-A +A
فهيم الحامد (الرياض) falhamid2@
لم تكن اقتصادات العالم بحاجة إلى أزمات جديدة، لتواجه أزمة نفطية عتيدة؛ باعتبار أن الصراعات والنزاعات والحروب متخمة، حتى يطالها فايروس كورونا، الذي يواصل انتشاره الذي تمخض عن حدوث ركود عالمي، مع تعرض أسعار النفط لضغوط شديدة مع تضرر الطلب، بعد اجتياح فايروس كورونا.

لقد شهد العالم أمس الأول انهيارا وصف بـ«التاريخي»، إذ تراجعت أسعار النفط الأمريكي بطريقة غير مسبوقة في يوم واحد، بسبب استمرار فايروس كورونا في إحداث الجمود في العالم.


ونظراً إلى أن مهلة عقود مايو انقضت أمس (الثلاثاء)، تعيّن على المتعاملين العثور على مشترين في أقرب وقت ممكن، لكن مع امتلاء منشآت التخزين في الولايات المتحدة بشكل هائل خلال الأسابيع الأخيرة، أجبر المتعاملون على الدفع للعثور على مشترين ما تسبب في بلوغ سعر برميل خام غرب تكساس الوسيط سالب (- 37.63 دولار) مع انتهاء التعاملات.

تبعات كوفيد ١٩ على اقتصادات العالم تعتبر كارثية، فمع استمرار انتشار الفايروس المتسلل الذي يوجه ضرباته القاسية للقطاعات الاقتصادية الواحد تلو الآخر، وفي مقدمتها قطاع النفط الذي يعتبر عصب اقتصاد العالم، مع إحداث شلل في عجلة الوقود العالمية، بعد توقف القطارات والطائرات والسيارات ومصافي النفط، أدى لوجود تخمة في الاحتياطات الأمريكية؛ ما أثّر سلباً على منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة.

وقال الخبير جون كيلداف من مركز «أغين كابيتال» في تصريحات نشرتها صحيفة التايمز: «إنّ الطلب على البنزين ووقود الديزل معدوم». بيد أن مات سميث، من مركز كليبر داتا، قال في تصريحات مماثلة: أعتبر أنّ تراجع الأسعار إلى ما دون الصفر هو ردّ فعل على قلّة إمكانات التخزين قبل انقضاء مهلة عقود مايو. ويرى سميث أنه بمجرد انقضاء تلك المهلة ستعود الأسعار إلى فوق مستوى الصفر. وقد يكون تكهن سميث في محله، حيث عاودت أسعار النفط الارتفاع في الأسواق الآسيوية إلى ما فوق الصفر بقليل بعد انهيار (الإثنين). العالم انتظر بشغف واهتمام ردة فعل الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، الذي أوضح أن الولايات المتحدة ستستغل الانهيار التاريخي الحاصل لأسعار الخام لشراء 75 مليون برميل لملء مخزونها الإستراتيجي من النفط.