في ليلة من ليالي الإبداع، أعاد الشاعر سعد آل سعود وهج الشعر إلى أحضان «عروس البحر الأحمر»، في أمسية حالمة حلّق فيها الإبداع في الأفق حرفًا ومعنى.
الأمسية التي رعتها «عكاظ» إعلاميا، بمناسبة اليوم الوطني الـ91، شهدت حضورا لم تتسع له مقاعد قاعة الاحتفالات الكبرى في هيلتون جدة، ما دفع البعض لمتابعة الأمسية واقفا، بل إن الزحام في مدخل الفندق الخارجي، أجبر المنظمين (النادي الأدبي بجدة، وجمعية الثقافة والفنون)، على تأخير إطلاق الأمسية ساعة كاملة لتنطلق في تمام الساعة العاشرة مساء، بحضور نخبة من الأمراء والوزراء والقناصل والمثقفين.
استهل الأمير سعد آل سعود الأمسية بقصيدتين وطنيتين تفاعل معهما الجمهور بشكل لافت وكانت القصيدة الأولى في المؤسس الملك عبدالعزيز، بعنوان «موحد بلاد وقلوب»، يقول في مطلعها:
عبدالعزيز موحد بلاد وقلوب
الله جعله اليسر في عسر الليال
نهارنا اللي بدد سنين الغروب
صاح الوطن وامجاد جدانه تعال
شیخ طموحه يرسم احلامه دروب
سيف العزيمة هدم حصون المحال
عزه ولي العرش علام الغيوب
للعز يا دوله بناها من خيال
وانتقل لقصيدة وطنية أخرى يقول في مطلعها:
الزعامة لاهلها.. من قديم الليال
مالها الا السعودي في سلام وحروب
لابسين الشجاعة قبل لبس العقال
ولابستنا الكرامة لبس غتره وثوب
وفي مسك الختام، صدح الشاعر سعد آل سعود بقصيدة متفردة، تغنى فيها بأمجاد مهندس الرؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ما أشعل القاعة بالتصفيق، ومن القصيدة:
لا شفت ابو سلمان.. بالله قله
يا شيخ تسلم للمكارم يمينك
انت بشبابك ماخذ المدح كله
لا شبت اجل وش باقي لمادحينك
سيف الشجاعه بالسياسه تسله
ومن لارضي يرضيه حزمك ولينك
منهو وصل للي طموحك وصله
منهو يطول اللي تطوله يدينك
برهان قولك بالفعل والأدله
وحاضرك بشرنا بمقبل سنينك
انت الذي درب المعالي تدله
يا محقق احلام الزمان بيقينك
وانت الغلا ما بين خل وخله
شفنا وفاك وشافت الود عينك
وانت الرضى والعذر عن كل زله
ياللي الأماني تبتسم في جبينك
بالخير.. يا وجه نعز ونجله
عز الوطن.. يا عزوة مواطنينك
يا محمد الأمجاد والفضل لله
يسلم لنا راسك.. وتسلم يمنيك
وتنقل الأمير بين القصائد الوطنية والعاطفية والوجدانية بحس رفيع وتوازن رائع ومن قصائده العاطفية:
لا تاخذ عتابي على محمل الجد
مما بنفسي ما بغيتك وانا ابيك
اسمحلي اقسى كذب وامثل الصد
وعلى بعض ما شفت منك اجازيك
جرب تحس بلوعة الفقد والوجد
احساس من يقفي وهو حاجته فيك
لا هلت الدمعه ونامت على الخد
الليل ونجوم السهر ما تواسيك
انا اختلافي معك ما يفسد الود
مالي من الأسباب غير اني اغليك
الشوق لأمنه جمع غيمه بورد
أروى صباحاتك وعطر لياليك
•• مشاهدات من الأمسية:
• شهدت الأمسية حضورا نخبويا لافتا من الأمراء والوزراء والمثقفين والفنانين والأدباء ومنهم: الأمير محمد بن بندر، وزير الثقافة والإعلام السابق الدكتور عبدالعزيز خوجة، رئيس جامعة الأعمال والتكنولوجيا الدكتور أسامة الجنابي، رئيس مجلس أمناء جامعة الأعمال والتكنولوجيا الدكتور عبدالله دحلان، وكيل وزارة الإعلام سابقا شهاب جمجوم، وقناصل كل من الدول الآتية: الكويت، البحرين، عمان، تونس، مصر، فضلا عن قناصل دول أخرى.
• إحدى الأكاديميات الحاضرات طلبت من فارس الأمسية إلقاء قصيدة «حلم المدينة» فلبى طلبها وأنشد قائلا:
ترعى الغنم وتعيش حلم المدينة
في روض عز وكل شيٍ خذلها
ونالت القصيدة استحسان الجميع.
• الأمسية أثبتت أن جماهيرية الشعر تستطيع التفوق على جماهيرية الفن أو تقاسمها وهج الحضور، إذ صادف إقامة أمسية الأمير سعد آل سعود إقامة حفلة غنائية للفنان الإماراتي حسين الجسمي في «جدة سوبر دوم» على بعد كليومترات قليلة من موقع الأمسية الشعرية، إلا أن جاذبية الشعر ونجومية فارس الأمسية برهنت على علو كعب القصيدة في كل زمان ومكان.
• الحضور النسائي غلب على قاعة الأمسية ما يؤكد أن ارتباط نون النسوة بالشعر قوي ومميز.
• تزاحم الجمهور في نهاية الأمسية لالتقاط الصور التذكارية والسنابات مع فارس الأمسية الأمير سعد آل سعود الذي رحب بهم بحفاوته المعتادة.
• قصيدة عمار يادارنا كانت ختام الأمسية، وبذكاء من المنظمين أدخلوا الأغنية بصوت الفنان رابح صقر ليتفاعل الجمهور ملوحا بالأعلام الخضراء ولاء وحبا للوطن والقيادة.