تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، افتتح وزير النقل والخدمات اللوجستية المهندس صالح بن ناصر الجاسر، اليوم، أعمال «مؤتمر مستقبل الطيران» الذي تنظمه الهيئة العامة للطيران المدني على مدى 3 أيام، في مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات بمدينة الرياض.
ويعد المؤتمر حدثاً دولياً نوعياً وفريداً في قطاع الطيران المدني، كونه يشكل فرصة سانحة لتبادل المعارف والأفكار والوقوف على أفضل التجارب والممارسات، لمواكبة التطورات المتسارعة في سوق الطيران، كما يشكل رافداً من روافد تحقيق المستهدفات الوطنية في تنمية الموارد والقدرات.
وسيشهد المؤتمر توقيع ما يزيد على 50 اتفاقية ومذكرة تفاهم، فضلاً عن إطلاق عدد من السياسات والإستراتيجيات المهمة لقطاع الطيران المدني، وتوقيع عدد كبير من الشراكات بين كل من القطاعات الحكومية والقطاعات الخاصة.
وبلغ عدد الدول المشاركة في المؤتمر 60 دولة، فيما بلغ عدد المشاركين 2000 مشارك وأكثر من 4000 مسجل في فعاليات المؤتمر.
ويركز مؤتمر مستقبل الطيران على 3 محاور أساسية هي: «الابتكار والنمو والاستدامة بوصفها محاور رئيسية ومؤثرة في صناعة الطيران المدني».
وأكد وزير النقل والخدمات اللوجستية المهندس صالح بن ناصر الجاسر في كلمته الافتتاحية لمؤتمر مستقبل الطيران، أن المملكة تسعى إلى تعزيز استثماراتها في مجالات النقل واللوجستيات بأكثر من 100 مليار دولار ونقل 300 مليون مسافر و5 ملايين طن من البضائع والربط مع 250 وجهة حول العالم في نهاية العقد الحالي.
وأضاف أنه من المقرر تدشين شركات طيران بأفضل الخدمات بين شركات الطيرانثث العالمية وتطوير مرافق المطارات من خلال مركزين رئيسيين مقرهما الرياض وجدة.
وأوضح أن هناك العديد من الفرص للقطاع الخاص لتحقيق طموحاتنا، مشيراً إلى أن الوزارة حولت أكثر من 25 مطاراً إلى شركات قابضة لتكون جاهزة للخصخصة، إلى جانب الموافقة على المئات من طلبات الطائرات وفتح وجهات جديدة للعديد من البلدان.
وعبر عرض مرئي استُعرضت خدمات الطيران وانفتاح المملكة حول العالم، وعرض الفرص الواعدة لقطاع الطيران العالمي، حيث ترتبط المملكة بـ250 وجهة عالمية بـ3 أضعاف عدد المسافرين و5 أضعاف حجم البضائع، مؤملاً أن تصعد المملكة إلى المرتبة الأولى على مستوى الشرق الأوسط بحلول عام 2030.
من جانبه، أكد رئيس الهيئة العامة للطيران المدني عبدالعزيز بن عبدالله الدعيلج أن المملكة العربية السعودية ترى أن الوقت قد حان لوضع حد للصعوبات الاقتصادية التي يواجهها قطاع الطيران العالمي.
وبيّن في كلمته في مؤتمر مستقبل الطيران، أنه لابد من العمل معاً كـ«صناعة مشتركة» لمواجهة الأزمات المستقبلية، مشيراً إلى أن الطريقة الوحيدة للقيام بها هي أن نضع رغبتنا في التنافس من أجل إقامة تعاون دائم يمكننا من التعاون للاستجابة لأي وباء مستقبلي وتأثيره على أعمالنا.
وأوضح رئيس الهيئة العامة للطيران المدني أن الاقتصاد العالمي يعتمد على نفسه في صناعة طيران دولي ومحلي، مشيراً إلى أن الصناعة قدمت قبل جائحة كورونا تريليون دولار من النشاط الاقتصادي.
وأشار إلى أن الهيئة عملت بالتعاون مع هيئات صناعية رائدة في جميع أنحاء العالم، لتحقيق سياسة مواءمة السفر الجوي المطلوب لعمليات الصناعة في حالة الطوارئ الصحية المستقبلية في عدة مجالات وهي: تنسيق أنظمة الإبلاغ لجميع البلدان، وإنشاء أفضل أنظمة الاتصالات الرقمية في فئتها لتمكين جميع مشغلي صناعة الطيران والحكومات، للتواصل بشكل فعال في الوقت الحقيقي بشأن الأمور المتعلقة بتطوير حالات الطوارئ الصحية، ووضع أنظمة إدارة وتنسيق عالمية مناسبة وقادرة على تسهيل المرونة عند الحاجة، وضمان إنشاء آليات الامتثال الصحيحة.
وبيّن عبدالعزيز الدعيلج أن سياسة مواءمة السفر الجوي ستمنح صناعتنا وركابنا القدرة بشكل حاسم للتطور، وهي سياسة ستوفر على صناعتنا مليارات الدولارات في الأزمات المستقبلية، مؤكداً أن المملكة تفخر وبشدة بالعمل الذي تم بذله في وضع سياسة مواءمة السفر الجوي، والذي يجسد التزامنا وحماسنا للعب دور قيادي في التطور المستقبلي لصناعتنا.
وشهدت جلسات اليوم الأول مشاركة الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الطاقة، والأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير، وعدد من أصحاب المعالي وزراء النقل ورؤساء هيئات الطيران المدني وسفراء عدد من الدول العربية والأجنبية.