-A +A
محمد العبد الله (الدمام) @mod1111222
كشف مستثمرون متخصصون في قطاع السفر والطيران لـ«عكاظ»، أن نسبة الخسائر التي تعرضت لها وكالات السفر العالمية بلغت 100 % جراء

توقف حركة الطيران الدولية، لافتين إلى أن التحركات لاستئناف نشاط الطيران ليست واضحة حتى الآن، مستبعدين عودة حركة الطيران إلى أوروبا قبل شهر يناير من العام القادم 2021. وبينوا أن أسعار تذاكر السفر مرشحة للارتفاع بنسبة 50 % بعد عودة النشاط، مرجعين ذلك لسلسلة الإجراءات الاحترازية المتخذة لمرحلة ما بعد كورونا، ونوهوا إلى أن وكالات السفر الصغيرة لن تستطيع المقاومة وقد تخرج من السوق، على العكس من الوكالات الكبيرة التي قد تتحمل. وأفادوا أن وكالات السفر الصغيرة ستواجه مشكلات مالية كبيرة جراء تراكم الديون، متوقعين عودة حركة الطيران العالمي بشكل تدريجي.


صعوبات كبيرة وتعويض خسائر

وأكد سامي العبد الهادي «مستثمر»، أن شركات الطيران ووكالات السفر والسياحة تعاني بشدة من أزمة كورونا، نتيجة تعطل حركة الطيران على المستوى العالمي، وإيقاف جميع المطارات الدولية.

وأفاد أن بعض شركات الطيران العالمية تحاول استئناف العمل في شهر يونيو القادم، ولكنها ستواجه عدم القدرة على مواصلة محطاتها جراء إقفال المطارات العالمية.

ونوه إلى أن الخطوط السعودية أعلنت بدء حركة الطيران في سبتمبر القادم، فيما الطيران الأوروبي سيبدأ نشاطه في يناير القادم.

وقال: «وكالات السفر تعتمد على شركات الطيران والأخيرة تعتمد على المطارات، والآلية القادمة لأسعار التذاكر تتمثل في تحمل الركاب قيمة تقليل عدد المقاعد، وأتوقع ارتفاع الأسعار بنسبة 50% تقريبا، ووكالات السفر ستواجه صعوبات كبيرة خلال 2020، وحركة السفر لن تكون بالوضع الطبيعي مع عودتها مجددا؛ نظرا للمخاوف من الإصابة بفايروس كورونا، ووكالات السفر بدأت في إعطاء موظفيها إجازة لمدة 3 أشهر جراء الصعوبات المالية الناجمة عن تعطل حركة السفر، وتوقف شركات الطيران، وجحم خسائر وكالات السفر تصل إلى 100% تقريبا، والرؤية لعودة حركة الطيران ما تزال غير واضحة».

واستبعد إقدام شركات الطيران على تقديم عروض في الأسعار لتنشيط الحركة، مرجعا ذلك إلى محاولات شركات الطيران تعويض بعض الخسائر المترتبة على توقف النشاط طوال الأشهر الماضية.

تحمل النفقات وتغطية مصاريف التشغيل

وقال الخبير الاقتصادي الدكتور تيسير الخنيزي: «قطاع الطيران يواجه مصاعب كبيرة نتيجة جائحة كورونا، وشركات الطيران العالمية تتعرض لخسائر كبيرة جراء توقف حركة السفر وإغلاق المطارات الدولية، وشركات الطيران العالمية ستعمد لتسريح العمالة لتقليص النفقات على الطواقم الكبيرة، كما أن تعطل حركة الطيران خلال الشهرين الماضيين أوقف التدفقات النقدية القادرة على تغطية المصاريف التشغيلية، والوضع بقطاع الطيران مأساوي على المستوى العالمي». وتوقع ارتفاع أسعار التذاكر مع فرض المسافة الفاصلة بين الركاب؛ نظرا لانخفاض الطاقة الاستيعابية للطائرات؛ ما يترتب زيادة المصاريف على شركات الطيران.

الوكالات الصغيرة لا تستطيع المقاومة

وذكر حسين القطان « مستثمر» أن عودة نشاط شركات الطيران مرتبط بانتهاء وباء كورونا على المستوى العالمي. وأشار إلى أن عودة حركة الطيران ستتم عبر مراحل، حيث ستبدأ حركة السفر داخليا أولا وبعدها تبدأ حركة الطيران في الدول العربية القريبة.

واستبعد عودة نشاط شركات الطيران في أوروبا وأمريكا قبل سنة تقريبا، كما أن عودة حركة السفر في أوروبا وأمريكا مرتبط باستخدام لقاح لعلاج كورونا، وغالبية شركات الطيران أوقفت نشاطها مطلع مارس الماضي. وأضاف: «نسبة الخسائر تعتمد على جحم وكالة السفر، فإذا كانت قديمة و لديها اسم في السوق فإن تأثرها بالتوقف عن العمل صرف الرواتب للموظفين، ولكنها سرعان ما تستعيد عافيتها بمجرد عودة نشاط حركة الطيران العالمية، إلا أن وكالات السفر الصغيرة لن تستطيع المقاومة ومصيرها الخروج من السوق، كما أن وكالات السفر الصغيرة ستواجه مشكلات مالية كبيرة جراء تراكم الديون، ووكالات السفر القادرة على البقاء بعد الأزمة ستكون قليلة، خصوصا الوكالات التي تعمل تحت مظلة شركة «قابضة».

وأشار الى أن أسعار التذاكر مرشحة للارتفاع بعد انتهاء أزمة كورونا، حيث تحاول شركات الطيران تعويض جزء من الخسائر عبر زيادة قيمة التذاكر، كما أن أسعار التذاكر مرشحة للارتفاعات الكبيرة مع انعدام المنافسة.

أضرار كبيرة وزيادة في الأسعار

وتوقع محمد القروني «مستثمر»، أن يستمر تعطيل حركة شركات الطيران لنحو ما بين 3- 4 أشهر، إذ إن الأضرار على شركات الطيران كبيرة جراء توقف حركة السفر، كما أن وكالات السفر تواجه مشكلة مالية حقيقية في ظل توقف العمل وكذلك تحمل صرف الرواتب للموظفين.

وزاد بقوله: «الضرر من جراء توقف حركة الطيران كبير للغاية، والرواتب تستنزف الجزء الأكبر من المصروفات الشهرية، حيث تصل إلى 70% قريبا، والمصاريف الأخرى لا تشكل سوى 30%، ووكالات السفر ملتزمة بصرف الرواتب الشهرية بدون تدفقات نقدية نتيجة تعطل العمل طوال الشهرين الماضيين، ووكالات السفر تترقب عودة شركات الطيران للعمل مجددا، لاسيما أن وكالة السفر تعتمد في عملها على حركة السفر على مدار السنة، إذ تعتمد بعض الوكالات على التعاقدات مع الشركات الكبرى التي تعمل لديها عمالة كبيرة».

وأوضح عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الشرقية السابق عبد العزيز التريكي، أن شركات الطيران ستبدأ في زيادة الأسعار بمجرد عودة نشاطها بعد انتهاء جائحة كورونا؛ بهدف تعويض جزء من الخسائر الناجمة عن التوقف الاجباري؛ نتيجة انتشار وباء كورونا على المستوى العالمي.