نجحت المباني الحديثة في المملكة في تحقيق خفض واضح في استهلاك الطاقة الكهربائية، بعد اعتمادها على آليات العزل الحراري أثناء عمليات الإنشاء، وهو ما دعا الكثيرين من المتابعين بأهمية تفعيل هذه الآليات في جميع الإنشاءات الجديدة.
وكانت الجهات المختصة اتخذت قراراً بتفعيل آليات العزل الحراري في جميع المنشآت الجديدة، واعتبارها جزءاً أساسياً لإصدار تراخيص البناء، وذلك في 23 مدينة رئيسية في المملكة، وهي الرياض، والخرج، ومكة، وجدة، والطائف، والمدينة المنورة، وينبع، والظهران، والخبر، والدمام، والقطيف، والأحساء، وحفر الباطن، وبريدة، عنيزة، وحائل، وسكاكا، وعرعر، وتبوك، وأبها، وخميس مشيط، وجازان، والباحة.
ويؤكد عقاريون أن العزل الحراري يوفر الكثير من استهلاكك الطاقة على المدى البعيد، مشيرين إلى أن هذه الطاقة تذهب قي تبريد المباني خلال فصل الصيف، ويمكن توفير جزء منها في حال وجود عزل حراري فيها.
ويقول عبدالله السالم (عقاري) إن العزل الحراري بات مهماً للغاية في المنشآت الجديدة، وهذه الأهمية تحققت مع تعميم العزل على جميع المنشآت الحديثة، سواء الحكومية أو الخاصة بالأفراد، وهذا التعميم جاء في وقته المناسب، بعد تنامي الاستهلاك في استخدام الطاقة الكهربائية في التبريد.
وأضاف «نعلم أن حرارة الجو في بعض مناطق المملكة خلال شهور الصيف مرتفعة، وتلامس 50 درجة مئوية، في هذه الأثناء تكون المباني ساخنة للغاية، وتحتاج إلى طاقة كهربائية كبيرة لتبريدها، وإذا كانت هذه المنشآت بها عزل حراري، فهي لن تكون في حاجة إلى هذا الكم من الطاقة، لأن العزل يساعد على الاحتفاظ بالبرودة داخل المنشأة أطول فترة ممكنة».
ومن جانبه، قال خالد الزهراني (مهندس إنشاءات) إن هناك توعية مجتمعية باستخدام آليات العزل الحراري، ونحتاج إلى مزيد من التوعية بهذا الأمر، خاصة إذا عرفنا أن هناك بعض الأشخاص لم تصلهم هذه التوعية بالشكل المطلوب، وبالتالي هم لا يعلمون حجم الفوائد من هذا الأمر.
وأضاف: «الأمانات والبلديات تراقب تطبيق استخدام العزل الحراري في المملكة، وهذا القرار سيكون له نتائج إيجابية مهمة وجلية في السنوات القادمة، عندما ينجح في الحد من استهلاك الطاقة الكهربائية على مستوى مناطق المملكة، مشيراً إلى أنه كان يتمنى لو أنه تم تطبيق هذا القرار قبل عقود من الزمن ليشمل المنشآت القديمة».