أعاد الأديب والباحث في التراث أنور آل خليل، الجدل القديم حول الكتب وإعارتها، إذ يؤمن فريق من المهتمين بالمشكلات التي تنتج عن هذه الإعارة، ويرون أنّ الامتناع أفضل وسيلة للسلامة، فيما يرى آخرون أنّ الإعارة واجبة، وأن تبادل المعرفة ضرورة، ولكنهم يرون لتحقيق ذلك الالتزام بشروط الإعارة.
الأديب آل خليل أكد أن هناك كتباً تذهب وربما لا تعود وأشار إلى كثرة الذين استعاروا منه الكتب، فمنهم من أخذ وماطل، ومنهم من أقسم أن لا يعيد ما أخذ لقيمته وندرته، ومنهم من أعاد ما استعار، ولكن بشكل مشوّه، بعدما فكه وصوره وقلّب صفحاته وخالف تسلسله.
وأشاد آل خليل برئيس نادي أبها الأدبي الأسبق محمد بن عبدالله الحميد -يرحمه الله-، الذي استعار منه كتاباً، ثم أعاده في أحسن حال مرفقاً بالكتاب بطاقة شكر.
أما الدكتور حسن النعمي فيرى أنّ إعارة الكتب بالنسبة له مسألة ضرورية؛ لأنها تحقق فوائد مشتركة، فمعظم من يستعير منهم يدعوهم إلى طلب ما يريدون من مكتبته، ويضيف النعمي، هذا على سبيل إغرائهم، فالبعض يتحفظ لسوء تجاربه مع الإعارة. وبذلك وجد استجابة عند الكثير.
ويتذكر النعمي أن استعارة أخذت وقتاً طويلاً عنده، ومن حياء صاحبه أرسل له ثلاثة كتب، ومع عبارة ذكية: (لعلك فرغت من الكتب المعارة لك)، لحظتها تنبهت واعتذرت وأعدتها إليه.
الهلالي: لا أعير كتبي للآخرين
فيما يختلف الدكتور أحمد الهلالي مع النعمي في أنّ شيئين لا يعودان، الكلمة إذا نطقتها والكتاب إذا أعرته، وهذا القول من واقع التجارب دقيق إلى حد ما، فمعظم الكتب التي تعار لا ترجع، وهذا شائع في كل زمان ومكان، لذلك نجد المكتبات التي تعير الكتب تتشدد في احتياطاتها بناء على هذه الحالة الغريبة عند الناس، لكن هذا لا يعني تعميم الصفة فهناك من يقدر المعير، ويعيد الكتاب إليه، وعن إعارة الكتب يقول الروائي الفرنسي أناتول فرانس: «لاتعر كتبك للآخرين؛ لأنهم لن يرجعوها لك، الكتب التي في مكتبتي هي التي أعارها لي الآخرون»، ويضيف الهلالي، كان بعض الأدباء والعلماء يعلق في مكتبته شعراً يصرف الآخرين عن استعارة كتبه:
ألا يا مُستعير الكُتْبِ دعني
فإن إعارتي للكُتبِ عارُ
ومحبوبي من الدنيا كتاب
فهل أبصرتَ محبوباً يعارُ !!
ويؤكد أنه على المستوى الشخصي، لا أحب أن أعير كتبي للآخرين؛ لأن معظم تجاربي في الإعارة فاشلة، وكي أكون منصفاً فإن لدي كتبا (عددها قليل جداً) استعرتها من أصدقاء ولم أعدها إلى اليوم، ولا أدري ما السبب حقيقة، ويستشهد الهلالي بتجارب محرجة في هذا الباب بقوله: توسطت مرة لأحد الباحثين لدى مكتبة لا تعتمد نظام الإعارة، فقدروني واعتبروا طلبي ضمانة لإعادة الكتب، وأعطوه عدداً من الكتب (القيمة النادرة) لمدة شهرين، وفاجأني اتصالهم بعد عام كامل، بأنّ الرجل لم يعد الكتب، فطلبت منه بل توسلت إليه أن يعيدها، ولكنه لم يفعل إلا بعد أكثر من عامين، وكانت درساً لي!
