كشف وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان أن السعودية ستمتلك أول قطار يعمل بالهيدروجين في الشرق الأوسط خلال الأشهر القادمة،وستتم تجربة المشروع الضخم خلال الأسبوع القادم، مؤكداً أن استضافة السعودية النسخة الثانية من أسبوع المناخ لمنطقة الشرق الأوسطوشمال أفريقيا، تعكس التزام السعودية الراسخ بالعمل المشترك لبحث جميع الحلول التي تُعين على مواجهة التحديات المناخية التي نشهدهااليوم.
جاء ذلك لدى افتتاحه اليوم (الأحد)، «أسبوع المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لعام 2023»، الذي تستضيفه السعودية فيمدينة الرياض، بالتنسيق والتعاون مع أمانة اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي، خلال الفترة من 23 إلى 27 ربيع الأول1445، الموافقة للفترة من 8 إلى 12 أكتوبر 2023.
ورحب وزير الطاقة نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بنسلمان، بضيوف السعودية المشاركين في «أسبوع المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لعام 2023» في الرياض، وقال«تسعد السعودية باستضافة النسخة الثانية»، مشيداً بما تعكسه جهود شباب وشابات السعودية من طموح تجاه مواجهة آثار التغيُّرالمناخي لبناء مستقبل أفضل لهم ولبلادهم وللعالم أجمع.
وبيّن أن أسبوع المناخ لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سيتناول موضوعات تسريع العمل المناخي، والمناهج الشاملة للتعامل مع التغيُّرالمناخي، بما في ذلك نهج الاقتصاد الدائري للكربون، الذي يشجع على توظيف التقنيات المتاحة، واستخدام أشكال الطاقة المختلفة، ويدعمانتهاز جميع الفرص التي تسهم في تقليل الانبعاثات الكربونية، بما يُعين على تحقيق الأهداف المناخية.
وخاطب حضور الاحتفال بقوله: «القصة الكبرى سيرويها لكم نخبة من الشباب في وزارة الطاقة، الذين سيقدِّمون لكم لمحةً عمَّا نقوم به، وماسنقوم به في المستقبل»، مضيفاً «علينا العمل معًا من أجل أن يصبح «COP28» في دبي، قمة ناجحة وتبقى في الذاكرة لدينا جميعًا»،مشددا على أن «المخاطر عالية، والطموحات كبيرة، والتكيف والتطبيق العملي والشمولية أمور لا بد منها».
من جانبه، أكد وزير خارجية جمهورية مصر العربية سامح شكري، في كلمته، أهمية عقد «أسبوع المناخ» في إقليم الشرق الأوسط ودوله،موضحاً أن المخرجات التي تنتج عنه تحمل الكثير من المبادئ التشاركية والتعاونية، المتعلقة بمبادئ المناخ، وتقاسم المسؤوليات، وكذلك التواؤممع الظروف المناخية.
وبيّن أن «أسبوع المناخ» يسلط الضوء على العناصر الأساس المتعلقة بالتغير المناخي، وتطوير خطط العمل، كما يؤكّد أهمية توحيد الجهودالمشتركة ليكون الجميع جزءًا من الحلول وبناء القدرات.
من جهته، تناول وزير الطاقة والبنية التحتية في دولة الإمارات العربية المتحدة سهيل المزروعي، التحديات والصعوبات المناخية التي يواجههاالعالم أجمع، مُبيناً أهمية وجوهرية الطاقة في حياة الناس، وفي مواجهة هذه التحديات، قائلاً: «لا يمكننا أن نوقف نظام الطاقة الذينتعامل معه اليوم، قبل أن نبني نظاماً جديداً للمستقبل، وقبل أن تكون لدينا طاقة مستدامة».
من جانبه، قال الأمين التنفيذي لأمانة اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخ سايمون ستيل: «تقف منطقة الشرق الأوسطوشمال أفريقيا عند مفترق طرق، فهي لا تواجه الآثار المدمرة لتغير المناخ فحسب، بل تواجه، أيضًا، التحدي المتمثل في تحويل اقتصاداتها،لضمان الرخاء في عالم يتماشى مع ارتفاع درجة الحرارة بمقدار درجةٍ ونصف درجة مئوية». مبيناً أن أسبوع المناخ في منطقة الشرقالأوسط وشمال أفريقيا يوفّر منصة لتسليط الضوء على الحلول والابتكارات الإقليمية، الأمر الذي يمهد الطريق لتعزيز التعاون بين الدولوالقطاعات والتخصصات.
