسانية، حيث ظهر في العديد من الفنون، كما ارتبط بالأساطير والعقائد الدينية في العصور القديمة في العديد من حضارات الجزيرة العربية والشرق الأدنى القديم.