حذر خبراء المال والأعمال أمس الأول من أن التصدع الاقتصادي الذي تشهده تركيا، في ظل قيادة رئيسها رجب أردوغان، يمكن أن يشكل خطراً على جميع الأسواق الناشئة. وأكدوا أن تركيا غدت معزولة اقتصادياً على مستوى العالم. وأشاروا إلى استمرار أردوغان في توسعة العرض النقدي، واستهلاك قدر أكبر من احتياطات البلاد من العملات الأجنبية، وسماح البنك المركزي التركي بانهيار سعر الليرة دون مستوى التضخم. وتتجه مؤسسات منها «سيتي غروب» و«فيدالتي إنترناشونال» إلى تقويم وضع تركيا بشكل منفصل عن أوضاع بقية الأسواق الأخرى. وكانت تركيا تسببت في 2018، جراء أزمة انهيار سعر الليرة، في إثارة هلع المستثمرين، الذين سارعوا لبيع أرصدتهم في جنوب أفريقيا، والبرازيل، والهند. وأدت مسارعة البنوك التركية لدعم سعر الليرة إلى استنزاف غير مسبوق لاحتياطات تركيا من العملات الأجنبية. كما أن البنك المركزي التركي متمسك بعدم زيادة أسعار الفائدة لتشجيع البنوك على الإقراض لمساندة سعر الليرة. وذكرت «بلومبيرغ» أمس أن تركيا تشهد حالياً أكبر هروب للرساميل الأجنبية. فقد باع المستثمرون الأجانب خلال الأسبوع المنتهي في 7 أغسطس الجاري أسهماً قيمتها 566.5 مليون دولار، بحسب أرقام البنك المركزي التركي. وبذلك تصل جملة الرساميل الأجنبية التي هربت من تركيا هذا العام إلى نحو 5.1 مليار دولار. وفقدت الليرة 6.3% من قيمتها إزاء الدولار.