قبل ساعات من حلول عيد الأضحى، تشهد أسعار اللحوم الحمراء في مصر قفزة غير مسبوقة، وصلت الى الضعف مقارنة بالعام الماضي، ما تسبب بحالة من الركود بالأسواق، حيث تتراوح أسعار كيلو اللحوم الحمراء الطازجة بالأسواق المصرية ما بين 300 إلى 400 جنيه حسب كل منطقة، فيما توفر وزارة التموين المصرية لحوماً سودانية طازجة في منافذها الاستهلاكية بأسعار تتراوح بين 200 إلى 225 جنيهاً. وتشهد أسواق المواشي تراجعا لافتا في إقبال المواطنين على شراء الأضاحي، مقارنة بالأعوام الماضية، في ظل ارتفاع الأسعار، حيث أرجع تجار تلك الزيادة إلى ارتفاع أسعار الأعلاف، ومع حالة الركود التي تشهدها الأسواق المصرية بدأ الكثير من الجزارين بالخروج من السوق بنحو 30%. وكشف تقرير لمركز حلول للسياسات البديلة التابع للجامعة الأمريكية بالقاهرة خروج نحو 30% من الجزارين من السوق هذا العام، وهو ما أكدته «شعبة الجزارين» بالغرفة التجارية، لتكبدهم خسائر تشغيلية نتيجة لتراجع المبيعات في اللحوم، حيث أدت هذه الزيادات في الأسعار إلى لجوء الكثير من المستهلكين إلى اللحوم المستوردة، وهو ما أكد عليه هيثم عبدالباسط، نائب رئيس الشعبة، مبيناً خروج قطاع كبير من الجزارين من المنظومة بسبب الغلاء، وعزوف المواطنين عن الشراء.
ودفع غلاء أسعار اللحوم في مصر إلى قيام عدد من الجزارين بحيل جديدة، وهي بيع اللحمة بـ«القطعة الواحدة» وهي عملية انتشرت أكثر في محافظات الصعيد، في محاولة لكسر حالة الركود وإقبال البعض على شراء «قطعة صغيرة» أو قطعتين حسب مقدرته، وهي ربما تكون أقل من ربع كيلو، ليستطيع الفقراء الشراء. وكشف محمد امبابى (جزار) أنها مبادرة لتوفير اللحوم بأسعار مخفضة، بنظام بيع اللحمة بالقطعة، موضحاً أن هناك قطعة 60 غرامًا بـ20 جنيهًا، والقطعة 100 غرام بـ 27 جنيهًا، وتابع قائلاً: «هناك أسعار قطع لحمة تبدأ من 20 جنيهاً»، موضحاً أنها فكرة تشجع على البيع، ولكنها تمثل أزمة للجزار في وجود الذبيحة وعدم عملية البيع، مثل البيع بالكيلو، مبيناً أن الإقبال ضعيف جداً هذا العام على شراء اللحمة في العيد، رغم كون عيد الأضحى هو «عيد اللحمة»، كما أن هناك عزوفا كبيرا من المواطنين على شراء الأضاحي هذا العام، الذي كان يمثل رواجا في عملية البيع.
وبلغت فاتورة استيراد مصر من اللحوم، حسب تقرير وزارة التموين 249 مليونًا و869 ألف دولار، خلال الربع الأول من العام الحالي، مقابل 546 مليونًا و793 ألف دولار عن الفترة نفسها من العام الماضي، بتراجع يقدر بـ 296 مليونًا و924 ألف دولار.