أعلنت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) وجمعية التقنية البحرية (MTS) إطلاق قسم البحر الأحمر، وهو أول قسم للجمعية في الشرق الأوسط. تأسس القسم في التاسع من يناير 2023 في كاوست بهدف تسهيل التواصل بين المهتمين بعلوم وتقنية البحار من داخل المملكة العربية السعودية وخارجها.
يرمز مصطلح الاقتصاد الأزرق إلى الجهود التي تبذلها الدول لاستغلال المحيطات بشكل مستدام لتحقيق النمو الاقتصادي وتحسين جودة الحياة. ويوجد اليوم توجه عالمي نحو هذا المجال الأمر الذي دفع الأمم المتحدة إلى تسمية هذا العقد بعقد الأمم المتحدة لعلوم المحيطات بهدف تطوير تقنيات جديدة من أجل الاكتشاف المستدام للمحيطات والرصد البيئي. واستجابة لهذه الدعوة العالمية، تعهدت المملكة العربية السعودية بدعم غير مسبوق لأبحاث علوم المحيطات من أجل الحفاظ على التنوع البيولوجي للمملكة وتطوير اقتصادات جديدة مرتبطة بالبحار والمحيطات. ولا شك في أن إطلاق قسم جمعية التقنية البحرية على شواطئ البحر الأحمر بالتعاون مع كاوست يقدم فرصة استثنائية لتحقيق ذلك بالاعتماد على نقاط القوة التي تتمتع بها كلتا المؤسستين.
يقول الدكتور لويد سميث، مدير المختبر الأساسي للموارد الساحلية والبحرية في كاوست «لا تختلف التقنية البحرية في المملكة عن مثيلاتها في أي مكان في العالم، وهي آخذة في الازدياد. كما أنها مهمة لجذب استثمارات الشركاء من جميع أنحاء العالم. ومن خلال إطلاق قسم جمعية التقنية البحرية في البحر الأحمر، سنتمكن من الوصول إلى جميع برامج التطوير المهني للجمعية، والتي ستساعد كاوست في تدريب الكوادر الوطنية لتلبية الطلب المتزايد على هذا التخصص في البلاد».
تأسست جمعية التقنية البحرية عام 1963 في مدينة واشنطن الأمريكية لتعزيز استخدامات التقنية البحرية والوعي بها كحلول للتحديات العالمية عبر إطلاق العديد من مبادرات التطوير المهني، والعمل كمركز رئيسي لشبكة مؤسسات التقنية البحرية في العالم. يشار إلى أن الجمعية لا تعمل مع الباحثين والمهندسين والعلماء في مجال علوم البحار والمحيطات فقط، بل أيضاً مع صنّاع السياسات والمعلمين والشركات وأصحاب المصلحة الآخرين.
ويؤكد السيد جاستن مانلي، رئيس جمعية التقنية البحرية «ندرك تماماً مدى أهمية كاوست في دعم التقنية البحرية في منطقة الشرق الأوسط. وسيعمل قسمنا الجديد كبوابة لأفضل المؤسسات الأكاديمية والصناعية في المملكة العربية السعودية من أجل الاستخدام الأفضل للموارد البحرية، واختبار وتطوير تقنيات بحرية جديدة، وتنمية المواهب والقدرات المحلية».
يذكر أن كاوست، من خلال مختبرها الأساسي للموارد الساحلية والبحرية، تعد من المؤسسات الرائدة إقليمياً في مجال التقنية البحرية. ولديها شبكة واسعة مع الكيانات والمؤسسات الإقليمية المؤثرة، فضلاً عن شراكاتها الخارجية. وتأمل الجامعة من خلال ترسيخ شراكتها مع جمعية التقنية البحرية في تعزيز حضورها الدولي، وبناء علاقات مثمرة. على سبيل المثال، عقدت جمعية التقنية البحرية شراكة مع كاوست في الشهر الماضي لاستضافة مؤتمر روبوتوكاوست (RobotoKAUST)، وهو المؤتمر السنوي الثالث للجامعة حول الروبوتات، الذي استضافته الجامعة في الفترة من الـ8 إلى الـ10 من مايو 2023. كما استضافت الجامعة في 13 مايو 2023، مسابقة ميت روف (MATE ROV) الأولى من نوعها على شواطئ البحر الحمر، وهي مسابقة للروبوتات تحت الماء للطلبة من جميع أنحاء المملكة العربية السعودية تهدف لحل التحديات تحت الماء من خلال تصميم وبناء مركبات بحرية يتم تشغيلها عن بُعد. وقد تمت دعوة الفريق الفائز للمشاركة في البطولة الدولية في الولايات المتحدة. تقول السيدة جيل زاندي، الرئيسة والمديرة التنفيذية لشركة (MATE Inspiration for Innovation) «كان لمسابقة ميت تأثير كبير على تنمية المواهب المستقبلية في مجال التقنية البحرية. إذ ساهمت بصورة كبيرة في دعم المواهب وتشجيع الابتكار والإبداع للطلبة الذين سيدخلون إلى القوى العاملة في المستقبل، ويساهمون في تطوير هذا المجال».