استعرض منتدى الخطوط الحديدية 2020 الذي تنظمه الشركة السعودية للخطوط الحديدية في الرياض، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أهم الميزات التنافسية للمملكة في الخدمات اللوجستية، وأهم مشاريع النقل والبنية التحتية التي تشهدها البلاد، وتسهم في تحويل المملكة لمركز لوجستي عالمي.
وتحدث وزير النقل المهندس صالح بن ناصر الجاسر، عن أهم المميزات التنافسية للمملكة في مجال الخدمات اللوجستية، مفيداً بأن أبرز هذه المميزات هي رؤية المملكة 2030، التي أحد ركائزها تحويل المملكة إلى مركز لوجستي عالمي.
وأضاف خلال مشاركته في جلسة نقاشية بعنوان «نحو 2030»: «إن ما يميز المملكة أيضاً موقعها الاستراتيجي بين القارات الثلاث الرئيسية في العالم، إضافة إلى البنية التحتية»، مشيراً إلى أن المملكة استثمرت خلال العقود الماضية مبالغ ضخمة في تطوير وبناء البنية التحتية سواء في الطرق أو الموانئ والمطارات، حيث استثمرت خلال السنوات العشر الماضية أكثر من 400 مليار ريال في البنية التحتية للنقل، وتتطلع للاستمرار من خلال التمويل الحكومي أو مشاركة القطاع الخاص.
وأوضح وزير النقل أن تسريع الإجراءات التكاملية وتيسير المتطلبات وترابط شبكات أنماط النقل المختلفة، أسهمت في تقدم المملكة في هذا مجال الخدمات اللوجستية.
وبيَّن أن المملكة تخطط وتعمل على الاستثمار في البنية التحتية للنقل والخدمات اللوجستية، إذ هناك اهتمام كبير في قطاع السكك الحديدية من خلال تنفيذ الجسر البري، وهو خط سككي يربط شرق المملكة بغربها، إضافة إلى الاهتمام بمشروع قطارات الخليج.
وتابع: «تهتم المملكة بالتقنيات الحديثة للقطارات، مثل القطارات السريعة التي تعتمد على التقنية المغناطيسية، وتتطلع لأن تكون في موقع الريادة في هذا المجال».
وأفاد الجاسر بأن تلك المشاريع تتطلب استثمارات ضخمة ستنفذ عن طريق التعاون مع القطاع الخاص المحلي والدولي، إضافة إلى أنماط النقل الأخرى كالمطارات والموانئ والطرق، التي تُمكِّن المملكة من تحقيق مستهدفاتها.
وأبدى وزير النقل تطلعه لتعزيز المركز التنافسي للوجستية في المملكة، من خلال حركة البضائع وتنافسية السعر والوقت والجودة.
وأشار إلى أن مجمل أطوال السكك الحديدية في المملكة يبلغ 5000 كيلومتر، مؤكداً السعي لإحداث زيادات كبيرة في هذه الأطوال مستقبلاً، موضحاً أن المملكة تمتلك أسرع قطار في المنطقة وهو قطار الحرمين الشريفين، حيث تصل سرعته إلى 300 كيلومتر في الساعة.
وأكد الجاسر، أن الوصول للمستهدفات وتحويل المملكة إلى مركز لوجستي عالمي لا يتطلب فقط استثمارات في البنية التحتية، ولكن يتطلب تعديلا في التشريعات وتسريع الإجراءات، لافتاً إلى وجود عمل جبار في مختلف الجهات لمراجعة الأنظمة.
بدوره، أشار وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف، إلى تميز المملكة بعدة أمور أهمها موقعها الجغرافي، وسعيها الجاد للاستفادة من تلك الميزة.
وقال: «ما قامت به المملكة خلال السنوات الماضية من خلال رؤيتها، وإيجاد التشريعات التي تساعد على الاستفادة من الخدمات اللوجستية بشكل عام، إضافة إلى ضخ المبالغ اللازمة لعمل البنية التحتية، كل هذا يدل على سعي المملكة الجاد إلى تمكين الصناعة وقطاع الثروة المعدنية».
وأضاف: «كثير من المستثمرين والمتابعين عندما أُطلقت رؤية المملكة كانوا ينتظرون ما سيحدث بعدها، والآن بعد 4 أعوام من انطلاقها، نستطيع أن نثبت للعالم أن المملكة ضخت الاستثمارات اللازمة لبناء قاعدة في الصناعة والتعدين».
وأشار الوزير الخريف إلى استثمار شركة معادن 100 مليار ريال في البنية التحتية في مشاريع النقل وتحلية المياه والكهرباء، مضيفاً: «اليوم معادن تتصدر المرتبة الـ11 عالمياً بعد أن كانت الـ128، ويُتوقع أن تحتل المرتبة الثانية في مجال الفوسفات».
وبيَّن أن وزارة الصناعة والثروة المعدنية تسعى لبناء قاعدة صناعية عبر مجموعة من الاتجاهات تتمثل في المحافظة على المكتسبات التي تمت خلال الـ45 سنة الماضية، والعمل على تعميق القيمة المضافة للصناعات الأساسية والدخول في نشاطات تحويلية، والاستفادة من السوق المحلي وسوق المنطقة وموقع المملكة الجغرافي، والبناء على ما لدى المملكة من مقومات أساسها التركيبة السكانية من شباب وشابات الوطن وما لديهم من تعليم وقدرات وانفتاح على التقنية.
وبيَّن أن أهداف القطاع الصناعي في رؤية المملكة هي مضاعفة مشاركة القطاع في الناتج المحلي، وخلق الفرص الوظيفية والصادرات، لافتاً إلى أن المملكة تشهد مجموعة من المشاريع في البنية التحتية والتشريعات تصب في تلك تحقيق تلك الأهداف.
من جانبه، أكد مدير شركة الخطوط الحديدية المركزية اليابانية توركيل باترسون، أن المملكة مؤهلة لأن تكون مركزاً إقليمياً في خدمات النقل السريع، بفضل البنية التحتية التي تمتلكها والخطط الطموحة التي تعمل عليها، وأنها خلال سنوات ستكون جنباً إلى جنب مع اليابان والصين والدول الأوربية في مجال النقل الذي يعتمد على السرعة.
واستعرض باترسون مشروعات السكك الحديدية في المملكة مقارنة مع اليابان، والولايات المتحدة الأمريكية، وتايوان، والصين، وأستراليا، وعدد من الدول الأوروبية، موضحاً أن النمو المستقبلي سيكون في صالح البنى التحتية السعودية.