-A +A
محمد حفني (القاهرة)

بعد استقرار دام لأكثر من أسبوع، ارتفعت أسعار الذهب نهاية تعاملات مساء اليوم (الاثنين) بالأسواق المصرية ما بين 150 إلى 200 جنيه، متأثرة بصعود الدولار بعدد من البنوك المصرية، الذى وصل سعره لـ 49 جنيهاً خلال الساعات الماضية بالبنوك، بعد تحركات متتالية لسعر العملة الخضراء منذ بداية أمس (الأحد) ما بين 50 قرشا وجنيه، عقب عودة البنوك للعمل مرة أخرى من إجازة طويلة استمرت 9 أيام بالتزامن مع عيد الأضحى.

وسجل سعر غرام الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً بمحلات الصاغة المصرية 3165 جنيهاً، إضافة إلى الضريبة والدمغة والمصنعية، كما وصل سعر الغرام عيار 24 إلى 3595 جنيهاً، وعيار 18 سجل نحو 2713 جنيهاً، وسط توقعات بالمزيد من الارتفاعات خلال الأيام المقبلة، وهو ما دفع عددا من تجار الذهب إلى تخفيض المعروضات بـ«الفترينات» للاستفادة بعائدات مادية أكبر.

وأرجع عدد من المتخصصين وتجار «المعدن الأصفر» في مصر ارتفاع أسعار الذهب إلى الارتفاع المفاجئ في سعر الدولار خلال الساعات الماضية، بعد انتهاء عطلة الأسواق، نتيجة تراجع تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر، وقلة عائدات المصريين من الخارج، مؤكدين أن قلة المعروض من الذهب ساعدت على ارتفاع أسعاره خلال تلك الساعات، مشددين على أن هناك حرصا كبيرا من قبل تجار الذهب بتوفير الدولار، من أي جهة ومن أي طريقة، للحصول على خام الذهب، وهي كلها مسائل أدت في النهاية إلى ارتفاع سعر الدولار والذهب معاً.

ويمثل الذهب والدولار الأمريكي ملاذاً آمناً للكثير من المصريين، وخلال الأشهر الماضية كان لكل من «الذهب والدولار» علاقة عكسية مع بعضهما البعض، فعندما تنخفض قيمة الدولار الأمريكي يرتفع الطلب على الذهب والعكس صحيح، ولكن ما حدث أخيرا في سوق الصاغة المصرية يفسر أن سعر الذهب أصبح لا ينخفض في حال ارتفاع سعر الدولار.

ومن جانبه، أوضح المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت المهندس سعيد إمبابي أن تصدير الذهب الخام ما زال يسيطر على الأسواق المحلية، في ظل تباطؤ حركة البيع والشراء، ما دفع الأسعار للارتفاع في نفس توقيت ارتفاع أسعار البورصة العالمية، لافتاً إلى أن ارتفاع سعر صرف الدولار بالسوق دفع إلى ارتفاع سعر الذهب وزيادة الطلب على المعروض، مضيفاً في تصريحات له أن قوة الذهب كملاذ آمن عززت من مكاسبه، وسط استمرار التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.