خلال العشرين عاماً الماضية قدم لنا الفنان عبدالوهاب عطيف أعمالاً من الموروث تحمل رائحة الفل والأمل وتفاصيل البساطة، حتى أصبحت بصمته الفنية جلية لدى كل من يعشق الفن والأصالة التي ينتمي إليها الفنان ويؤكد عليها عندما يقول إن الفنان الصادق يجب أن ينطلق من بيئته وقضايا مجتمعه.
ولكن ذلك لم يمنع الفنان عبدالوهاب من طرح رؤيته في الأحداث المعاصرة بوسائطه التي اشتغل عليها وتميز بها، ولا شك أننا نشهد اليوم جائحة هزت العالم بأسره وغيرت المعالم والمعادلات السائدة، فجندت الدول دفاعاتها الصحية والثقافية للتهدئة، على الأقل في الوقت الحاضر مع عدو لا يرى بالعين المجردة ولكنه يفتك أقوى من الجيوش، وهنا كان الفن حاضراً وقدم الفنانون أعمالاً تصف الوضع الراهن، ومن ذلك ما طرحه الفنان عبدالوهاب عطيف من أعمال حول الجائحة، نختار منها هذا العمل.
عادة يسعى الفنان لتسجيل اللحظة لكن الوضع هنا مختلف وليس مقصوراً على بلد معين والوقت مشحون بلحظات كثيرة والملامح لم تشهد مثل هذا التعقيد من قبل.
(ترقب).. عنوان العمل الذي رغم أنه ليس له علاقة بجماليات الماضي التي اعتدنا مشاهدتها في طرح الفنان عبدالوهاب عطيف إلا أن بصمته حاضرة في ألوانه وأسلوبه التنقيطي غير المعقد، وكذلك تضمينه العمل رسائل متعددة ورمزية تستوقف المشاهد للبحث والغوص في أعماق العمل لتكوين رؤيته الخاصة.
للوهلة الأولى تبدو في هذا العمل ملامح الحيرة والترقب وعدم وضوح المعالم في المستقبل القريب بسبب الإشارات الواردة التي يحمل بعضها الأمل وبعضها الخوف، وهو الوضع الذي يمثل الزمن الذي نفذ فيه الفنان العمل في المرحلة الأولى من انتشار الجائحة. يمثل اللون في هذا العمل عنصرا جوهريا بدلالاته وتداخلاته للتحرر من سيطرة الوعي وصنع ضبابية تخدم الفكرة مع توزيع جميل للألوان في مساحة حسب دلالاتها.
وعلى رغم الضبابية السائدة بالعمل إلا أن الفنان ترك مساحة للعيون للتقدم للأمام، تلك العيون المترقبة التي يجد المشاهد نفسه يلتفت إلى الجهة التي تنظر إليها كل عين مع تنوع الحالة لكل عين بين الخوف والترقب والأمل مما يجعل المشاهد في حيرة.
حضور الأم والطفل على يمين العمل يوحي بولادة جديدة، فليس هناك شك أن الأزمة سوف تلد وضعاً مختلفاً لم تتضح معالم ذلك المولود، فكل ما نعرفه ويتردد على مسامعنا أن الوضع بعد كورونا لن يكون كما كان قبلها، ليس فقط في ما يتعلق بالوضع الاجتماعي والاقتصادي ولكن أيضاً في ما يتعلق بالعلاقات بين الدول، وهو الأمر الذي طرحه الفنان في عمل آخر أبرز فيه الفنان أحلامه بأن يتجاوز العالم أجندة الخلافات ويقف صفاً في مواجهة الجائحة.
كعادته وظف الفنان الملامس المختلفة لخدمة الفكرة مع توزيع الملامس على مساحة العمل بمهارة لكسر مدلول اللون بدلالة أخرى، فمزج الألوان المعروفة بالأمل تحتها ملامس تحمل دلالات الحزن وكذلك العكس مما يولد إحساسا فعليا بالحيرة. أخيراً.. إذا كان الفن يوثق بصدق الأحداث التاريخية عبر الأزمان المختلفة فإن الفنان عبدالوهاب عطيف بهذا العمل قدم صورة واضحة للوضع الذي يمر به العالم في هذا الوقت، وإنني على ثقة بأن العمل لا زال يتضمن الكثير من الأسرار التي تنتظر من يتتبعها.