وبعد ذلك، شارك وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان في جلسة حوارية بعنوان «تعزيز المشاركة الشاملة والاقتصاد الدائري لتحقيقتحولات طاقة عادلة ومنصفة»، ضمن فعاليات اليوم الأول لـ«أسبوع المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لعام 2023»،بمشاركة وزير الطاقة والبنية التحتية في دولة الإمارات العربية المتحدة سهيل المزروعي، ووزير النفط في جمهورية العراق حيان عبدالغني،ووزير التغير المناخي في جمهورية باكستان الإسلامية أحمد إسلام.
وأكد وزير الطاقة خلال حديثه في الجلسة أن السعودية تحظى بإمكانات تسمح لها باحتجاز الكربون وتخزينه، ولا يوجد أكثر أهمية للمملكةودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجمهورية العراق من الاستثمارات الكافية لضمان عمل هذه التقنيات من خلال المحفزاتوالممكنات، مبينًا أن نجاح ذلك سيعود بالنفع على الجميع ويتوافق مع أهداف اتفاقية باريس للمناخ.
وأضاف: «يمكننا أن نكون المصدِّر للهيدروجين النظيف، والمنتج والمصدِّر للكهرباء النظيفة أيضًا»، مفيدًا بأن السعودية تبنت نهجًا شاملًايتضمن جميع إمكاناتها، لإنتاج الطاقة من المصادر المتجددة، وإنتاج الهيدروجين، وخطوطًا وأنابيب لتوزيعه، ونقل الكهرباء.
وأكد المشاركون خلال الجلسة أن التمويل المشترك يجب أن يكون هو الأساس الذي ينطلق منه العالم، مؤكدين على أهمية توظيف التقنياتوكذلك استخدام الهيدروجين الأخضر والأدوات الكفيلة بالوصول إلى الأهداف المستقبلية العالمية، منوهين بضرورة عمل الدول المتقدمة علىالمشاريع التي من شأنها تخفيف الأعباء الناتجة عن الانبعاثات الكربونية.
وأكد المشاركون على أهمية تعاون الدول فيما بينها بالمشاريع التي تخص الطاقة النظيفة التي تُعد تقنية جديدة تهدف إلى تقليل الانبعاثاتالحرارية والحد من بصمة الكربون في كثير من العمليات فيها، متمنين أن تسهم قمم التغير المناخي في إطلاق مشاريع خفض الانبعاثاتالكربونية، والعمل على كثير من الخيارات التي من شأنها أن تسهم في التقليل من هذه الانبعاثات.
وأكد المشاركون في ختام حديثهم على أهمية أن يفكر العالم بطريقة أفضل وأن تأخذ التقنية مكانتها الصحيحة, التي من شأنها أن تسهمفي طريقة استخدام الطاقة بعيدًا عن التأثير على البيئة.
مذكرة للربط الكهربائي مع الهند
وقعت السعودية مع الهند مذكرة تفاهم في مجال الربط الكهربائي والهيدروجين الأخضر النظيف وسلاسل الإمداد، إذ وقع الاتفاقية وزيرالطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان، ووزير الكهرباء والطاقة الجديدة والمتجددة في الهند راج كومار سينغ.
وتهدف المذكرة إلى وضع إطار عام للتعاون بين الطرفين في مجال الربط الكهربائي، وتبادل الكهرباء في أوقات الذروة وحالات الطوارئ،والتطوير والإنتاج المشترك لمشاريع الهيدروجين الأخضر النظيف والطاقة المتجددة في كلا البلدين، وإنشاء سلاسل إمداد آمنة وموثوقة ومرنةللمواد المستخدمة في الهيدروجين الأخضر النظيف، وقطاع الطاقة المتجددة، وفقًا لإمكاناتهما، والأنظمة والقوانين المعمول بها في البلدين.
وتضمنت المذكرة التعاون في إجراء الدراسات اللازمة؛ لهدف الربط الكهربائي بين البلدين والتطوير المشترك للمشاريع والإنتاج المشتركللهيدروجين الأخضر النظيف، والطاقة المتجددة في كلا البلدين، والتعاون مع الجهات والشركات المختصة في مجال الربط الكهربائيوالهيدروجين الأخضر، وإنشاء خطوط الربط الكهربائي، ووضع آلية مشتركة للتطوير المشترك للمشاريع والإنتاج المشترك للهيدروجينالأخضر النظيف والطاقة المتجددة في كلا البلدين، وإنشاء سلاسل إمداد آمنة وموثوقة ومرنة للمواد المستخدمة في الهيدروجين الأخضرالنظيف وقطاع الطاقة المتجددة.