أعلن رئيس مجلس أمناء منتدى البركة للاقتصاد الإسلامي، رئيس المجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية الإسلامية عبدالله صالح كامل، إطلاق جائزة صالح عبدالله كامل للاقتصاد الإسلامي، لتكون رافداً جديداً للاقتصاد الإسلامي، ومساراً ضمن مسارات الابتكار والتجديد في شتى مجالاته. ودعا كامل كافة المؤسسات والأفراد للاستفادة من الجائزة كمحفز حقيقي لتطوير أبحاثهم ودراساتهم في مسارات الجائزة الأربعة.
جاء ذلك خلال حفل افتتاح منتدى البركة للاقتصاد الإسلامي في دورته الـ42 تحت شعار «الاقتصاد الرقمي واستشراف المستقبل»، بمشاركة نخبة من أبرز الخبراء والمتخصصين في مجالات الاقتصاد والتمويل والاستثمار، برعاية نائب أمير منطقة المدينة المنورة الأمير سعود بن خالد الفيصل. وأشار رئيس مجلس أمناء منتدى البركة للاقتصاد الإسلامي إلى تزايد الاهتمام العالمي بالاقتصاد الإسلامي، منوهاً بما أطلقته المملكة من إستراتيجية طموحة، لجعل المملكة مركزاً عالمياً للمالية الإسلامية، وهو ما يتناسب مع ما تمثله السوق السعودية من أهمية متزايدة عالمياً في مختلف مجالات المالية الإسلامية.
عقب ذلك، ألقى وكيل محافظ البنك المركزي للأبحاث والشؤون الدولية الدكتور فهد الدوسري كلمة خلال الندوة تحدث فيها عن صناعة المالية الإسلامية التي وصلت نحو 2.7 تريليون دولار، فيما بلغت أصولها بالمملكة نحو 3 تريليونات ريال سعودي، مشيراً إلى أن هذا القطاع ما زال يشهد نمواً متسارعاً بالمملكة، بنسبة 18% سنويا.
وضمن أعمال اليوم الأول بمشاركة خبراء، بدأت أمس (الأربعاء) في المدينة المنورة أعمال جلسات ندوة البركة الـ42 للاقتصاد الإسلامي، تحت عنوان «الاقتصاد الرقمي واستشراف المستقبل»، بمشاركة عدد من الخبراء والمتخصصين في مجالات الاقتصاد والتمويل والاستثمار.
وترأس الجلسة الأولى، التي عقدت تحت عنوان «مستقبل الاقتصاد الرقمي»، وزير المالية المصري الأسبق الدكتور فياض عبدالمنعم، وتناولت ستة أوراق عمل، شارك فيها مدير مركز التمويل الإسلامي الدكتور حاتم الطاهر بورقة علمية حول الاقتصاد الرقمي، ماهيته ومستقبله، وفائدته على المجتمع وكيفية الاستفادة منه في التنمية المستدامة.
كما قدم مستشار التكنولوجيا المالية الدكتور كنان السليم ورقة علمية بعنوان «المالية الرقمية والأصول المشفرة»، تحدث فيها عن الحجم والقيمة السوقية لسوق الأصول المشفرة، ومدى إقبال الأفراد والمؤسسات عليها، والنظرة الشرعية لتلك الأصول.
وفي الورقة العلمية الثالثة تساءل منسق برامج الماجستير والدكتوراه في المالية الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة الدكتور أحمد فاروق، عن تأثير تقنية (BLOCKCHAIN)، وإنترنت الأشياء (IOT)، على الاقتصاد الرقمي، وجودة العملة الرقمية، في حين ناقش أستاذ العلوم المالية والمصرفية من جامعة «سنترال لانكشاير» بالمملكة المتحدة الدكتور حسين عبده، في الورقة العملية الرابعة، «الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في الجانب الاقتصادي»، متناولا تحديات الذكاء الاصطناعي ومخاطر التكنولوجيا المالية وكيفية التخفيف من حدتها.
وتناول أستاذ الاقتصاد وإدارة التنكولوجيا في جامعة الوسائط المتعددة بماليزيا الدكتور الصادق موسى، في الورقة العلمية الخامسة، دور البيانات الضخمة (Big Data)، في اتخاذ القرارات الاقتصادية، بالإضافة إلى الفجوة الرقمية مقابل الأرباح.
كما ناقش أستاذ الاقتصاد الإسلامي بالجامعة الإسلامية الدكتور عمر المحيسن، اقتصادات التجارة الإلكترونية في ظل التحول نحو الاقتصاد الرقمي.
وترأس الجلسة الثانية بالندوة رئيس المجموعة الاستشارية الدولية لمركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية (كابسارك)، الدكتور ماجد المنيف، وتناولت الجلسة التي عقدت تحت عنوان «التحديات أمام الاقتصاد الرقمي» أربع أوراق عمل، تناولت موضوعات التحديات القانونية والأخلاقية ووضع السياسات الملائمة لتمكين الاقتصاد الرقمي، وتحدي مخاطر الاستثمار الجريء في الدول الناشئة، والأمن السيبراني، والهيمنة الجامحة لشركات التكنولوجيا العملاقة وسبل الحد منها.
واختتمت أعمال الندوة لليوم الأول بالجلسة الثالثة بعنوان «الاقتصاد الرقمي في الدول الناشئة»، وترأسها المدير العام للمصرف العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا الدكتور سيدي ولد التاه، وتناولت الجلسة موضوعات تمحورت حول دور الاقتصاد الرقمي في تعزيز تنافسية الاقتصاديات الناشئة، وأثره في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وآليات نهوض الاقتصاد الرقمي في اقتصاديات تلك الدول.
وشهدت جلسات اليوم الأول من ندوة البركة تفاعلا كبيرا من الحضور، من خلال طرح الاستفسارات والمداخلات، والتي أجاب عنها رؤساء الجلسات والمشاركون.