لم يبالغ سيّدُ البيد الشاعر الراحل محمد الثبيتي وهو يصف القصيدة بـ«شهد على حد موس» ليؤكد خطورة ما يستهين به بعض عشاق ديوان العرب وما يستسهله آخرون ممن لم يذيبوا الجوارح في خمر النص، ولم يقبضوا طويلاً على لهيب جمره، وبرغم تشاؤم بعض الشعراء بمستقبل النصوص الشعرية، وخشيتهم بألا يكون الشعر زاهياً في يومه، في ظل تنامي الرديء على حساب الجيد، تبقى مساحة التفاؤل لأيتام الإبداع أرحب وهم يعيشون مناسبة يوم الشعر العالمي، في 21 مارس، ويحتفظ الشاعر العربي سعدي يوسف بتفاؤله قائلاً «مثلَما يتفاءلُ طيرٌ، نظرتُ من النافذةْ... كان بيني وبين البُحيرةِ دَغْلٌ، ولكنه الآنَ عُريان... ليس سوى هيكلٍ من جذوعٍ، ومِـمّـا تَقَصَّفَ ؛حتى الطيورُ التي كنتُ أعهَدُها حُرّةً، همدت فوقَ أغصانِها، واختفتْ في الـمَـخابيءِ تحت السياجِ. وآنَ التَفَتُّ إلى الساحةِ، ارتحْتُ: كانت هنالكَ سيّارةٌ، وثلاثٌ من الـمُـسْعِفاتِ اللواتي ارتدَينَ السوادَ... وفكّرْتُ: لستُ وحيداً، إذن».
فيما عدّ الشاعر شوقي بزيع يوم الشعر يوماً موازياً ليوم الأم والأب بما يُشعر بعقدة ذنب تجاه «مايسترو الفنون» ويقارن بزيع بين مناسبات عالمية عدة توحي بضرورة تقديم الاعتذار بإقامة نُصْبٍ زمني تذكاري لأحد الأيام لتقوم على كتفه أعباء بقية الأعوام.
وعبّر بزيع عن خشيته من تقدّم فنون أخرى على الشعر الذي يتعرض لكثير من الاهمال والاشاحة بالوجه عنه، وأكد أن التفاؤل أرجى في يوم الشعر، المتزامن مع مطلع فصل الربيع، المؤذن بالخصب والتجدد والعطاء، وقال بزيع «الشعر لن يموت، كونه الرد العملي على الموت البيولوجي، بانتصاره للفرح والحياة، وموعود المستقبل المشرق».
ولفت إلى «إسهام الشعر في تغيير العالم إلا أنه تغيير غير مرئي، ولا متسارع، ولا محسوس، شأن السياسة والعسكرة، بل يمور مور الماء الجوفي منتظراً فرصة التفجر بالينابيع».
وتطلع بزيع إلى تحمل الشعراء مسؤوليتهم بتجديد اللغة المُدهشة، والتخلص من الرتابة، وعدم الجلوس ضيوفاً على مائدته، بحكم أنهم صُنّاع نشوة المخيّلة العبقة باستنارات البصيرة والمنحة الماورائية.
وتطرح الشاعرة السورية رشا عمران سؤال «هل ثمّة رؤية ما تنتاب الشاعر لحظة كتابة نصه، أم هو وحي فعلا (جنّي الشعر) كما اصطلح بعض الشعراء على تسمية الوحي؟ أم أن الشاعر يصل، لحظة الكتابة، إلى درجة من الاتحاد مع ذاته، يتلقى خلالها إشارات جسده فيكتب الإشارات تلك على شكل مجاز من دون أن ينتبه إلى بُعدها الباطن في لا وعيه؟ هل الشاعر راءٍ؟» وتُجيب «لم أحب يوماً هذه الجملة التي استخدمها جيل ستينيات القرن الماضي، الشعري، لكنني أيضا لا أفهم النبوءات التي تظهر في القصائد أحيانا كثيرة... أين يكمن لغز الشعر.. في الانفصال الكامل عن الواقع لحظة كتابة النص، أم في الفردانية المهولة التي تصل أحيانا إلى حد النيرفانا عند الانتهاء من الكتابة؟ أظن أن هذا ما يجعل الشعراء مغرورين: هذه المقدرة على الكشف والرؤية حد النبوءة، المفردة التي لم أطقها يوما، لكنني بتّ مضطرة للتفكير بها وأنا أرتجف من الخوف».
