أحمد الحربي
أحمد الحربي




عبدالرحمن عسيري
عبدالرحمن عسيري




صالح الديواني
صالح الديواني
عبدالله السمطي
عبدالله السمطي
-A +A
علي فايع (أبها) alma3e@
انقسم أدباء، بعد القضية التي أثارتها «عكاظ» عبر شبكات التواصل الاجتماعي، حول رأي الناقد والشاعر عبدالله السمطي عن قصيدة التفعيلة في السعودية، وأنّ صوتها قد خَفَت مع أنّ هناك -بحسب قوله- من يواصلون الكتابة في هذا الباب من جيلي سبعينيات القرن العشرين وثمانينياته، وأنّ أغلب التوجهات الشعرية الشابة اليوم في السعودية تتلمس حضورها في قصيدة النثر بما فيها من قصائد مطولة أو قصيرة أو فلاشية مكثفة، وأنّ هذه التجارب النثرية تتّسم بالإعلاء من شأن الذات والتعبير عن المأزق الإنساني والابتعاد عن القضايا الكبرى والأدلجة، فيما يقترب الشعراء من المألوف الواقعي ومن الحياة اليومية والتفاصيل الصغيرة، إذ رأى القاص محمد الشقحاء، أنّ الشاعر السمطي يتحدث عن تجربته الشعرية القلقة التي لم تستقر بعد، وقد يجد نفسه في شعر المرأة من خلال متابعاته النقدية ونصوصه الجديدة، وتمنى الشقحاء على السمطي تعريفنا بالقضايا الكبرى التي تخلت عنها قصيدة النثر العربية السعودية. وقد تجلى شعراء قصيدة النثر بثراء اللغة في تغلغلهم الرائع لإعلان هاجسهم وتجاوز همهم، وأكد الشقحاء أنّ قضايانا الكبرى انحصرت في قضايانا القطرية الإنسانية من باب المسؤولية عن الناس والمكان، إلا أنّ المفاهيم قد اختلطت عند البعض بعفوية، لذلك تمزقت معها كتل القضايا الكبرى بين من يعاني ومن يدعم، ولم تعد كتلة واحدة كما كنا نتوهم.

فيما رأى الشاعر أحمد الحربي، ومن خلال ما اطلع عليه من كتابات مجموعة من شعراء جيل الشباب في جازان على سبيل المثال؛ كإياد حكمي وطاهر صميلي وحسين صميلي وغيرهم ممن وصلته دواوينهم المطبوعة في النادي الأدبي بجازان وأنهم يهتمون بالقصيدة العمودية، ونفى الحربي اهتمامهم العالي بقصيدة النثر. وأضاف الحربي أنّ ابتعاد بعضهم عن الكتابة في القضايا الكبرى والكتابة في المألوف اليومي يعود إلى حداثة التجربة عند بعضهم، لكن هناك نماذج ناضجة التجربة الشعرية ويكتبون في القضايا بأسلوبهم الحديث.


أما القاص علي الزهراني، فقد رأى أنّ الزمن تغيّر، فجيل اليوم ليس كزمن الخليل ولا حرف نقد الشنطي رغم براعته تحليلا، وبرّر الزهراني اهتمام الشباب بقصيدة النثر وحبّهم لها بأنها تلامس ما يشعرون به، إذ أجبرت الشعراء التقليديين أن يهبطوا من أبراجهم العاجيّة إلى الواقع وأن يكتبوها قصيدة منثورة ليس في بضع نصوص شعرية بل في دواوين، كتب فيها هؤلاء الشعراء عن كلّ شيء.

أما الشاعر عبدالرحمن عسيري، فقد اختلف مع السمطي في موضوع القضايا الكبرى، وتساءل عن تفاصيل حياة الإنسان وما يشعر به ويعيشه أليست قضية كبرى؟!

‏وأضاف: أليس المألوف يعد بابا نحو أكبر القضايا التي يواجهها الإنسان ويقف أمامها حائرا لا يجد تفسيرا لما يحدث له خلالها من التجارب والمتناقضات؟!، واستفسر عسيري عن المقصود بالقضايا الكبرى سواءً أكانت سياسية، دينية، اجتماعية، فإنّ المألوف يجسدها دون تصريح ومباشرة.

فيما اتفق الباحث سعيد الطلاليع الشهري مع السمطي في قوله إنّ قصيدة التفعيلة خفتت، ولكنه اعترض على البديل، إذ نفى أن تكون قصيدة النثر هي البديل، بل أكد أنّ الشعراء الشباب اتجهوا للقصيدة العمودية وفضاءاتها الشعرية المدهشة. واستشهد الشهري بشعراء مسابقة شباب عكاظ كخليف الغالب وإياد حكمي اللذين لو تابع السمطي شعرهما لغير رأيه!

من جانبه، اتفق الكاتب والشاعر صالح الديواني مع السمطي في رأيه، معللا ذلك بخفوت الإنتاج المميز لقصيدة التفعيلة من جهة، ولظهور كم هائل لا يستهان به من كتبة الخواطر من الجنسين التي يطلقون عليها قصيدة نثر!، وأضاف أن هذا الخلط الكبير يعود من وجهة نظره إلى إهمال المؤسسات الثقافية لتطلعات جيل الشباب الذي يغلب على المجتمع السعودي حاليا، والذي تبدو تجاربه فقيرة فنيا وأدبيا كنتيجة أخرى لقلة المطالعة الجادة من جهة، وإحساسه بجودة ما يكتبه مقارنة بالموجود الذي يراه محل قياس، وهذه مشكلة تتسبب فيها عادة هواجس الاستعجال في نشر المنتج الأدبي رغم تهالكه الشديد، واستشهد الديواني بعراكه الدائم مع مجموعات شابة في عدد من مجموعات الواتساب حول نوعية وجودة المنتج الكتابي (الخواطر) التي يطلقون عليها قصيدة نثر، هربا من الاعتراف بضعف الاطلاع والقراءة المؤثرة. وعد الديواني تسجيل هذا الإنتاج الركيك في الميديا خداعاً لأنه إنتاج عديم التصنيف صوتا وصورة يخدع به صاحبه قبل المتلقي، أما تجارب قصيدة النثر الحقيقية والناجحة فقد أكد الديواني أنها تُعد على الأصابع.