أكد وزير المالية محمد الجدعان، أن الاقتصاد العالمي يواجه مخاطر واضحة، منها المخاطر الجيوسياسية، ومخاطر الديون خصوصا في الدول ذات الدخل المحدود، ومخاطر التضخم، مشددا على ضرورة العمل بشكل جماعي لمواجهتها والتصدي لها.
وقال الجدعان خلال مشاركته اليوم (الجمعة)، في الجلسة الختامية لأعمال منتدى دافوس 2024 بعنوان «توقعات الاقتصاد العالمي»: يجب أن نعمل على المدى المتوسط على التوقعات التي توصل إليها البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، والتي تفيد بنمو إضافي في الفترة القادمة مقارنة بالعقد الماضي، ولا بد لنا من أن نقوم ببناء مصيرنا من خلال اعتماد سياسات من شأنها أن تحفز النمو.
ولفت الانتباه إلى أن البلدان ذات الدخل المحدود تعاني بسبب الديون، ولكي تُحدث نمواً عليها أن تستثمر، ولتتمكن من ذلك لا بد لها من إعادة هيكلة الدين حتى تصل إلى الأموال التي تسمح لها بتحفيز النمو.
وحول السياسات التي يجب اتخاذها لتنفيذ الإصلاحات في الاقتصاد العالمي في السنوات القادمة، أكد وزير المالية السعودي أن من المهم أن نحشد مواردنا الخاصة، ونقوم بالإصلاحات الهيكلية، وضرب مثالاً بما أنجزته السعودية، حيث إن الخطوات التي اتخذتها خلال الأعوام السبعة الأخيرة ساعدت على التأقلم والصمود أمام العديد من الصدمات التي تواجهها المنطقة والعالم، بما في ذلك التوترات الجيوسياسية الحالية، ومن الأهمية بمكان أن نعمل على الإصلاحات الهيكلية من خلال حشد الإيرادات والعائدات داخلياً، إضافة إلى تطوير المؤسسات المتعددة الأطراف لجذب وتحريك القطاع الخاص.
وأشار الجدعان إلى أن هذا الأمر يكتسب أهمية كبرى في البلدان النامية وذات الدخل المنخفض، معرباً عن تفاؤله الكبير بالإصلاحات التي يجريها البنك الدولي، والدعم الذي يقدمه لجلب المزيد من الاستثمارات خصوصا في تلك الدول، متوقعاً ظهور نتائج هذا الدعم بنهاية العام الحالي.
وحول التغير المناخي ومواجهة مخاطره، قال وزير المالية السعودي إن العالم يتفق على أن هناك مخاطر حقيقية بسبب التغير المناخي، ويجب العمل سوياً لإيجاد حلول لمساعدة كوكب الأرض، وأضاف: في عام 2014 عندما تم التوصل إلى اتفاقية باريس، التزمت الدول المتقدمة بـ100 مليار دولار سنوياً تخصصها للدول النامية كي تتمكن من التعاطي مع التغير المناخي لتنتقل من طاقة الوقود الأحفوري نحو الطاقة البديلة، ولكن ما الذي رأيناه حتى الآن؟ لا شيء مما تم تخصيصه.
وتطرق الجدعان إلى ما تم طرحه في جلسة النقاش حول «الضريبة الكربونية» وكيف أنها ستغير المعادلة وتقلبها رأسا على عقب، إضافة إلى ربطها بأمرين، الأول: تقديم الدعم لمن هم بحاجة إليه، حيث إنه في كل مرة يتم فيها رفع الأسعار يجب الانتباه إلى المعرضين للخطر وحمايتهم من خلال شبكات أمان اجتماعي، والأمر الآخر هو: كيف من الممكن أن نخصص قنوات لإيصال هذه الأموال إلى البلدان المنخفضة الدخل؟.
وتابع: ليس من الممكن أن نفرض هذه الضريبة ونوجه نسبة منها إلى بلدان نامية، سيكون صعبا جدا، هناك 600 مليون شخص في أفريقيا ليس لديهم حتى تغذية كهربائية أساسية بتاتا، وليس من الممكن أن نقول لهم اذهبوا وتناولوا الكعك ولا تبحثوا عن الخبز (كناية عن مطالبة الدول منخفضة الدخل بالتعامل مع أزمة المناخ كالدول المتقدمة)، من النفاق أن نقول لهم ذلك، فهذه الدول لديها هبات طبيعية خاصة بها كالغاز، ويجب عليها الاستفادة منها، وعلينا أن نساعدهم في الاستفادة من الطاقة البشرية بتدريب الشباب لديهم، فهذا ما سيؤدي إلى التغيير في دول أفريقيا وفي غيرها من البلدان منخفضة الدخل.