الأديب آل خليل أكد أن هناك كتباً تذهب وربما لا تعود وأشار إلى كثرة الذين استعاروا منه الكتب، فمنهم من أخذ وماطل، ومنهم من أقسم أن لا يعيد ما أخذ لقيمته وندرته، ومنهم من أعاد ما استعار، ولكن بشكل مشوّه، بعدما فكه وصوره وقلّب صفحاته وخالف تسلسله.
وأشاد آل خليل برئيس نادي أبها الأدبي الأسبق محمد بن عبدالله الحميد -يرحمه الله-، الذي استعار منه كتاباً، ثم أعاده في أحسن حال مرفقاً بالكتاب بطاقة شكر.
أما الدكتور حسن النعمي فيرى أنّ إعارة الكتب بالنسبة له مسألة ضرورية؛ لأنها تحقق فوائد مشتركة، فمعظم من يستعير منهم يدعوهم إلى طلب ما يريدون من مكتبته، ويضيف النعمي، هذا على سبيل إغرائهم، فالبعض يتحفظ لسوء تجاربه مع الإعارة. وبذلك وجد استجابة عند الكثير.
ويتذكر النعمي أن استعارة أخذت وقتاً طويلاً عنده، ومن حياء صاحبه أرسل له ثلاثة كتب، ومع عبارة ذكية: (لعلك فرغت من الكتب المعارة لك)، لحظتها تنبهت واعتذرت وأعدتها إليه.
الهلالي: لا أعير كتبي للآخرين
فيما يختلف الدكتور أحمد الهلالي مع النعمي في أنّ شيئين لا يعودان، الكلمة إذا نطقتها والكتاب إذا أعرته، وهذا القول من واقع التجارب دقيق إلى حد ما، فمعظم الكتب التي تعار لا ترجع، وهذا شائع في كل زمان ومكان، لذلك نجد المكتبات التي تعير الكتب تتشدد في احتياطاتها بناء على هذه الحالة الغريبة عند الناس، لكن هذا لا يعني تعميم الصفة فهناك من يقدر المعير، ويعيد الكتاب إليه، وعن إعارة الكتب يقول الروائي الفرنسي أناتول فرانس: «لاتعر كتبك للآخرين؛ لأنهم لن يرجعوها لك، الكتب التي في مكتبتي هي التي أعارها لي الآخرون»، ويضيف الهلالي، كان بعض الأدباء والعلماء يعلق في مكتبته شعراً يصرف الآخرين عن استعارة كتبه:
ألا يا مُستعير الكُتْبِ دعني
فإن إعارتي للكُتبِ عارُ
ومحبوبي من الدنيا كتاب
فهل أبصرتَ محبوباً يعارُ !!
ويؤكد أنه على المستوى الشخصي، لا أحب أن أعير كتبي للآخرين؛ لأن معظم تجاربي في الإعارة فاشلة، وكي أكون منصفاً فإن لدي كتبا (عددها قليل جداً) استعرتها من أصدقاء ولم أعدها إلى اليوم، ولا أدري ما السبب حقيقة، ويستشهد الهلالي بتجارب محرجة في هذا الباب بقوله: توسطت مرة لأحد الباحثين لدى مكتبة لا تعتمد نظام الإعارة، فقدروني واعتبروا طلبي ضمانة لإعادة الكتب، وأعطوه عدداً من الكتب (القيمة النادرة) لمدة شهرين، وفاجأني اتصالهم بعد عام كامل، بأنّ الرجل لم يعد الكتب، فطلبت منه بل توسلت إليه أن يعيدها، ولكنه لم يفعل إلا بعد أكثر من عامين، وكانت درساً لي!