استعرض عدد من الخبراء الاقتصاديين والعاملين في المؤسسات الإنسانية أثر اللاجئين على المجتمعات المضيفة، وسلّطوا الضوء على دور التمكين الفعّال للاجئين في خلق مشاريع مستدامة وصناعة أفراد فعّالين في مجتمعاتهم، يَملكون مهارات التأثير والتغيير في مختلف جوانب حياتهم، وتحديداً في ما يتعلّق بالاندماج بأسواق العمل والتقليل من حجم اعتمادهم على الجهات الداعمة.
جاء ذلك خلال جلسة نظّمتها «مؤسسة القلب الكبير»، ضمن فعاليات اليوم الثاني من «المنتدى الدولي للاتصال الحكومي» 2022، الذي أقيم في مركز إكسبو الشارقة على مدار يومي 28 - 29 سبتمبر، تحت عنوان «تحديّات وحلول».
واستضافت الجلسة كلّا من حسام شاهين، رئيس شراكات القطاع الخاص لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ونادية عبد الله كمالي، المديرة العامة لشركة أكسنتشر في دولة الإمارات، وسمر العمرو، مديرة الخدمات والاستدامة في أكسنتشر بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
كما استضافت الجلسة من الأردن، عبر تقنية الاتصال المرئي، كلاً من: علياء حسن المحمد، لاجئة سورية، وناشطة مجتمعية متخصصة في مناصرة قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة، وحمد يوسف الحريري، لاجئ سوري، وناشط مجتمعي، ودلال معزّر، لاجئة سورية مقيمة في مخيم الزعتري، ومترجمة متطوعة مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وشارك الضيوف اللاجئين تجاربهم وآمالهم وتطلّعاتهم في العمل على خلق تمكين مستدام وفعّال للاجئين في المجتمعات المضيفة، لمساعدتهم على تخطّي التحديات التي تواجههم بشكل دائم، حيث قالت علياء الحمد: «اليوم نعبّر من خلال هذه المنصّة عن أوجاعنا وآمالنا في إيجاد الحلول الدائمة التي من شأنها أن تُحدث تغييراً إيجابياً طويل الأمد، وبالرغم من أنّنا نعي تماماً حجم إمكانات المفوضية والجهات الداعمة، إلّا أنّنا نطمح للعمل على إحداث تمكين أكثر فاعليّة، يُسهم في منحنا الفرص للمنافسة في سوق العمل وتوفير كافة احتياجاتنا».
من جهتها، استعرضت دلال معزّر التحديّات التي تواجه اللاجئ على مدى مراحل دراسته، وصعوبات الحصول على منح لتعلم المتفوقين الذين ربما يفقدون الأمل في الحصول على فرصتهم في إكمال مسارهم التعليمي. في حين أكّد حمد الحريري قدرة اللاجئ على الإبداع والابتكار، وقال: «إن اللاجئ ليس عاجزاً عن العمل ولا يُشكّل عبئاً على المجتمع المضيف، ولكن لا بدّ من تعزيز تمكينه وإتاحة الفرص له سواء على مستوى التدريب أو التأهيل الذي يُسهم في صقل مهاراته».
وتحدّثت نادية كمالي حول طبيعة التمكين الذي يحتاجه اللاجئ، والذي يشمل العمل على صقل المهارات التي يتمتع بها، وإمداده بمهارات جديدة تساعد في تنمية قدراته، ودخول أسواق العمل بقوة، الأمر الذي يخدمه وعائلته. وقالت: «إنّ المبادرات التي نقوم بها في أكسنتشر بالشراكة مع مختلف شركائنا وتحديداً مؤسسة القلب الكبير تهدف إلى تمكين اللاجئين من تجاوز التحديّات وعدم انتظار المساعدات فقط».
من جهته قال حسام شاهين: «إنّ القصص الإنسانيّة المرتبطة باللاجئين اليوم كثيرة، فهناك أكثر من 100 مليون لاجئ اضطروا إلى النزوح أو الهروب من بلدانهم بسبب الاضطرابات أو الكوارث الطبيعيّة، وكل شخص منهم قصة بحدّ ذاته، على اختلاف طموحاتهم وحاجاتهم».
وأضاف: «نعمل مع مختلف الشركاء لتوفير الحلول المستدامة، فالحاجات تزداد يوماً بعد يوم، ولا بدّ من التأكيد على دور القطاع الخاص في توفير الدعم والعمل على وضع بصمة أكبر في هذه القضيّة، ويجب أن ينعكس ذلك على منطقتنا بأسرع وقت، كما أنّ التغطيّة الإعلاميّة تُسهم في تحريك قضايا اللاجئين، فليست هناك تغطيات إنسانيّة كافية، ولا بدّ من العمل على تسليط الضوء على هذه القصص باستمرار».
بدورها أكّدت سمر العمرو أنّ بناء الشراكات مع مختلف المنظّمات ذات الصلة يأتي في صُلب عملية التمكين، فهذا الأمر يُسهم في وضع خطّة عمل قادرة على التأثير على الحكومات في المجتمعات المضيفة، وإيصال أصوات اللاجئين، إلى جانب منحهم فرصا متنوّعة للتدريب والتأهيل، فهناك كفاءات كبيرة ومبدعة تحتاج فقط إلى فرصة لإثبات ذاتها. وقالت: «نسعى أيضاً من خلال الشركاء إلى متابعة اللاجئ بعد مرحلة التدريب والتأهيل، وصولاً إلى توفير فرص عمل قدر الإمكان».