-A +A
مريم الصغير (الرياض) @Maryam9902

كشف خبير المجوهرات والأحجار الكريمة المهندس عارف بن ظفرة أن المعقمات أثرت على سوق المعادن الثمينة من الذهب والفضة والأحجار الكريمة وأدت إلى تغيير اللون بسبب الكحول المستخدم في المعقمات، الأمر الذي أثر سلبا على سوق المجوهرات والأحجار الكريمة وزاد من الإقبال على الصيانة للتلميع وإعادة الألوان لطبيعتها، مؤكدا أن هذا الأمر أزعج عددا من عشاق المجوهرات والحلي والأحجار الكريمة، الأمر الذي جعل كثر منهم، خصوصا النساء، يلجأون إلى إعادة التلميع والصيانة بسبب المعقمات التي أصبحت ضرورية في كل مكان ومنزل ومناسبة.

وأضاف ابن ظفرة أن جائحة كورونا أثرت على أغلب المجالات التجارية وتسببت في ركود اقتصادي في عدد من المجالات ومنها مجال المجوهرات والأحجار الكريمة والذي تراجعت مبيعاته لأكثر من 40% خلال فترة الربع الأخير من العام الحالي 2020، مشيرا إلى أنهم يتوقعون انتعاشا في مطلع العام القادم وبشكل تدريجي لا يزيد على 12%.

ولفت ابن ظفرة إلى أن الإقبال حاليا زاد على الأحجار الكريمة والطبيعية وتراجع على الأحجار العادية والصناعية، وأن النساء يمثلن الشريحة الأكبر من عملاء المجوهرات والأحجار الكريمة والسبح والخواتم بنسبة تتجاوز 60%.

ولفت أيضاً إلى أن نحت الصور على الخواتم والقلائد أصبح موضة دارجة بين النساء.

وأضاف أن سوق الأحجار الكريمة والسبح والخواتم يتجاوز 5 مليارات ريال سنوياً في المملكة وأنه لا يكاد يخلو منزل أو مكتب من سبحة أو خاتم أو قطعة مجوهرات، مشيراً إلى أن الخليجيين والعرب بشكل عام يحبون الخواتم والسبح بشكل ملفت، إذ يتم تصنيع مجوهرات الخواتم والسبح الفاخرة من الذهب والفضة والبلاتين، المطعّمة بالأحجار الكريمة، ويتربّع على عرشها الألماس والياقوت والزمرد والزفير وغير ذلك من الأحجار الخلاّبة، وتضم أيضاً أندر الأشياء وأروعها مثل ما تفرزه الأشجار (الكهرمان)، وما يؤخذ من الحيوانات كأنياب الفيل (العاج) ويحوي الكثير من الجماليات التي لا حصر لها، ويذكر أن هذه السوق تضم أجمل ما يمكن أن يكون هدية لمن يستحقها فعلاً، وبلغت محبتها في قلوب الملوك والرؤساء على مر العصور كل مبلغ، ولا يستطيع أحد أن يقاوم ألوان وجمال وبريق منتجات هذه السوق.

وبالنسبة للأسعار فهي تحتاج إلى دراسة مستقبلية، ولكن أعتقد أن كثرة الطلب ستزيد من تنافس المصنعين، وتصبح الأسعار أقل من السابق وفي متناول الجميع بالنسبة للخامات العادية والمتوسطة ذات مواد التصنيع المتوافرة وسترتفع في المقابل أسعار النوادر من السبح والأحجار الكريمة إلى أرقام كبيرة وتكون كبيرة جداً بحسب ما نرى ونلمس من الواقع الحالي الذي ينبئ بذلك، فعلى سبيل المثال لا الحصر كان سعر السبحة المصنوعة من الكهرمان البلطيقي لا يزيد على 50 ريالاً واليوم يصل إلى 400 ريال، وكان سعر السبحة المصنوعة من مادة السندلوس الألماني إلى عهد ليس بالبعيد 2500 ريال، والآن سعرها يزيد على 10 آلاف ريال.

وحول تذبذب الأسعار، أشار إلى أن اعتماد سوق الأحجار الكريمة على التغيير في الأسعار عالمياً على وجه الخصوص يعتبر اعتماداً كلياً، فعلى سبيل المثال حينما كان اصطياد الفيلة غير محظور في أفريقيا لم تكن سبحة العاج تتجاوز 150 ريالاً وحينما تم حظرها أصبحت أحجار العاج تباع بالوزن وبأرقام عالية جداً قد تصل إلى 8 أضعاف سعرها السابق وهذا يضاعف من الربح للذي يملك كمية من الدفعات السابقة كما يتضح ذلك، وعليه فإن متابعة الأسعار العالمية للمواد الخام والنوادر وأنواعها مطلب أساسي لمن ينتمي لهذا المجال، كما أن هناك بورصة خاصة للتجار في هذا التخصص على مستوى العالم، فمثلاً الكهرمان الألماني القديم له تسعيرة ثابتة في شتى أنحاء العالم مع وجود فوارق بسيطة، وكذلك السندلوس الألماني وغيرها من الخامات والأحجار المختلفة ونقيض ذلك ما يحدث من انخفاض مفاجئ في التسعيرة الخارجية لبعض المنتجات مما يؤدي لكساد البضائع أو البيع بأقل من الكلفة، ولكن بشكل عام فإن نوادر السبح والأحجار تزيد أسعارها كلما تقدم الوقت والزمان عما قبل، أما بخصوص معادن التصنيع (الذهب، الفضة، البلاتنيوم) فلها أسعار عالمية يومية معروفة.