عقدت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) الاجتماع الثاني عشر للمجلس الاستشاري الصناعي للجامعة (KIAB) في حرمها الجامعي وبصورة افتراضية في الفترة من 10 الى 11 نوفمبر 2021، حيث رحبت الجامعة خلال الاجتماع بانضمام 3 شركاء جدد للمجلس وتم تسليط الضوء على الفرص البحثية بين كاوست وشركائها في الصناعة المحليين والدوليين مع التركيز بصورة خاصة على تقنية الذكاء الاصطناعي (AI). كما تخلل الاجتماع مراسم تجديد الجامعة لاتفاقية أبحاثها مع شركة بوينغ.
وانضم كل من برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية «ندلب» و«منشآت» و«الهيئة الملكية لمحافظة العلا» لبرنامج التعاون الصناعي في كاوست (KICP) ليصبح اجمالي أعضاء البرنامج 25 عضوًا. جدير بالذكر، أن برنامج التعاون الصناعي في كاوست تأسس في عام 2009 لمساعدة الشركات على الاستفادة من الموارد البشرية والتقنية المتميزة في الجامعة وتحويل احتياجاتها إلى فرص أثناء ابتكار المنتجات وتقنيات المستقبل. ويمكن لأعضاء البرنامج من خلال فرص البحث والتطوير مع كاوست الاستفادة من خبرات أعضاء هيئة التدريس والمواهب العالمية، وقدرات تسويق التقنية في الجامعة.
وعلى مدار الـ12 عامًا الماضية، موّل أعضاء برنامج التعاون الصناعي في كاوست أكثر من 180 مشروعًا بحثيًا مع الجامعة تركز معظمها على حل قضايا الطاقة والمياه والبيئة والغذاء، وحديثاً في مجال الذكاء الاصطناعي والصحة الذكية وترجمة الابتكارات والبحوث المؤثرة لمنتجات.
ويتيح الاجتماع السنوي للمجلس الاستشاري للأعضاء فرص عديدة للمشاركة في المشاريع وتسويق البحوث والتنمية الاقتصادية، يقول رئيس كاوست البروفيسور توني تشان: «يلعب شركاؤنا في الصناعة دورًا رئيسيًا في النهوض بالأنشطة البحثية لكاوست وترجمتها للعالم. ومن خلال اجتماعنا السنوي معهم نستطيع الإبقاء على اطلاع دائم بما هو مهم من منظور الصناعة، وفي الوقت نفسه نعطي شركائنا فكرة أوضح عما تقدمه جامعتنا من أبحاث وبرامج، وبهذه المناسبة أود أن أرحب بشركائنا الجدد: منشآت، والهيئة الملكية لمحافظة العلا، وندلب، ونتطلع دوماً للتعاون معهم لمعالجة تحديات البحث والتقنية».
يركز اجتماع المجلس الاستشاري الصناعي لكاوست في هذا العام على موضوع التحول الرقمي للذكاء الاصطناعي في مجالات الصحة والمجتمع والاقتصاد. حيث يمكن رؤية الاستثمار في الذكاء الاصطناعي عبر مجموعة واسعة من المنتجات والخدمات في المملكة العربية السعودية، بما في ذلك القطاعات الاستهلاكية والأنشطة المؤسساتية والحكومية والمدن الذكية، وهو جزء أساسي من تعزيز أهداف رؤية المملكة 2030.
وفي هذا السياق، أنشأت كاوست أخيراً مبادرة الذكاء الاصطناعي التي جمعت أعضاء هيئة التدريس معًا ضمن مجموعة من مشاريع الذكاء الاصطناعي متعددة التخصصات في مجالات العلوم والهندسة والمعلوماتية الحيوية والصحة الذكية والروبوتات والحوسبة المرئية. وهو ما بحثه اجتماع هذه العام وأشاد به الأعضاء وأعربوا عن اهتمامهم في هذه المشاريع، بينما طرح المتحدثون الرئيسيون من الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، وندلب، والمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، فرصًا رئيسية في المملكة للاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعليم الآلة والبيانات الضخمة. كما سلط أعضاء هيئة التدريس في كاوست الضوء على تقاطع الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية الأخرى في المجالات البحثية الأساسية في الجامعة.
