الفرص الاقتصادية الواعدة أغرت الشركات الأجنبية بالاستثمار في السعودية.
الفرص الاقتصادية الواعدة أغرت الشركات الأجنبية بالاستثمار في السعودية.
-A +A
ترجمة: حسن باسويد (جدة) baswaid@
أكدت صحيفة «نيويورك تايمز»، أنه رغم الحملات الشرسة التي شنتها وسائل الإعلام الغربية والأمريكية وطالبت فيها الشركات الدولية وخاصة الأمريكية بمقاطعة السعودية، خاصة بعد حادثة مقتل الصحفي السعودي «جمال خاشقجي»، إلا أن العديد من الشركات العالمية بدأ في الوقت الراهن وبهدوء تام، في تجاهل تلك النداءات لأنها أدركت أن الفرص الواعدة هي في التمسك بالشراكة مع السعودية، وأن الفرص الضائعة لن تأتي مرتين، وخاصة بعد أن شهد ارتفاع أسعار النفط بمقدار الثلث هذا العام إلى حوالى 71 دولارا لبرميل «خام برنت»، والذي كان مغرياً بالنسبة للعديد من الشركات العالمية إلى حد أنها لن تفوت تلك الفرص، في وقت أبقت في الأساس شركات دولية كبرى مثل (قوقل) و(مورغان تشيس) وعملاق التكنولوجيا الياباني (سوفت بنك) شراكتها مع السعودية.

وأشارت «نيويورك تايمز» الأسبوع الماضي، وفقاً لما نقلته عن مصادر خاصة، إلى أن شركة الاستثمار (بلاك ستون) الأمريكية لا تزال تخطط لإنفاق أموال من صندوق للبنية التحتية بقيمة 40 مليار دولار، منها 20 مليار دولار ممولة من الخزينة السعودية، لافتة إلى المكاسب الكبيرة التي يجنيها التعامل مع السعودية والتي تضم أكثر الشركات ربحية في العالم.


وأضافت أن شركة أرامكو السعودية، كشفت قبل أسابيع تحقيقها صافي دخل بلغ أكثر من 111 مليار دولار خلال العام الماضي، وهو رقم تجاوز أرباح شركات عالمية كبرى مثل (أبل)، و(رويال دتش شيل)، و(إيكسون موبيل).

ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن (سوفت بنك)، الذي يبلغ حجم صندوق الرؤية لاستثمارات التكنولوجيا فيه نحو (100) مليار دولار، لم يواجه صعوبة كبيرة في صياغة الصفقات باستخدام النقد السعودي، والتي شكلت أكثر من 20 استثماراً، وفقا للبيانات الصادرة عن مركز (غلوبال ماركت انتيليجنس) الدولي.

وذكر بعض المحللين الاقتصاديين الدوليين لـ«نيويورك تايمز» أن سندات أرامكو العائمة كانت خطوة باهرة من قبل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، إذ جمعت أرامكو 12 مليار دولار من أول عرض للسندات في السوق الدولية.

وبين رئيس قسم الشرق الأوسط في مجموعة «أوراسيا» الدولية أيهم كامل، وهي شركة مخاطر سياسية، للصحيفة الأمريكية عن صفقة السندات قائلاً «سيحتفل الجميع بهذا الإنجاز في السعودية، ونجحوا بالفعل في تحقيق ذلك، فعلاً، لقد جعلوها قصة نجاح».

وألمحت إلى أنه من المحتمل أن تكون السعودية شريكا فعالا، ليس فقط كمكان للاستثمار ولكن كمقترض ومستثمر، إذ شرع صندوق الثروة السيادية في البلاد، (صندوق الاستثمارات العامة)، بتجميع محفظة من الأصول بقيمة 300 مليار دولار تشمل حصصا في شركات التكنولوجيا مثل (أوبر) وشركة صناعة السيارات الكهربائية (لوسيد)، مشيرة إلى أن الصندوق يعتزم فتح مكاتب استثمارية في نيويورك وسان فرانسيسكو مع زيادة الاستثمارات، حسب تصريح ياسر الرميان رئيس الصندوق في فبراير الماضي.

وأضافت «نيويورك تايمز» أن، شركة «سينوبك» الصينية العملاقة للنفط أصبحت بدورها مستثمراً رفيع المستوى في السعودية، من خلال مشروع مشترك للتكرير مع أرامكو، إضافة إلى بناء منشأة للبحث والتطوير تحت مسمى «وادي الظهران التكنولوجي».

ولفتت «الصحيفة» إلى أن شركة أرامكو أعلنت قبل أيام أنها تخطط لإنفاق 1.25 مليار دولار لشراء حصة في مصفاة «هونداي اويل بنك» الكورية، الذي سيكون بمثابة منفذ مخصص للخام السعودي.