تتناول الرواية قصة إبراهيم الوراق القاطن أحد الأحياء الشعبية في عمان، عاملاً في متجر صغير لبيع الكتب، ليكتشف الوراق، بمرور الأعوام أنه نسي الاعتناء بنفسه وصياغة حياته، المتعرقلة والمنحدرة نحو التعقيد. ويقوم بناء الرواية على محاولة الحفاظ على قداسة البيت ومكانة العائلة في زمن تتبدل فيه الضوابط والقيم بصورة متسارعة، وتعلو فيه الماديات مقابل قيمة الإنسان.
تحمل الدفاتر على عاتقها مقاربة الموضوعي مع الذاتي، والأبطال تتباين ظروفهم وإن كانوا من مدينة واحدة.
البطل «وراق» مثقف اضطرته مهنته للعزلة التي ملأها بالقراءة النهمة للروايات لتتخلى عنه الزوجة ويضيع البيت، ليغدو الورّاق مشرداً تعترضه أزمات تجعله حديث الشارع ومادة وسائل التواصل الاجتماعي.
تتلبس الوراق بمرور الزمن شخصيات الأعمال الروائية التي قرأها، فتؤثر عليه ويتصرف وفق ما يمليه عليه أبطال السرد الذين سكنوه، وبحكم عزلته وتشرده ومعاناته من قسوة عالم صاخب، تتفاقم حالته فيصاب بفصام الشخصية، ويدخل صراعا بين صوتين في داخله؛ أحدهما مُحرض على ارتكاب الجرائم والتطاول على واقع يستحق الانتقام منه لأنه لم يمنحه حق العيش الكريم، وصوت آخر يفرض عليه مثالية تستند على ما اكتسب من معرفة ووعي عميق.
تتعالق وتتداخل أحداث الرواية، وتموج بأسئلة منها ما مدى قدرة الإنسان على بناء حياته وقناعاته دون تأثير ما حوله، وأي توقيت تخرج فيه الشخصيات التي نختزنها داخلنا، وأثرها في توحش الإنسان. وتسرد الرواية ذات الـ368 صفحة عبر الدفاتر مآسي ومتاعب وأسقاما لا يخلو منها وطن، وتتعقب في إطار زمني يقع بين عامي 1947 و2019 أحداثا ووقائع لشخصيات تعاني أزمات منها جهل النسب، وعدم انتمائهم إلى حمولة عائلية، وتقاطع مآسي وجوه وأفئدة، آيلة للدمار.
تقنية الرواية أقرب للسرد البوليسي التشويقي، وتحمل ثيمات الاغتراب والتناقضات التي تفرزها المدن ومنها (تنامي التمدد العمراني، وتزايد عدد المشردين المحرومين من بيوت، وارتفاع مؤشر الشعور بالوحدة في مدينة صاخبة، والإحساس بالفردية المنعزلة في مرحلة لا تزال القبيلة ترسخ فيها ذاتها، مقابل تناقض لافت، وتمجيد الفرد مقابل إقصاء الجماعة، وإلغاء المركزيات). جلال برجس شاعر وروائي أردني من مواليد 1970، متخصص في هندسة الطيران، كتب الشعر والقصة وأدب المكان قبل أن يتجه إلى كتابة الرواية، كما عمل في الصحافة الأردنية لعدد من السنين وترأس عددا من الهيئات الثقافية، وهو الآن رئيس مختبر السرديات الأردني، ومُعد ومقدم برنامج إذاعي بعنوان «بيت الرواية».
صدر له في أدب المكان «شبابيك مادبا تحرس القدس» (2017)، و«حكايات المقهى العتيق» رواية مشتركة (2019). ونال عن روايته «مقصلة الحالم» (2013) جائزة رفقة دودين للإبداع السردي عام 2014، وعن روايته «أفاعي النار» (في فئة الرواية غير المنشورة) جائزة كتارا للرواية العربية (2015)، وأصدرتها هيئة الجائزة في عام (2016). وسبق أن دخلت روايته «سيدات الحواس الخمس» القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية (2019).
تحمل الدفاتر على عاتقها مقاربة الموضوعي مع الذاتي، والأبطال تتباين ظروفهم وإن كانوا من مدينة واحدة.
البطل «وراق» مثقف اضطرته مهنته للعزلة التي ملأها بالقراءة النهمة للروايات لتتخلى عنه الزوجة ويضيع البيت، ليغدو الورّاق مشرداً تعترضه أزمات تجعله حديث الشارع ومادة وسائل التواصل الاجتماعي.
تتلبس الوراق بمرور الزمن شخصيات الأعمال الروائية التي قرأها، فتؤثر عليه ويتصرف وفق ما يمليه عليه أبطال السرد الذين سكنوه، وبحكم عزلته وتشرده ومعاناته من قسوة عالم صاخب، تتفاقم حالته فيصاب بفصام الشخصية، ويدخل صراعا بين صوتين في داخله؛ أحدهما مُحرض على ارتكاب الجرائم والتطاول على واقع يستحق الانتقام منه لأنه لم يمنحه حق العيش الكريم، وصوت آخر يفرض عليه مثالية تستند على ما اكتسب من معرفة ووعي عميق.
تتعالق وتتداخل أحداث الرواية، وتموج بأسئلة منها ما مدى قدرة الإنسان على بناء حياته وقناعاته دون تأثير ما حوله، وأي توقيت تخرج فيه الشخصيات التي نختزنها داخلنا، وأثرها في توحش الإنسان. وتسرد الرواية ذات الـ368 صفحة عبر الدفاتر مآسي ومتاعب وأسقاما لا يخلو منها وطن، وتتعقب في إطار زمني يقع بين عامي 1947 و2019 أحداثا ووقائع لشخصيات تعاني أزمات منها جهل النسب، وعدم انتمائهم إلى حمولة عائلية، وتقاطع مآسي وجوه وأفئدة، آيلة للدمار.
تقنية الرواية أقرب للسرد البوليسي التشويقي، وتحمل ثيمات الاغتراب والتناقضات التي تفرزها المدن ومنها (تنامي التمدد العمراني، وتزايد عدد المشردين المحرومين من بيوت، وارتفاع مؤشر الشعور بالوحدة في مدينة صاخبة، والإحساس بالفردية المنعزلة في مرحلة لا تزال القبيلة ترسخ فيها ذاتها، مقابل تناقض لافت، وتمجيد الفرد مقابل إقصاء الجماعة، وإلغاء المركزيات). جلال برجس شاعر وروائي أردني من مواليد 1970، متخصص في هندسة الطيران، كتب الشعر والقصة وأدب المكان قبل أن يتجه إلى كتابة الرواية، كما عمل في الصحافة الأردنية لعدد من السنين وترأس عددا من الهيئات الثقافية، وهو الآن رئيس مختبر السرديات الأردني، ومُعد ومقدم برنامج إذاعي بعنوان «بيت الرواية».
صدر له في أدب المكان «شبابيك مادبا تحرس القدس» (2017)، و«حكايات المقهى العتيق» رواية مشتركة (2019). ونال عن روايته «مقصلة الحالم» (2013) جائزة رفقة دودين للإبداع السردي عام 2014، وعن روايته «أفاعي النار» (في فئة الرواية غير المنشورة) جائزة كتارا للرواية العربية (2015)، وأصدرتها هيئة الجائزة في عام (2016). وسبق أن دخلت روايته «سيدات الحواس الخمس» القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية (2019).