وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان ملقيا كلمته في اجتماع توقيع مذكرة التفاهم للربط الكهربائي بين السعودية والعراق
وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان ملقيا كلمته في اجتماع توقيع مذكرة التفاهم للربط الكهربائي بين السعودية والعراق
-A +A
«عكاظ» (جدة)

وقع وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان، والأمين العام لمجلس الوزراء العراقي الدكتور حميد الغزي، اليوم (الثلاثاء) مذكرة تفاهم بين وزارة الطاقة السعودية ووزارة الكهرباء العراقية في مجال الربط الكهربائي بين البلدين.

ووصف الأمير عبدالعزيز بن سلمان هذه المناسبة بأنها عزيزة عليه لأنه كان حريصا كل الحرص عليها، مشيرا إلى أن ما يربط السعودية بالعراق أكبر وأهم بكثير، أهمها روابط الدم والتاريخ المشترك، والنسب، والروابط الاجتماعية، والثقافة المشتركة، والوجود المشترك سواء لمواطنين سعوديين في العراق، أو العكس بوجود عراقيين يعيشون في السعودية في فترات تاريخية مختلفة، مضيفاً أنه «من العيب أن لا نذكر تعاون الحكومة العراقية في ما يتعلق بالنفط والغاز، وهو الأنجح تاريخيا».

وقال وزير الطاقة في كلمته: يأتي توقيع المذكرة تنفيذا لتوجيهات قيادتي البلدين من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ومتابعة وحرص من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والرئيس العراقي برهم صالح ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، وحرصهم الشديد على اتخاذ كافة الإجراءات لتوطيد أسس الشراكة الإستراتيجية وتعزيز العلاقات بين البلدين في جميع المجالات ومن ضمنها مجال الطاقة والمجالات الأخرى المتعلقة به كالبتروكيماويات والغاز والبترول.

ونوّه بتعاون الحكومة العراقية الحالية في ما يتعلق بمنظومة «أوبك+» الذي وصفه بأنه «الأفضل تاريخيا، والأنجع والأفيد للجميع بما في ذلك العراق والسعودية»، مضيفا: لم يحدث أن كان هناك اتفاق لـ«أوبك» أو «أوبك+» كان بهذه الفاعلية والجدية والالتزام، وهي مراهنة من حكومة بغداد الحالية بأن التقيد والالتزام بهذه الاتفاقيات سيكون له منفعة أكبر للعراق، عطفا على منفعة الدول الأخرى، لكن ما تحقق على أرض الواقع هو أن المنفعة تمت والمصلحة تحققت للجميع، وهذا أمر ملموس الآن وبإمكان كل من شكك بذلك أن يراجع أوضاع السوق الآن.

وأشاد الأمير عبدالعزيز بن سلمان بالمشاركة الفاعلة لوزير النفط العراقي إحسان عبدالجبار في اجتماعات «أوبك+» وقال «هو أخ وصديق ومحل ثقة، وأعرف يقينا أن مشاركته في اجتماعات أوبك+ كانت الأكثر فاعلية وتحقيقا لمصلحة الدولتين».

وتطرق إلى مذكرة التفاهم التي وقعتها السعودية والأردن في مجال الربط الكهربائي بين شبكتي البلدين، وكذلك توقيع عقد إنشاء مرافق مشروع الربط الكهربائي بين السعودية ومصر، وقال: «نشهد اليوم خطوة أخرى بالتوقيع مع العراق باتجاه استكمال جهود ربط الشبكات الكهربائية في العالم العربي ومنها إلى العالم بإذن الله وهو ما نعول عليه».

