وقع صندوق التنمية السياحي يوم أمس، بالشراكة مع بنك الرياض، اتفاقية تمويل مشروع «ملتقى مدينة المعرفة»، وذلك مع شركة مدينة المعرفة الاقتصادية، ضمن جهود صندوق التنمية السياحي في دفع عجلة التنمية لوجهات سياحية نوعية في المملكة.
وسيقام المشروع على مساحة 68 ألف متر مربع، وبقيمة إجمالية تصل إلى 1,303 مليار ريال، مما يجعله من أكبر المشاريع السياحية النوعية في المدينة المنورة. وسيشمل المشروع متعدد الاستخدامات فندقاً من فئة 5 نجوم، الذي سيتم تشغيله من قبل علامة عالمية مرموقة، إضافة للعديد من المرافق السياحية والترفيهية ومراكز التسوق والمطاعم والمقاهي، مما سيثري تجربة السائح في المنطقة.
وأوضح الرئيس التنفيذي لصندوق التنمية السياحي، قصي بن عبد الله الفاخري أن حجم التمويل الذي قدمه الصندوق لمشروع ملتقى مدينة المعرفة هو 391 مليون ريال، مبيناً أن البنك قدّم تمويلاً بالقيمة نفسها، وذلك في إطار اتفاقية الشراكة التي وقعها الصندوق في أواخر العام 2020 مع البنك، والعديد من البنوك الأخرى لتمويل المشاريع السياحية.
وقال الفاخري: «بدأ القطاع السياحي في المملكة يحصد ثمار شراكات الصندوق مع البنوك السعودية، بهدف إيجاد حلول تمويلية للمستثمرين تدفع بعجلة تطوير المشاريع السياحية المتميزة في مختلف مناطق المملكة، وهو ما يحقق مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للسياحة التي ترمي إلى رفع مساهمة القطاع السياحي إلى 10% من الناتج المحلي، وتوليد مليون وظيفة إجمالية بحلول العام 2030».
وبين أن الدعم التمويلي الذي يقدمه الصندوق لمثل هذه المشاريع النوعية يستقطب اهتمام أبرز المستثمرين والمشغلين في مجال الضيافة من حول العالم، ما يفتح المجال بشكل غير مباشر لمزيد من الاستثمارات في المستقبل، مشيراً إلى الدور المحوري للصندوق كشريك المستثمر في القطاع السياحي، ضمن منظومة التنمية السياحية التي تشمل الوزارة والهيئة السعودية للسياحة ومجلس التنمية السياحي، إذ يعمل صندوق التنمية السياحي بالتكامل والتنسيق مع جهات المنظومة على تمكين الشركات بمختلف أحجامها، وروّاد الأعمال من الاستثمار في المشاريع السياحية المجزية.
وأفاد أن مهام الصندوق لا تقتصر على تمويل المشاريع النوعية عبر رأس المال المرصود له، بل إنه يوظف شراكاته مع البنوك لتوفير حلول تمويلية ملائمة للمستثمرين في المشاريع الكبيرة، كما يوفر الدعم المالي والاستشاري للشركات الصغيرة والمتوسطة وروّاد الأعمال، إضافة إلى دور الصندوق الاستراتيجي في تسليط الضوء على الفرص الاستثمارية في مختلف مناطق المملكة، وربط المستثمرين بمطوري المشاريع والمشغلين العالميين، بهدف رفع مساهماتهم بالنهضة السياحية في المملكة، مفيداً أن المميّزات التي يقدّمها الصندوق تشمل تخفيض مستوى المخاطر للمستثمر، والجهات المقرضة عبر ضمان مستوى معيّن من الإيرادات، فضلاً عن تقديم تمويل بتكاليف تنافسية وسرعة إنجاز المعاملات، وتسهيل الضمانات على المستثمر للحصول على التمويل، كما يعمل الصندوق بشكل تكاملي مع القطاع الخاص لتلبية احتياجات القطاع، والعمل سوياً على وضع الحلول والمشاريع المناسبة.
وأشار الفاخري إلى أن المملكة اليوم تقدّم أفضل الفرص الاستثمارية في القطاع السياحي، إذ تتوفر كل مقوّمات الاستثمار الناجح، بدءاً من الثقافة والتراث والطبيعة الجغرافية والخيارات السياحية المتنوعة، مروراً ببيئة استثمارية آمنة ومنظمة، ووصولاً إلى الدعم المميز للمستثمر الذي يقلل المخاطرة ويرفع جدوى الاستثمار.
ويقع مشروع «ملتقى مدينة المعرفة» على بُعد أقل من 6 كلم عن المسجد النبوي الشريف، كما يسهل الوصول للمشروع عبر محطة قطار الحرمين السريع الواقع بمدينة المعرفة، الذي بدوره يربط المدينة المنورة بمكة المكرمة في غضون 55 دقيقة فقط، مروراً بكل من مدينة الملك عبدالله الاقتصادية ومحافظة جدة.
وسيستفيد هذا المشروع النوعي من مكانة المدينة المنوّرة في العالم الإسلامي، إضافة لكونها وجهة عالمية للسياحة والتراث لا سيما أنها احتلت المرتبة 23 في قائمة أهم 100 مدينة سياحية على مستوى العالم، مع نحو 9 ملايين سائح وفقاً لآخر تقرير قبل الجائحة من مؤسسة «يورومونيتور العالمية». كما تعدّ المدينة المنوّرة وجهة مثالية للاستثمار السياحي نظراً لقربها من العديد من المواقع السياحية المبهرة بما فيها محافظة العلا.