-A +A
طاهر الحصري (جدة) taher_ibrahim0@
لم تمض الساعات الأولى من جدول أعمال اليوم الأول من قمة مجموعة دول مجموعة العشرين (G20)، المنعقدة في العاصمة (نيودلهي) اليوم، إلا وأعلن ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان توقيع مذكرة تفاهم بشأن مشروع «الممر الاقتصادي» لربط الهند والشرق الأوسط وأوروبا.

المشروع، الذي يمثل طموح الشرق الأوسط، في الاصطفاف والشراكة جنباً إلى جنب، مع العالم الأول القوي، يتألف من ممرين منفصلين، هما «الممر الشرقي»، الذي يربط الهند مع الخليج العربي، و«الممر الشمالي» الذي يربط الخليج بأوروبا.


وتشمل الممرات سكة حديد ستشكل بعد إنشائها شبكة عابرة للحدود من السفن إلى السكك الحديدية لتكملة طرق النقل البرية والبحرية القائمة لتمكين مرور السلع والخدمات.

وسيعمل المشاركون في المشروع على تقييم إمكانية تصدير الكهرباء والهيدروجين النظيف لتعزيز سلاسل الإمداد الإقليمية، كونه جزءاً من الجهود المشتركة لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري ودمج جوانب الحفاظ على البيئة في المبادرة.

ويسهم المشروع في تعزيز الشراكات الدولية والإسهام في تحقيق مستقبل مستدام، وإنشاء كيانات تنسيقية لمعالجة مجموعة كاملة من المعايير التقنية والتصميمية والتمويلية والقانونية والتنظيمية ذات الصلة، الأمر الذي سيحفز التنمية الاقتصادية من خلال تعزيز الربط والتكامل الاقتصادي بين هذه المناطق.

مشروع تاريخي يربط حضارات

وصفت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الممر الاقتصادي بـ«المشروع التاريخي الذي سيشكل طريقة اتصال مباشرة» بين الدول الأطراف.

وأشارت إلى أن السكك الحديدية «ستجعل وصول البضائع إلى المنطقة المستهدفة أسرع بمقدار 40% من الوضع الحالي»، موضحة أنها «ستسهم في تعزيز التجارة في قطاع الطاقة بين آسيا والشرق الأوسط وأوروبا».

واعتبرت المسؤولة الأوروبية أن مذكرة التفاهم «ليست فقط عبارة عن ممر وكابلات، بل هو مشروع يربط بين الحضارات والقارات»، منوهة إلى أنه يتضمن «الاستثمار في سلاسل الإمداد المحلية والطاقة النظيفة واليد العاملة».

مسار تجاري عالمي

شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على «التزام بلاده بالاستثمار في الممر بين آسيا وأوروبا والشرق الأوسط، الذي يعتبر جسراً جديداً لتأمين التواصل بين السكان».

وحث ماكرون على ضرورة «الالتزام من أجل رؤية نتائج ملموسة على الأرض، وأن يصبح المشروع واقعياً لكي يمكّنا من إيجاد مسار تجاري عالمي».

وأكد الحاجة إلى «استخدام أفضل التقنيات، كما أن لدينا الهيدروجين كجزء من هذا المشروع»، لافتاً بقوله: «نريد أن تكون هناك تنمية مشتركة، وأن نتشارك من أجل الابتكار».