ويتحفّظ الشاعر حسن محمد الزهراني على مقولة ماذا قدّم الشعر للعالم مؤكداً أنه سمع أحدهم في إحدى الجلسات، ماذا استفدنا من القصائد، و لم يفطن لحضوره:
فالتفت إليه الجميع فقال: إذا كُنّا نحتاج إلى كل المهن لخدمة الإنسان وبناء الأجسام وتلبية جميع احتياجاتها، فإننا نحتاج إلى الشعر لِبناء الأرواح والسموّ بها وتهذيبها.
وإذا كان الماء يُطهرُ الأجساد من أدرانها، فإن الشعر يطهر القلوب من أوجاعها، وإذا كان العطر يُطيّب الملابس والأبدان، فإن الشعر يطيب الأنفس ويزكي المشاعر ويعطر الأفئدة، وأنشأ يقول:
يطهّرنا بالحب يسمو بنبضنا
فنحياه وحيًا بالشذا يتنزّل
وندعو به كل القلوب لِسعدها
ونذروه في الأرواح عطرا فتثمل
ونرقي به كل العقول فترتقي
وبالوعي في سَمْك النُّهى تتبتل
ونخترق المحسوس يغدو مجازه
بُرَاقاً به فوق المدى نتجوّل
ألم ترَ خير الخلق أهداه بُردةً
فنال سموًّا فوق ما يُتخيّل
وفاز (بروح القدس) فاسأل حروفه
إذا اتّسقت في نبضنا تتسنبل
فَدَع عنك ذمّ الشعر يا جاهلا به
فقلبك موبوءٌ وعقلك مُقفل
وأهدت الشاعرة الدكتورة هند المطيري يوم الشعر نصّ القهوة السمراء:
سمراءُ يا لوحةً من صدقِ إحساسي
ويا صفيي إذا ما اخترتُ جلّاسي
يا من أرى وجهها فيهزني طربًا
حتى كأنيَ مخمورٌ من الكاسِ
يا من مُقبلكِ إذ قمتُ ألثمه
أزكى وأندى من الريحانِ والآسِ
لقاؤكِ حين أخلو فيكِ فاتنتي
في زحمةِ الناسِ، أو بعدٍ عن الناسِ
أحبُ للعينِ من لقيا مُسهِدها
في مأمن من رقيبٍ غافلٍ ناسي
يا بنتَ صنعاءَ، يا طعمَ اللقاءِ، ويا
رفيقةَ الوقت في لطفٍ وإيناسِ
يا قهوةً من كفوفِ الغيمِ قد شَربتْ
وأشعلتْ نارها من حرِّ أنفاسي
فنجانُكِ المرّ أشهى في مخيلتي
من قُبْلةِ الحبِّ بعد البينِ والياسِ
يا من إذا دوزنتْ جاذبتُ مطلعها
بهزةِ الشوقِ في أوتارِ قرطاسي
ورحتُ أنشأُ من تأثيرها قِطعًا
لو وصّفتْ لغدتْ عقدا من الماسِ
لكِ على كل مرغوبٍ ومنتخبٍ
من المشاريبِ فضلُ العين فـ الراس
فأنتِ شمسٌ على الأشعارِ إن طلعتْ
تخضرُّ منها القوافي بعد إيباسِ
وإن تغيبين عن إصباح قافيتي
ارسلتُها هكذا من غير إحساسِ
فيما شاركت الشاعرة شقراء مدخلي اليوم العالمي للشعر بقصيدة بُراقُ الأبجدية:
الآن أصعد في الكتابة..
