مع استئناف التيرم الثاني من العام الدراسي في مصر اليوم (السبت) شهدت أسعار الكتب الخارجية لجميع المراحل (ابتدائي - إعدادي - ثانوي) ارتفاعاً كبيراً بنسبة ما بين 40 إلى 60% مقارنة بالتيرم الأول، وهو ما أصاب أولياء الأمور والطلاب بحالة من الغضب والاستياء، خصوصاً أن كل بيت لا يخلو من 2 إلى 3 طلاب وربما أكثر من ذلك.
وعلى رغم ارتفاع أسعار الكتب التي أشهرها «الأضواء - سلاح التلميذ - الامتحان - المعاصر - الشرح» شهد سوق الفجالة بوسط القاهرة، الذي يعد أحد أشهر مراكز تجارة الكتب والأدوات المدرسية على مستوى المحافظات المصرية، إقبالاً على الشراء من قبل الأسر المصرية، رغبة منهم في تأهيل أبنائهم للتيرم الثاني بشراء الكتب الدراسية الخارجية الجديدة. في المقابل فضل عدد من المواطنين في مصر أصحاب الدخول المنخفضة شراء الكتب الخارجية المستعملة من سنوات ماضية لأبنائهم، وهي كتب منتشرة على الأرصفة وهناك بعض المكتبات تخصصت في بيعها، ومحاولة ترضية أبنائهم بقبول تلك الكتب بكل الطرق، حتى لا يكونوا أقل شأناً من زملائهم.
وتسببت أسعار الكتب الخارجية في مصر في حالة من الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ودشن عدد كبير من رواد السوشيال ميديا تعليقات بشأن ارتفاع أسعار الكتب الخارجية في الأسواق، والتساؤل عن السبب الحقيقي وراء غلاء أسعار الكتب الدراسية الخارجية، الذي يمثل عبئًا واضحًا علي ميزانية الأسرة، رغم أن الكتاب الخارجي يعد أحد أهم الأساليب التي يعتمد عليها الكثير من الطلاب في الدراسة، لكنها في المقابل «تكوي جيوب المواطنين»، إضافة إلى أسعار الدروس الخصوصية.
وأمام زيادة أسعار الكتب، لجأ عدد من المعلمين إلى طباعة «ملازم» بأسعار أرخص مقارنة بالكتب الخارجية، وذلك بمراكز الدروس الخصوصية والسناتر الخاصة بهم، وهو ما أدى إلى إقبال نوعي عليها من الطلاب وأولياء الأمور، خصوصاً لمراحل النقل، عدا شهادة الثانوية العامة التي يفضل فيها الطلاب الكتب الخارجية، إضافة إلى الملازم، في محاولة للحصول على مجاميع أعلى تؤهلهم للكليات الجامعية.
كما لجأت بعض المكتبات إلى حيل، بتقليل نسبة ربحها بالإعلان عن خصم 10% من السعر المكتوب على الكتاب الخارجي، وهناك مكتبات في «الفجالة» بوسط القاهرة قامت بتخفيض ما بين 15 إلى 20%، من أجل التشجيع على الشراء، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي قد يضطر فيها بعض أولياء الأمور إلى العزوف عن شراء هذه الكتب نتيجة ارتفاع أسعارها.
وأرجع عدد من التجار وأصحاب المكتبات في مصر ارتفاع أسعار الكتب الخارجية إلى ارتفاع أسعار طن الورق الخام، الذي يستخدم في طباعة الكتب، ليسجل أكثر من 60 ألف جنيه للطن بدلاً من 16 ألفاً عام 2021، فضلاً عن ارتفاع تكاليف مدخلات الإنتاج وخامات الطباعة وأسعار العمالة، وزيادة تكلفة الشحن دولياً.