بدر بن عبدالله بن فرحان
بدر بن عبدالله بن فرحان
-A +A
«عكاظ» (الرياض) okaz_online@
نال تقرير «الحالة الثقافية في المملكة»، الذي أصدرته وزارة الثقافة أخيراً، ثناءً من مثقفي المملكة الذين عبروا عن ابتهاجهم بهذه الخطوة المعرفية التأسيسية بما احتوته من رصد دقيق لواقع المشهد الثقافي بشكل واقعي وعلى أساس منهجي رصين، يصور تحولات المشهد الثقافي ومعطياته، ويقدم مقياساً مرجعياً للدراسة والتحليل لأوجه النجاح أو القصور في جميع القطاعات الثقافية.وأكدت المتخصصة في فنون الأزياء التراثية الدكتورة ليلى البسام، أن التقرير يعد نقطة انطلاق مهمة لنمو القطاع الثقافي وتطوره «بما يحتويه من إحصائيات دقيقة ورؤية كاملة»، وقالت «إنه بحق ما كنا نفتقده في السابق». وأشارت إلى أن المملكة مرت بمراحل تطور سريعة بعد اكتشاف النفط، «نقلت المجتمع من مجتمع بسيط إلى مجتمع متمدن، يتمتع بكل متطلبات الرفاهية والتقدم، مما تطلب المحافظة على السمات التي تميز مجتمعنا وعلى هويته، ومن أهم الجوانب المحافظة على التراث والثقافة وتسجيله وتطويره بطرق علمية سليمة وإعطاء الطابع العصري الذي نعيشه»، معتبرة التقرير خطوة مهمة في هذا الاتجاه.

من جانبه، قال الدكتور محمد المشهوري، إن الثقافة في المملكة ممتدة بامتدادها الجغرافي الكبير «وتحتاج إلى مزيد من الجهد لإبراز المكونات الثقافية التي تضمها». واصفاً التقرير بالخطوة الجادة نحو تقييم الجهود المقدَّمة في كل الميادين الثقافية. وأضاف، «لقد وفقت وزارة الثقافة كثيراً في هذا العمل، وما يجذب في التقرير أنه يرصد بكثير من التوثيق التاريخي للقطاعات الثقافية المبوّبة (16 قطاعاً)، فيخرج القارئ بحصيلة ثقافية ممتازة في مجالات شتى، مع رؤية عامة إلى ما وصل إليه من إنجازات ونشاطات تحث على تقديم المزيد».فيما وصفت الدكتورة إيمان الخميس الحالة الثقافية للمملكة بالنشطة والمفعمة بالنجاح، وقالت: «إن تقرير الحالة الثقافية دليل مهم للغاية للمستثمرين والمهتمين والعاملين، وكذلك للجمهور المتلقي للفعل الثقافي». مضيفة أن ما قامت به وزارة الثقافة جهد مميز لجمع الشتات الثقافي، «وقد رسمت من خلال هذا التقرير خارطة طريق للثقافة وللمهتمين والعاملين بها، أين نحن وإلى أين نتطلع، مستعينة بالأدوات العلمية الكمية والنوعية لرعاية الثقافة بشكل جاد ومدروس».


وشددت الدكتورة الخميس على أهمية تدوين المنجز الثقافي وتوثيقه بوصفه عملاً واعياً وصادقاً «ينبئ بأن القائمين على الثقافة السعودية قادرون على رفع جودة الحياة، وإبراز الهوية الثقافية بصورة مشرفة». معبرة عن تطلعها إلى اهتمام أكبر بالحركة النقدية الفنية والجمالية الأدبية «لكي تزداد الأعمال الثقافية نضجاً وجودة بفضل الجهد النقدي الرصين المستند على أسس وقواعد علمية».