هذه الأوراق مدخنتي
ووحدي أشعل الغيبي في رأسي
ويحملني احتراقي العاطفي
إلى مجاهيل السماء
الآن أختبر
الكثافة
في المزيج الليلكي
من المعاني
هل يذوب الليل في كأس اللغات
و هل تعيد الدهشةُ الأولى تماسكها
و تمعن في السؤال؟!
الآن هذا الثقب
في قلبي
بُراق الأبجدية
ربما سيقودني
للركض
في فوضى
الخليقة
آدم المنفي فيه
ووردة كالظل خائفة
تحط على الفراغ..
ربما
سيقودني
هذا البُراق
إلى احتمالات الخطيئة في دمي
تلك التفاصيل التي دونتها
وأنا أروض رغبتي في جسها
أحتال
كي أصغي
لصوتٍ
يستحث أنوثتي
ويمجد الجسد الشهي
ربما سأرافق الموتى
إلى تابوتهم
أتلو دعاءهم الأخير
وأنثر الأزهار فوق ترابهم
ربما سيحرك الشجن الخفي مدامعي
وأشارك الموتى البكاء..
الآن أبتكر المداراتِ الجديدة
أحمل الذكرى على مسبارها اللغوي
أستقصي الفضاءات الوليدة
هل سيبتكر الغواة هناك بُعْداً آخراً للحب؟
هل للكائن العبثي في هذا السديم
الحق في تقبيل أنثاه الوحيدة
هل تجرمه
القبيلة
إن تلاشى
في مفاتنها الكثيرة
أو تمادى في التغزل باسمها؟!
الآن في هذا المدار الغض
هل سيؤطرون اللون في لغتي
ويحرّمون عليّ إنجاب القصائد
من سفاحي المعجمي؟!
الآن آخر رشفة في الكأس
نخب قصيدتي
نخب الذين تناثروا
في الأرض
جراء الحروب
ونخبنا
نحن الذين
نُحَرِم المسرى
على أجسادنا
و نفيض من تلك الثقوب..
يذكر أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) اعتمدت يوم 21 مارس اليوم العالمي للشعر بهدف دعم التنوع اللغوي، ومنح اللغات المهددة بالاندثار فرصا أكثر لاستخدامها في التعبير. وتطلّعت عبر دورتها الـ30 المنعقدة في باريس عام 1999، لأن يكون اليوم العالمي للشعر فرصة لتكريم الشعراء ولإحياء التقليد الشفهي للأمسيات الشعرية، وتضمنت رسالة المنظمة التأكيد على أن الشعر أحد أشكال التعبير وأحد مظاهر الهوية اللغوية والثقافية، وهما أغنى ما تمتلكه الإنسانية، إذ عرفت كل القارات بمختلف ثقافاتها الشعر منذ القِدم أنه يخاطب القيم الإنسانية التي تتقاسمها الشعوب، ويحوّل كلمات قصائده البسيطة إلى حافز كبير للحوار والسلام.
فيما عدّ الشاعر شوقي بزيع يوم الشعر يوماً موازياً ليوم الأم والأب بما يُشعر بعقدة ذنب تجاه «مايسترو الفنون» ويقارن بزيع بين مناسبات عالمية عدة توحي بضرورة تقديم الاعتذار بإقامة نُصْبٍ زمني تذكاري لأحد الأيام لتقوم على كتفه أعباء بقية الأعوام.
وعبّر بزيع عن خشيته من تقدّم فنون أخرى على الشعر الذي يتعرض لكثير من الاهمال والاشاحة بالوجه عنه، وأكد أن التفاؤل أرجى في يوم الشعر، المتزامن مع مطلع فصل الربيع، المؤذن بالخصب والتجدد والعطاء، وقال بزيع «الشعر لن يموت، كونه الرد العملي على الموت البيولوجي، بانتصاره للفرح والحياة، وموعود المستقبل المشرق».
ولفت إلى «إسهام الشعر في تغيير العالم إلا أنه تغيير غير مرئي، ولا متسارع، ولا محسوس، شأن السياسة والعسكرة، بل يمور مور الماء الجوفي منتظراً فرصة التفجر بالينابيع».
