-A +A
إبراهيم الحسين
وما يعنيني أني تنكبت صفحات أظن أننا ولدنا معاً، وما يعنيني أنها تخبطت مثلي أو أن بياضها اتسع وحرضني على الجري فيه ما استطعت، إذ لم يكن من دم لأصرخ به، ولم يكن من ريش عندما طرت، كما لا يعنيني أن لم يكن من باب أو نافذة ولا كوة لم يكن من سماء تسلمني إلى زرقتها أو شجر يمد خضرته لأقف وليتصادى صمتي، فيما لا يعنيني أن تكون لي لغة فعظامي البيضاء لغة، وجلدي لغة، وثيابي لغة، حتى نظرتي لغة، وكل ذلك لا يعنيني.

وتخرج مني لا يعنيني وأراها مثل فراشة لها ألوانها التي لا تعنيني وأشعر بقوة أنه بعيد جدا عني أننا توأمان لا يدعي أحدنا بياض الآخر أو سواده أو بكاءه ولن يسلط أحد حلمه ليميز حفيفنا أو رائحة العشب التي تنتشر فجأة بيننا بلا فصل ولا اسم، ويعنيني جدا أن كل ذلك لا يعنيني.


17 يونيو 2021

2 - الحياة أعمق

الحياة أعمق من شفتين مضمومتين، لن يمر الشارع بينهما ولن يمر اللوم رغم العجلات التي جلبتها له، فالحياة أعمق بكثييييير من الجدار قبالتك تستبعد فكرة هدمه وجمع حجارته في جملة فبعض الجمل واسع وعميق، الحياة أعمق بداهة من نكتة يرويها أحدهم ليؤجل وجهه فتضحك حذراً من احتمال سقوطك من فمك لأنه قد يتسع أكثر مما ينبغي، العمق موجود في ناحية من هذا الصمت في هوي أصابع بائع الخبز فوق حاسبته، في إيقاع كعب المرأة العابرة في انتظار عبور العربات لكي تلتحق بفكرتك على الناحية الأخرى في محاولة نقل أنقاض يوم بأكمله من داخلك في عدم التردد ووضع عينيك تحت تصرف الأحلام؛ لكنك تعرف جيدا أنك أرق، وليس إحجامك عن التشظي تماما إلا لأن الحياة بكل بساطة أعمق وأعمق.

20 يونيو 2021