ولكن ذلك لم يمنع الفنان عبدالوهاب من طرح رؤيته في الأحداث المعاصرة بوسائطه التي اشتغل عليها وتميز بها، ولا شك أننا نشهد اليوم جائحة هزت العالم بأسره وغيرت المعالم والمعادلات السائدة، فجندت الدول دفاعاتها الصحية والثقافية للتهدئة، على الأقل في الوقت الحاضر مع عدو لا يرى بالعين المجردة ولكنه يفتك أقوى من الجيوش، وهنا كان الفن حاضراً وقدم الفنانون أعمالاً تصف الوضع الراهن، ومن ذلك ما طرحه الفنان عبدالوهاب عطيف من أعمال حول الجائحة، نختار منها هذا العمل.
عادة يسعى الفنان لتسجيل اللحظة لكن الوضع هنا مختلف وليس مقصوراً على بلد معين والوقت مشحون بلحظات كثيرة والملامح لم تشهد مثل هذا التعقيد من قبل.
(ترقب).. عنوان العمل الذي رغم أنه ليس له علاقة بجماليات الماضي التي اعتدنا مشاهدتها في طرح الفنان عبدالوهاب عطيف إلا أن بصمته حاضرة في ألوانه وأسلوبه التنقيطي غير المعقد، وكذلك تضمينه العمل رسائل متعددة ورمزية تستوقف المشاهد للبحث والغوص في أعماق العمل لتكوين رؤيته الخاصة.
للوهلة الأولى تبدو في هذا العمل ملامح الحيرة والترقب وعدم وضوح المعالم في المستقبل القريب بسبب الإشارات الواردة التي يحمل بعضها الأمل وبعضها الخوف، وهو الوضع الذي يمثل الزمن الذي نفذ فيه الفنان العمل في المرحلة الأولى من انتشار الجائحة. يمثل اللون في هذا العمل عنصرا جوهريا بدلالاته وتداخلاته للتحرر من سيطرة الوعي وصنع ضبابية تخدم الفكرة مع توزيع جميل للألوان في مساحة حسب دلالاتها.
وعلى رغم الضبابية السائدة بالعمل إلا أن الفنان ترك مساحة للعيون للتقدم للأمام، تلك العيون المترقبة التي يجد المشاهد نفسه يلتفت إلى الجهة التي تنظر إليها كل عين مع تنوع الحالة لكل عين بين الخوف والترقب والأمل مما يجعل المشاهد في حيرة.
حضور الأم والطفل على يمين العمل يوحي بولادة جديدة، فليس هناك شك أن الأزمة سوف تلد وضعاً مختلفاً لم تتضح معالم ذلك المولود، فكل ما نعرفه ويتردد على مسامعنا أن الوضع بعد كورونا لن يكون كما كان قبلها، ليس فقط في ما يتعلق بالوضع الاجتماعي والاقتصادي ولكن أيضاً في ما يتعلق بالعلاقات بين الدول، وهو الأمر الذي طرحه الفنان في عمل آخر أبرز فيه الفنان أحلامه بأن يتجاوز العالم أجندة الخلافات ويقف صفاً في مواجهة الجائحة.
كعادته وظف الفنان الملامس المختلفة لخدمة الفكرة مع توزيع الملامس على مساحة العمل بمهارة لكسر مدلول اللون بدلالة أخرى، فمزج الألوان المعروفة بالأمل تحتها ملامس تحمل دلالات الحزن وكذلك العكس مما يولد إحساسا فعليا بالحيرة. أخيراً.. إذا كان الفن يوثق بصدق الأحداث التاريخية عبر الأزمان المختلفة فإن الفنان عبدالوهاب عطيف بهذا العمل قدم صورة واضحة للوضع الذي يمر به العالم في هذا الوقت، وإنني على ثقة بأن العمل لا زال يتضمن الكثير من الأسرار التي تنتظر من يتتبعها.