-A +A
عبدالرحمن المصباحي (جدة) sobhe90@
يخلط الكثير من المتداولين في أسواق الأسهم بين الاستثمار والمضاربة، خصوصاً أن هدفهم الرئيسي تحقيق الربح المادي، إلا أن طريقة تحقيق ذلك الربح يختلف بين فرد وآخر، لاختلاف طريقة تعاملهم مع أسواق المال، فالبعض يسعى خلف الربح السريع، وآخرون يستثمرون في أسواق الأسهم لمدة تصل إلى عقود من الزمن؛ بهدف تحقيق أرباح رأسمالية وتراكمية، والحصول على توزيعات الأرباح.

السلوكيات الخاطئة


أكد محلل سوق الأسهم السعودي أنس الراجحي، أن المضاربة العشوائية في سوق الأسهم خطرة جداً، وهي سلوك معظم المتداولين، وتزيد خطورتها إذا كانت المضاربة مصحوبة بتوصيات من غير المرخصين، إضافة إلى دخول العديد من الأفراد في سوق الأسهم بعشوائية دون التفرقة بين الشركات الجيدة والسيئة، وتسعيرة السهم العادلة.

وحول ترديد البعض أن المضاربة في أسواق المال مكاسبها أكبر وأنّها أكثر جدوى من الاستثمار، أكد الراجحي أن هذه المعلومة غير صحيحة، ولا يقولها شخص مارس السوق لفترات طويلة، فالمضاربة خطرة، ولا يمكن أن يقول خبير عنها بأنها مربحة أكثر من الاستثمار.

وبين أن أكثر المتداولين حسرة وأكثرهم خسائر وفوات للربح، هم الملاصقون للشّاشة الذين يضاربون بشكلٍ لحظي على الأرباح اليسيرة.

وأوضح أن معظم أرباح المتداولين تكون للأفراد غير الملازمين للشاشة، ممن اختاروا أسهمهم بعناية فائقة ونوعوا بين الأسهم والقطاعات بناءً على تحليل أساسي، ويراقبون أداء شركاتهم وليس حركة الأسعار.

ونوه بوجود أخطاء شائعة لدى بعض المتداولين في أسواق المال وهي ترديد أن الاستثمار يحتاج رأس مال عالياً جداً، وأن المستثمر ربحه ضعيف ويربح من التوزيع فقط، وأن سوق الأسهم للمضاربة فقط.

صبر الاستثمار

أكد رجل الأعمال محمد شماخ، من جهته، أن الاستثمار في أسواق الأسهم من أفضل الطرق لتحقيق الأرباح، ولكنه يتطلب التصرف بحكمة وصبر وليس بعجلة وتهور.

وبين أن على من يرغب الدخول في أسهم إحدى الشركات دراسة وضع الشركة وكأنه سيذهب للتوقيع على عقد شراكة مع تلك الشركة، ومعرفة التقييم العادل لسعرها، وليس لأجل شراء أسهمها فقط.

يجب أن يكون الاستثمار لديك مثل النشاط البدني الذي تقوم به بصورة دورية، فبدلاً من الاستثمار بمبلغ كبير ولمرة واحدة، لا بد من الاستثمار بمبالغ بسيطة وعلى فترات منتظمة.

وعن الفرق بين الاستثمار والمضاربة، بين شماخ أن الاستثمار هو شراء أسهم الشركات بقيمتها مع توقع نمو طويل الأجل للشركة، وهنا يتم إنشاء محافظ الأوراق المالية للشركات لسنوات عديدة. يمكن للمستثمر أيضاً أن يكسب بطريقة مختلفة قليلاً عن مجرد نمو الأسعار. يصبح مشتري الأسهم مالكاً مشاركاً للشركة.

أما المضاربة فيقوم الفرد بشراء سهم الشركة لأجل بيعه في أقرب فرصة لتحقيق أرباح رأسمالية، وهذه خطورتها تكمن أن المضارب في الغالب لا يقيس السعر الحقيقي والعادل للسهم.

أوقات المضاربة

أكد محلل أسواق المال أحمد الدعيج، أن الاستثمار أفضل الطرق لتنمية محافظ المستثمرين، المهم أن تبنى المراكز الاستثمارية بطريقة صحيحة، وبقيمة الأسهم العادلة.

وأكد الدعيج على ضرورة تجنب المضاربة لغير المتخصصين، خاصة أن بعض الأسهم المضاربية متضخمة فوق سعرها بعشرات الأضعاف.

وشدد على ضرورة تثقيف الأفراد لأنفسهم قبل الدخول في سوق الأسهم، فخطورة سوق الأسهم تتمثل في سهولة التعامل معها.

وبيّن الدعيج أن أسواق الأسهم فكرتها الرئيسية الاستثمار، وليس المضاربة، والمضاربة لا مانع بها إذا اجتمع الوعي والخبرة المطلوبة.

وحول اعتبار وضع المضاربة ملح السوق، بيّن الدعيج أن المضاربة يلجأ لها المتخصصون.