سلط منتدى منطقة مكة المكرمة الاقتصادي 2019، الضوء على استكشاف الفرص الاستثمارية خاصة على صعيد استخدام التكنولوجيا لرسم ملامح المستقبل الحضري للمنطقة.
ووفر المنتدى منصة فريدة لتبادل الأفكار والتجارب والخبرات، واستعراض أفضل الممارسات في مجالات متعددة، مثل حلول الطاقة النظيفة والبنية التحتية الرقمية، لإثراء القطاعات الاقتصادية الرئيسية في المنطقة.
وضمت فعاليات المنتدى 25 جلسة حوارية وحلقات نقاش شارك فيها 65 متحدثاً من مختلف دول العالم، من الخبراء ورواد القطاعات الاقتصادية المختلفة وصُناع القرار، ووزراء وشخصيات قيادية بارزة محلياً وإقليمياً ودولياً، وكذلك المسؤولين وقادة الأعمال ورؤساء المدن والبلديات، وجاء تحت شعار «الطريق نحو مستقبل حضري: استثمر في مكة المكرمة»، ليركز على 4 محاور رئيسية هي التنمية الحضرية، والخدمات العامة والبنية التحتية، والنقل والخدمات اللوجيستية، والابتكار والتكنولوجيا في مجال الحج والعمرة.
وشهد المنتدى توقيع الأمير خالد الفيصل لأربع اتفاقيات جاءت على النحو التالي، اتفاقية لإنشاء مركز العالم الإسلامي في مشروع الفيصلية، واتفاقية ثانية مع وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح لإنشاء مشروع للطاقة الشمسية في منطقة مكة المكرمة، أما الاتفاقية الثالثة فقد وقعها الأمير خالد الفيصل مع وزير الحج والعمرة الدكتور محمد بنتن لتشغيل الواحة العالمية في مكة، وفي المقابل تم توقيع الاتفاقية الرابعة مع محافظ هيئة الاستثمار إبراهيم العمر لتعزيز الاستثمارات المحلية والأجنبية في المنطقة.
وسلَّط رؤساء الغرف التجارية لكل من مدينة جدة ومكة المكرمة والطائف، الضوء على أهم القطاعات الاستثمارية المساهمة في جهود التنمية المستدامة، حيث برزت المزايا التنافسية التي تتمتع بها كل مدينة، كأحد أهم عوامل جذب القطاع الخاص والشركات الصغيرة والمتوسطة.
وجاءت قطاعات الصحة والتقنية وإقامة المعارض ضمن المجالات القادرة على توفير فرص صناعية واستثمارية جديدة لجميع المستثمرين سواء من الداخل أو الخارج، فيما لفت محافظ حفر الباطن الأمير منصور بن محمد بن سعد آل سعود، النظر إلى الميزة التنافسية لمستقبل المحافظة فيما يتعلق بالخدمات اللوجستية، حيث «منفذ الرجعي» الذي يُعد من أكبر منافذ المملكة، مبشراً بأن مطار حفر الباطن في نهاية العام سيتحول إلى مطار دولي.
ودعا رئيس الهيئة العامة للرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، القطاع الخاص إلى المبادرة نحو المساهمة في إنشاء صناعة رياضية تنافسية في المملكة، كما تم الكشف عن فرص استثمارية كبرى في مدينة حفر الباطن من قِبل الأمير منصور بن محمد بن سعد، في حين صرح الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة المهندس عبدالرحمن عداس، بأن اللجنة تعمل على وضع خطة استراتيجية لتحسين نوعية الحياة وتجربة الحجاج في مدينة مكة المكرمة، فيما قدَّم أمين جدة صالح التركي استعراضاً تفصيلياً لخطط إقامة مشاريع جديدة بقيمة 4.6 مليار ريال سعودي لتحسين نوعية الحياة في المدينة، مؤكداً أن الاستثمارات الجديدة ستُضاف إلى مشروعات يجري تنفيذها وتبلغ قيمتها 2.7 مليار ريال سعودي.
وناقش المنتدى إمكانية مشاركة القطاع الخاص في مشاريع التنمية المحلية وتحسين بيئة الأعمال، كما استعرض اتجاهات الاستثمار في التنمية التجارية وصناعة الضيافة، وتصاعد أهمية الاستثمار في مجال الطاقة النظيفة وإدارة النفايات، كما ناقش إمكانيات تطوير وتكامل الأحياء غير الرسمية، واستعرض التحديات التي تواجه تمويل الإسكان والتطوير والعرض، واستكشاف تجارب ناجحة للإسكان الخاص ميسور التكلفة الذي يتضمن حلولاً لتحسين الاستدامة.
وأشار وزير التجارة والاستثمار وزير الشؤون البلدية والقروية المكلف الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي، إلى أن قطاع الشؤون البلدية يهدف إلى تحسين جودة الخدمات من خلال إشراك القطاع الخاص، وتشجيع التعاون مع الجهات الحكومية، ورفع كفاءة تنفيذ مشاريع البنية التحتية في المملكة العربية السعودية، لافتاً إلى أن الوزارة عازمة على تنفيذ عدة مشاريع في منطقة مكة المكرمة، منها مشروع إعادة تأهيل الأحياء السكنية بميزانية وصلت 100 مليون ريال، ومشاريع معالجات التشوه البصري بمبلغ 453 مليون ريال، كما أعلن عن إطلاق «المجلس السعودي للأعمال الاقتصادية» قريباً، والذي سيجمع كل ما هو متعلق بالتراخيص من كافة الجهات المتعددة تحت منصة رقيمة واحدة.
وركزت الناقشات خلال المنتدى على خدمات النقل وحركة المواطنين والزائرين، حيث أبرزت أهمية الاستثمار في شركات التكنولوجيا الناشئة التي تخدم قطاع الحج والعمرة، ودمج وتطوير البنية التحتية سواء المادية الملموسة أو غير الملموسة، لتحقيق حركة سلسة للأشخاص والسلع داخل المدن وعبر البلدان.
أقيمت الدورة الثانية لمنتدى منطقة مكة المكرمة الاقتصادي تحت شعار «الطريق إلى مستقبل حضري.. استثمر في مكة»، ونظمته إمارة منطقة مكة المكرمة بالشراكة مع الغرف التجارية بجدة ومكة المكرمة والطائف، واستضاف فعالياته فندق هيلتون جبل عمر بمكة المكرمة، وسلط الضوء على الفرص الاستثمارية الفريدة في مجال التنمية الحضرية بمنطقة مكة المكرمة، عبر استكشاف التقنيات والحلول الخلاقة للاستفادة من الفرص في المنطقة.