أعلنت مدينة الملك سلمان للطاقة (سبارك) إطلاق عدد من حلول البناء الخضراء المبتكرة التي تعزز الاستدامة. ويتم تبنّي العديد منها في المملكة لأول مرة، إذ تقود «سبارك» مبادرة لتقنيات بناء أكثر صداقة للبيئة تدعم إطار اقتصاد الكربون الدائري. وتشمل تلك التقنيات: الخرسانة الخضراء التي تحتوي على مواد معاد تدويرها، ووصلات فولاذية معيارية، وقضبان البوليمر المقوى بالألياف الزجاجية في أسطح الجسور.
وفي إطار تعليقه على هذه المبادرات المبتكرة، قال رئيس مجلس إدارة مدينة الملك سلمان للطاقة الدكتور محمد يحيى القحطاني: «نفخر في مدينة الملك سلمان للطاقة بالإعلان عن مجموعة واسعة من المبادرات المتمحورة حول الاستدامة التي يجري اعتمادها في المملكة العربية السعودية للمرة الأولى على الإطلاق. وتعكس هذه الممارسات منهجيتنا الخاصة في البناء والإنشاءات، حيث نعتمد على أحدث الحلول التقنية لزيادة الكفاءة والحدّ من الأثر البيئي السلبي، إلى جانب عملنا على بناء منظومة طاقة عصرية تلبّي أرفع المعايير العالمية».
وقد أصبحت مدينة الملك سلمان للطاقة أخيرا أول مدينة صناعية في العالم تحصل على شهادة المستوى الفضي LEED في ريادة الطاقة والتصميم البيئي من قبل المجلس الأمريكي للأبنية الخضراء. كما أنها أول مؤسسة سعودية تستخدم خرسانة البودزول الخضراء، التي تُعدّ من أحدث المواد المطوّرة عالميا، حيث تضم في تركيبها مجموعة من المواد المُعاد تدويرها لتكون بديلا جزئيا للأسمنت. وتُعدّ هذه المواد أيضا منتجا ثانويا في مجموعة من عمليات التصنيع المحلية، وتقدم عندما يتم استخلاصها بالشكل المناسب نفس الخصائص الميكانيكية ومزايا المتانة التي تتمتع بها الخرسانة الأسمنتية التقليدية.
ومن جهة أخرى، ستكون مدينة الملك سلمان للطاقة أول مؤسسة في المملكة تعتمد تكنولوجيا «كون إكس تِك» لوصل الصلب، في تشييد بنائها الإداري. وبدلا من لِحام وتثبيت قضبان الصلب مع بعضها البعض بواسطة الأساليب التقليدية التي تستخدم فيها المعادن، تُتيح هذه الخطوة المتطورة طريقة نموذجية جديدة لإنشاء هياكل الصلب، وذلك من خلال شَبْك قضبان الصلب ببعضها وتثبيتها في أماكنها. ومن شأن استخدام تكنولوجيا «كون إكس تِك» أن يزيد من كفاءة ودقة عمليات تصنيع هياكل الصلب ويحد من المخلفات، إلى جانب إسهامه في تعزيز مستويات السلامة في الموقع. يُذكر أن الـ400 طن من الصلب التي شيدتها مدينة الملك سلمان للطاقة في أسبوعين، كانت ستستغرق 6 أسابيع على الأقل باستخدام طرق التركيب التقليدية. وإضافة إلى ذلك، ولأول مرة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، استخدمت «سبارك» قضبان البوليمر المقوى بالألياف الزجاجية لتكون بديلا لا معدنيا لصلب الإبوكسي في منصات الجسور. وتُعد المادة الجديدة أخف وزنا وأكثر متانة وأسهل في التعامل إلى جانب أنها أقل تكلفة، كما أنّها غير معرضة للتآكل، ما يُسهم في الحدّ من هدر المواد وأعمال الصيانة. وسيؤدي استخدام مدينة الملك سلمان للطاقة لقضبان البوليمر المقوى بالألياف الزجاجية إلى خفض الوزن من حديد التسليح على الجسور بنسبة 70%.
وفي الوقت نفسه، وضمن مبادراتها لتحقيق الاستفادة المثلى من الموارد الطبيعية وتعزيز سلامة وجودة البيئة المحلية، تقوم مدينة الملك سلمان للطاقة بتقييم استخدام حلّ الطين السائل بتقنية النانو LNC، وهي عملية حاصلة على براءة الاختراع وتسمح لجزيئات الطين النانوية بالارتباط بجزئيات الرمل، بحيث تتحول إلى تربة تمنح النباتات البيئة الملائمة للنمو في المناطق مفرطة الجفاف التي لن تكون قادرة على العيش فيها دون ذلك. يُسهم الطين السائل بتقنية النانو في تعزيز مزايا التربة الرملية ليمنحها خصائص تُضاهي ما تتمتع به التربة الزراعية السوداء عالية الجودة، ويُساعدها في الحفاظ على مزاياها الغذائية ومستويات المياه العالية فيها، فضلًا عن الحدّ من فرص هدر المياه.
ويتماشى نهج البناء الذي تبنّته «سبارك» مع منهجية اقتصاد الكربون الدائري التي طرحتها المملكة العربية السعودية وصادقت عليها دول مجموعة العشرين والتي تهدف إلى الحدّ من الانبعاثات الكربونية وإعادة استخدامها وتدويرها والتخلص منها، كجزء من الجهود الدؤوبة للحدّ من آثار التغيّر المناخي ومساعيها لتطوير أنظمة طاقة صديقة للبيئة وداعمة للتنمية المستدامة.