تلتزم «سابك» بالعمل المستمر لتعزيز الاستدامة في أعمالها وبناء مستقبل يقوم على مفهوم الاقتصاد الدائري، تكون فيه مصادر الطاقة المتجددة والحفاظ على الموارد أولوية قصوى في إستراتيجيتها بعيدة المدى. وفي ظل هذا الالتزام، تواصل الشركة استكشاف فرص جديدة لتعزيز الطاقة المتجددة على مستوى العالم من شأنها الإسهام في دفع عجلة التنمية المستدامة للأجيال القادمة.
دأبت «سابك» في السنوات الأخيرة على التحول إلى الطاقة المتجددة، حيث استهدفت إستراتيجيتها الاعتماد على الطاقة المتجددة بشكل كامل مستقبلًا، مع تحديد أهداف مرحلية بالوصول إلى 4 غيغاوات من طاقة الرياح والطاقة الشمسية بحلول عام 2025، و12 غيغاوات بحلول عام 2030.
لبلوغ هذا الهدف من المقرر أن يصبح مصنع (سابك) للبولي كربونيت في (قرطاجنة) بإسبانيا أول موقع إنتاج كيماويات ضخم في العالم يعمل بالكامل بواسطة الطاقة المتجددة. ومع بدء تشغيل محطة الطاقة الشمسية سيتمكن زبائن (سابك) -لا سيما في قطاعي السيارات والبناء- من الحصول على حلول البولي كربونيت التي يتم إنتاجها باستخدام طاقة كهربائية متجددة بنسبة 100%، ما يعزز القدرة على تلبية متطلبات الزبائن والمستهلكين وحصولهم على حلول أكثر استدامة في بيئة خالية من الكربون.
تعمل منشأة (موطن الابتكار) -التابعة لشركة (سابك) في الرياض- بالكامل على الطاقة الشمسية منذ عام 2015، كما تعمل الألواح الشمسية في مواقع الشركة بالهند وتايلاند على خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بأكثر من 200 طن متري منذ عام 2020.
وقد أتمت (سابك) -بالتعاون مع شركة (مرافق) والهيئة الملكية- دراسة جدوى لإنشاء محطة شمسية بقدرة 400 ميغاوات في مدينة ينبع، وتعمل الشركة على تطوير إستراتيجية التنفيذ لشراء 2.5 غيغاوات من الطاقة المتجددة لتوفير نحو نصف طلب مواقعها من الكهرباء في مدينة الجبيل الصناعية أيضًا.
تتعاون «سابك» في اليابان أيضًا مع أحد موردي المواد البلاستيكية لابتكار درجة بولي إيثيلين عالية الكثافة تحقق القوة الهيكلية ومقاومة عوامل الطقس وطول العمر لدعم الألواح الشمسية العائمة.
توفر محطات الطاقة الشمسية العائمة على مياه البحيرات الطبيعية أو بحيرات السدود فوائد مستدامة كبيرة، حيث يمكنها توليد المزيد من الطاقة لإمكانها العمل في درجات حرارة أقل من الأنظمة الأرضية، كما تحافظ درجات حرارة سطح الماء على برودة نظام الطاقة.
يتم استخدام درجة البولي إيثيلين عالية الكثافة أيضا في تصنيع المحطات الشمسية العائمة في الهند باعتبارها بدائل واعدة للطاقة النظيفة؛ حيث تكون مصادر الطاقة الشمسية شحيحة على نطاق واسع لندرة المساحات الأرضية الكبيرة أو الارتفاع الكبير في تكاليف الإنشاء.
كذلك تشهد الصين توسعًا في الأنظمة الكهروضوئية العائمة مع تحول الاقتصاد نحو استخدام طاقة أنظف بكفاءة أعلى، وبدأت مواد البولي إيثيلين عالية الكثافة الجديدة من (سابك) بالفعل في تغذية طلب المنازل الصينية والمنشآت الصناعية للطاقة الشمسية المتجددة.
أما في هولندا -وتحديدًا في منطقة (أوستفورنس مير)- فقد تم بناء أغلب أجزاء الجزيرة العائمة من الألواح الشمسية من مواد (سابك)، فيما صنعت أجهزة ووصلات الطفو من مركبات البولي بروبيلين من (سابك) أيضا.
من المتوقع أن تؤدي الطاقة المتجددة دورا رئيسا في عمليات (سابك) في السنوات العشر إلى الـ15 سنة القادمة. ولتحقيق ذلك تتطلع (سابك) إلى عقد مشاركة مع منتجي الطاقة المستقلين الذين سينتجون الطاقة المتجددة ويوفرونها للشركة من خلال الشبكة الوطنية.
وإذ تعمل (سابك) على تقليل تأثيرها والتأكد من دمج الاستدامة في إستراتيجية أعمالها، فإنها في الوقت ذاته تتبنى العديد من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة بوصفها خريطة طريق لتوجيه جهود الشركة، وعلى رأس هذه الأهداف توفير «الطاقة النظيفة بأسعار معقولة».
وتجدر الإشارة إلى أن توافق (سابك) مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة -لا سيما الطاقة النظيفة ميسورة التكلفة- لن يؤثر فقط على كيفية نمو الشركة، بل سيمكن دمجها في إستراتيجية الشركة بعيدة المدى من الإسهام في تعزيز هذه الأهداف وترسيخها.
وتأتي عناية (سابك) بالطاقة المتجددة انسجامًا مع (البرنامج الوطني للطاقة المتجددة) المنبثق عن (برنامج التحول الوطني 2020م).
وعلى صعيد متصل، دخلت شركة نساند للاستثمار التابعة لسابك في صفقة مشروع مشترك مع مجموعة (شميد) الألمانية، ويركز هذا المشروع على التصنيع والتطوير التقني في مجال إنتاج بطاريات التدفق (الفاناديوم)، مما سيحقق الريادة العالمية في مجال تقنيات تخزين الطاقة والتي تستخدم جنباً إلى جنب مع مشاريع الطاقة المتجددة واسعة النطاق.