وجرى خلال هذا الحدث مراسم تجديد اتفاقية الأبحاث الرئيسية بين كاوست وشركة بوينغ، عضو برنامج التعاون الصناعي في الجامعة منذ عام 2009، من أجل استكشاف مجالات التعاون البحثي في ما يتعلق بالذكاء الاصطناعي وتعليم الآلة. تجدر الإشارة الى أن بوينغ داعمة أساسية للأكاديميين في كاوست في عدة مبادرات سابقة للبحث والتطوير. وقامت في عام 2014 بافتتاح مكتب للبحث والتطوير لها في حرم الجامعة لتسهيل الشراكة البحثية ودعم مبادرة الذكاء الاصطناعي الاستراتيجية في كاوست. بالإضافة إلى ذلك، تعاونت شركة بوينغ للأبحاث والتكنولوجيا (BR&T) مع كاوست في عدد من المشاريع البحثية الكبرى في مجالات المواد المتقدمة والاحتراق والطاقة الشمسية ومعالجة المياه الصناعية.
يقول أحمد عبدالقادر جزار، رئيس شركة بوينغ السعودية: «نحن فخورون جداً بشراكتنا مع كاوست التي أصبحت مؤسسة بحثية من الطراز العالمي. وهدفنا هو تسهيل التعاون الصناعي المحلي والدولي أثناء العمل مع أعضاء هيئة التدريس والباحثين والطلبة في الجامعة».
فيما أكد خوان كامبل، مدير شركة بوينغ للأبحاث والتكنولوجيا في الشرق الأوسط أن الذكاء الاصطناعي أمر بالغ الأهمية لمستقبل العالم وأن تعاونهم مع كاوست يهدف لإلهام وتنمية بيئة بحثية متميزة تنهض بأبحاث الذكاء الاصطناعي، يقول: «مكتبنا في كاوست هو مركز مهم نستطيع من خلاله التعاون مع شركاء البحث والاستفادة من النظام البيئي المتميز للأبحاث والابتكار في الجامعة».
والى جانب بوينغ، تضم قائمة أعضاء برنامج التعاون الصناعي في كاوست شركات عالمية رائدة ومتميزة على سبيل المثال لا الحصر: شركة آي بي إم (IBM)، وهاليبيرتون (Halliburton)، ولوكهيدمارتن (Lockheed Martin)، وشليمبيرغر (Schlumberger)، ويتم توظيف أكثر من 25٪ من خريجي كاوست بواسطة أعضاء البرنامج.
ولا شك أن انضمام ندلب ومنشآت هو إضافة كبيرة لبرنامج التعاون الصناعي في كاوست، ففي وقت سابق من هذا العام، أعلنت الجامعة وندلب عن تعاونهما لتطوير مركز قدرات للثورة الصناعية الرابعة (4IR). فيما تتمتع منشآت وكاوست بعلاقة تعاونية طويلة الأمد ساهمت في دعم مجتمع الشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة في المملكة. وسيستفيد كلا الكيانين الوطنيين من علاقة العمل مع أعضاء برنامج التعاون الصناعي في كاوست من أجل بلورة أهداف الابتكار والتقدم والتنمية الاقتصادية المستمرة.
يقول الرئيس التنفيذي لـ«ندلب» المهندس سليمان بن خالد المزروع: «برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية وهو برنامج مصمم لتحقيق رؤية 2030، ويهدف لتحويل المملكة إلى قوة صناعية ومركز لوجستي بحلول عام 2030، وتعد كاوست شريكًا استراتيجيًا لنا في هذه الرحلة من خلال تكريس أبحاثها التطبيقية وتقدمها التقني وخبراتها في بناء القدرات لتمكين القطاعات الرئيسية للبرنامج والمتمثلة في الطاقة والتعدين والصناعة والخدمات اللوجستية».
ولا تزال جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية ملتزمة ببناء الجسور بين الأبحاث الأكاديمية والصناعة، وإنشاء نظام بيئي تقني عميق يربط العلوم والأبحاث بالتنمية الاقتصادية. وهو ما يمكن تحقيقه عبر تكوين شراكات كبيرة تسمح بالوصول إلى موارد الجامعة، وتساعدها في المساهمة في تحول اقتصاد المملكة العربية السعودية إلى اقتصاد قائم على المعرفة، وفي الوقت نفسه طرح حلول ناجعة للمشكلات والقضايا العالمية الملحة مثل المناخ والصحة والاستدامة.