وتطلع بزيع إلى تحمل الشعراء مسؤوليتهم بتجديد اللغة المُدهشة، والتخلص من الرتابة، وعدم الجلوس ضيوفاً على مائدته، بحكم أنهم صُنّاع نشوة المخيّلة العبقة باستنارات البصيرة والمنحة الماورائية.
وتطرح الشاعرة السورية رشا عمران سؤال «هل ثمّة رؤية ما تنتاب الشاعر لحظة كتابة نصه، أم هو وحي فعلا (جنّي الشعر) كما اصطلح بعض الشعراء على تسمية الوحي؟ أم أن الشاعر يصل، لحظة الكتابة، إلى درجة من الاتحاد مع ذاته، يتلقى خلالها إشارات جسده فيكتب الإشارات تلك على شكل مجاز من دون أن ينتبه إلى بُعدها الباطن في لا وعيه؟ هل الشاعر راءٍ؟» وتُجيب «لم أحب يوماً هذه الجملة التي استخدمها جيل ستينيات القرن الماضي، الشعري، لكنني أيضا لا أفهم النبوءات التي تظهر في القصائد أحيانا كثيرة... أين يكمن لغز الشعر.. في الانفصال الكامل عن الواقع لحظة كتابة النص، أم في الفردانية المهولة التي تصل أحيانا إلى حد النيرفانا عند الانتهاء من الكتابة؟ أظن أن هذا ما يجعل الشعراء مغرورين: هذه المقدرة على الكشف والرؤية حد النبوءة، المفردة التي لم أطقها يوما، لكنني بتّ مضطرة للتفكير بها وأنا أرتجف من الخوف».
ويتحفّظ الشاعر حسن محمد الزهراني على مقولة ماذا قدّم الشعر للعالم مؤكداً أنه سمع أحدهم في إحدى الجلسات، ماذا استفدنا من القصائد، و لم يفطن لحضوره:
فالتفت إليه الجميع فقال: إذا كُنّا نحتاج إلى كل المهن لخدمة الإنسان وبناء الأجسام وتلبية جميع احتياجاتها، فإننا نحتاج إلى الشعر لِبناء الأرواح والسموّ بها وتهذيبها.
وإذا كان الماء يُطهرُ الأجساد من أدرانها، فإن الشعر يطهر القلوب من أوجاعها، وإذا كان العطر يُطيّب الملابس والأبدان، فإن الشعر يطيب الأنفس ويزكي المشاعر ويعطر الأفئدة، وأنشأ يقول:
يطهّرنا بالحب يسمو بنبضنا
فنحياه وحيًا بالشذا يتنزّل
وندعو به كل القلوب لِسعدها
ونذروه في الأرواح عطرا فتثمل
ونرقي به كل العقول فترتقي
وبالوعي في سَمْك النُّهى تتبتل
ونخترق المحسوس يغدو مجازه
بُرَاقاً به فوق المدى نتجوّل
ألم ترَ خير الخلق أهداه بُردةً
فنال سموًّا فوق ما يُتخيّل
وفاز (بروح القدس) فاسأل حروفه
إذا اتّسقت في نبضنا تتسنبل
فَدَع عنك ذمّ الشعر يا جاهلا به
فقلبك موبوءٌ وعقلك مُقفل
وأهدت الشاعرة الدكتورة هند المطيري يوم الشعر نصّ القهوة السمراء:
سمراءُ يا لوحةً من صدقِ إحساسي
ويا صفيي إذا ما اخترتُ جلّاسي
يا من أرى وجهها فيهزني طربًا
حتى كأنيَ مخمورٌ من الكاسِ
يا من مُقبلكِ إذ قمتُ ألثمه
أزكى وأندى من الريحانِ والآسِ
لقاؤكِ حين أخلو فيكِ فاتنتي
في زحمةِ الناسِ، أو بعدٍ عن الناسِ
أحبُ للعينِ من لقيا مُسهِدها
في مأمن من رقيبٍ غافلٍ ناسي
يا بنتَ صنعاءَ، يا طعمَ اللقاءِ، ويا
رفيقةَ الوقت في لطفٍ وإيناسِ
يا قهوةً من كفوفِ الغيمِ قد شَربتْ
وأشعلتْ نارها من حرِّ أنفاسي
فنجانُكِ المرّ أشهى في مخيلتي
من قُبْلةِ الحبِّ بعد البينِ والياسِ
يا من إذا دوزنتْ جاذبتُ مطلعها
بهزةِ الشوقِ في أوتارِ قرطاسي
ورحتُ أنشأُ من تأثيرها قِطعًا
لو وصّفتْ لغدتْ عقدا من الماسِ
لكِ على كل مرغوبٍ ومنتخبٍ
من المشاريبِ فضلُ العين فـ الراس
فأنتِ شمسٌ على الأشعارِ إن طلعتْ
تخضرُّ منها القوافي بعد إيباسِ
وإن تغيبين عن إصباح قافيتي
ارسلتُها هكذا من غير إحساسِ
فيما شاركت الشاعرة شقراء مدخلي اليوم العالمي للشعر بقصيدة بُراقُ الأبجدية:
الآن أصعد في الكتابة..