وتابع: في إطار رؤية 2030 وبرامجها التنفيذية يأتي برنامج الربط الكهربائي السعودي العراقي كجزء من خطط الربط الكهربائي في السعودية التي تركز على استثمار موقعها الإستراتيجي وطبيعة الشبكة الكهربائية فيها التي تعد الأكبر في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي بجعل السعودية مركزا إقليميا لربط منظومات الكهرباء في العالم العربي بشكل عام، وقد جاءت المذكرة والمشروع نتيجة دراسة شاملة ومفصلة قامت بها الجهات المعنية في البلدين، وتوصلت إلى أن هناك فرصا واعدة في مشروع الربط الكهربائي السعودي - العراقي لدعم موثوقية الشبكات الكهربائية في البلدين، وتحقيق وفورات اقتصادية، وتعزيز تحقيق المزيج الأمثل من الطاقة الإنتاجية للكهرباء، ودعم استيعاب الشركات الكهربائية لدخول الطاقة المتجددة وتحقيق الاستثمارات المثلى في مشاريع توليد الكهرباء.

وأكد وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان، أنه وفي إطار هذه الدراسات جرى تحليل العديد من الخيارات والمسارات للربط الكهربائي بين البلدين، وتم تقييم هذه الخيارات اعتمادا على الأسس الفنية والتشغيلية والاقتصادية والبيئة التنظيمية بما في ذلك اعتمادية أمن المنظومة الكهربائية في الظروف العادية وظروف التشغيل الاضطرارية، كما أنه إضافة إلى ما سيجنيه البلدان من ثمار المشروع، ستشكل أعمال الربط الكهربائي بين السعودية والعراق خطوة لتعزيز فرصة إنشاء سوق إقليمية للكهرباء.

واختتم كلمته بقوله: أسأل الله أن ييسر أن نلتقي في المستقبل القريب بمناسبة بدء إنشاء مرافق مشروع الربط الكهربائي بين السعودية والعراق، وأشكر للجميع جهدهم وتعاونهم للتوصل إلى صيغة وتوقيع هذه المذكرة، وأرجو من الله التوفيق والنجاح في تنفيذ المشروع الحيوي لبلدينا الذي سيكون البداية ولن يكون النهاية.

من جانبه، أكد الأمين العام لمجلس الوزراء العراقي الدكتور حميد الغزي، أن الربط الكهربائي مع السعودية ذو مردودات اقتصادية، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وجه وزارة الكهرباء العراقية بتقديم التسهيلات، وقال الغزي في كلمة له إن العراق بأمس الحاجة إلى الكهرباء، وهذا الربط يضيف إلى الطاقة الكهربائية بالشراكة مع السعودية، مبيناً أن الجهود بين الفرق الفنية، أفضت إلى توقيع مذكرة التفاهم، ما يحقق مردودات اقتصادية، فضلاً عن خلق التنافس بين الدول الأخرى لتعدد الطاقة.

وأوضح الغزي -وفقا لوكالة أنباء العراق- أن نهج حكومة العراق يهدف إلى تعدد الطاقة، فمنذ العام 2020 حددت أولوياتها في مجالات متعددة ومن ضمنها الربط الكهربائي وتم اليوم توقيع مذكرة الربط مع السعودية ومن ثم الاتجاه العالمي نحو الطاقة وضرورة الربط يين دول المنطقة العربية والإقليمية، مبيناً أن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي وجه وزارة الكهرباء في بلاده بتقديم جميع التسهيلات لإنجاز المشروع، ولفت إلى أن الربط الكهربائي بين السعودية والعراق له مردودات وسيكون ملموساً للمواطنين.

وفي السياق، أكد وزير الكهرباء العراقي عادل كريم، أن الربط مع السعودية سينجز خلال عامين، وقال خلال توقيع مذكرة تفاهم للربط الكهربائي مع وزير الطاقة السعودي إن «السوق العراقي مفتوح أمام الشركات السعودية»، مبيناً أن «هذا المشروع هو الخطوة الأولى للتعاون، وستكون هذه المرحلة الأولى لمجموعة من المشاريع»، مبيناً أن «هذا الربط سينجز خلال عام ونصف العام أو عامين».