تتناقص الساعات وتنقضي خلال يومين المهلة الممنوحة لقطر، التي حددتها السعودية والإمارات والبحرين ومصر بوساطة كويتية، ولا يلوح في الأفق استجابة الدوحة للمطالب الـ13، وكأنها ماضية للانتحار السياسي ولا غيره، في وقت يراقب العالم، خصوصاً الشركات العابرة للقارات، ماذا يحدث، لتقرر الرحيل من قطر وعدم استلام عطاءات العقود الجديدة، كما ستتأزم عمليات الشحن وترتفع عمليات التأمين.
ما سبق من مقاطعة شملت إغلاق الحدود البرية والجوية والبحرية بين الدول الخليجية وقطر هي مجرد مقدمات لقادم أكثر سوءاً، لاسيما أن كشف الحساب الذي أعلن عنه المستشار في الديوان الملكي سعود القحطاني أن الدول المقاطعة لا تزال في أول المشوار، واستخدم أمثلة عربية تؤكد مدى الخطط الأساسية والبديلة للتعامل مع قطر، ودفعها نحو البراءة من الإرهاب، والانضمام لشقيقاتها الخليجية للعمل على التطور والتنمية ونبذ الفكر المتطرف، وتدور هذه الأمثلة في مثالين واضحين، وهما "مقيمين وعلى ماء" و"تونا ما بدينا"، وهو ما يؤكد أن القادم سيكون عسيرا.
وفي تقرير لها، قالت الـ"بلومبيرغ" الأمريكية إن الأسوأ لم يأت بعد، فالدول الخليجية لا تزال تسمح لناقلات النفط والغاز القطرية بشق عباب البحر، ولم يطلها الحصار الاقتصادي بسبب دعم الدوحة للإرهاب وعلاقاتها مع إيران، وأن هذا التوتر بين الدول الثلاث وقطر لم يصل بعد لأسواق النفط، وأن عدد شحنات النفط في ازدياد بين الدول الخليجية، وأنه في حال وصول التوتر لمنع الشحنات النفطية فإن العملاء سيكون عليهم إعادة تنظيم الشحنات النفطية وربما ترتفع التكلفة.