هذه الأوراق مدخنتي
ووحدي أشعل الغيبي في رأسي
ويحملني احتراقي العاطفي
إلى مجاهيل السماء
الآن أختبر
الكثافة
في المزيج الليلكي
من المعاني
هل يذوب الليل في كأس اللغات
و هل تعيد الدهشةُ الأولى تماسكها
و تمعن في السؤال؟!
الآن هذا الثقب
في قلبي
بُراق الأبجدية
ربما سيقودني
للركض
في فوضى
الخليقة
آدم المنفي فيه
ووردة كالظل خائفة
تحط على الفراغ..
ربما
سيقودني
هذا البُراق
إلى احتمالات الخطيئة في دمي
تلك التفاصيل التي دونتها
وأنا أروض رغبتي في جسها
أحتال
كي أصغي
لصوتٍ
يستحث أنوثتي
ويمجد الجسد الشهي
ربما سأرافق الموتى
إلى تابوتهم
أتلو دعاءهم الأخير
وأنثر الأزهار فوق ترابهم
ربما سيحرك الشجن الخفي مدامعي
وأشارك الموتى البكاء..
الآن أبتكر المداراتِ الجديدة
أحمل الذكرى على مسبارها اللغوي
أستقصي الفضاءات الوليدة
هل سيبتكر الغواة هناك بُعْداً آخراً للحب؟
هل للكائن العبثي في هذا السديم
الحق في تقبيل أنثاه الوحيدة
هل تجرمه
القبيلة
إن تلاشى
في مفاتنها الكثيرة
أو تمادى في التغزل باسمها؟!
الآن في هذا المدار الغض
هل سيؤطرون اللون في لغتي
ويحرّمون عليّ إنجاب القصائد
من سفاحي المعجمي؟!
الآن آخر رشفة في الكأس
نخب قصيدتي
نخب الذين تناثروا
في الأرض
جراء الحروب
ونخبنا
نحن الذين
نُحَرِم المسرى
على أجسادنا
و نفيض من تلك الثقوب..
يذكر أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) اعتمدت يوم 21 مارس اليوم العالمي للشعر بهدف دعم التنوع اللغوي، ومنح اللغات المهددة بالاندثار فرصا أكثر لاستخدامها في التعبير. وتطلّعت عبر دورتها الـ30 المنعقدة في باريس عام 1999، لأن يكون اليوم العالمي للشعر فرصة لتكريم الشعراء ولإحياء التقليد الشفهي للأمسيات الشعرية، وتضمنت رسالة المنظمة التأكيد على أن الشعر أحد أشكال التعبير وأحد مظاهر الهوية اللغوية والثقافية، وهما أغنى ما تمتلكه الإنسانية، إذ عرفت كل القارات بمختلف ثقافاتها الشعر منذ القِدم أنه يخاطب القيم الإنسانية التي تتقاسمها الشعوب، ويحوّل كلمات قصائده البسيطة إلى حافز كبير للحوار والسلام.