أكدَ وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز أن العلاقات السعودية الأفريقية وثيقة وتاريخية، وترتكز على نسيج اجتماعي وثقافة مشتركة، وأنه بنفس القدر الذي يتم فيه فهم الثقافة الأفريقية يجب تفهم آلامها الاقتصادية التي تراكمت لعقود، مشيرًا إلى أن المملكة العربية السعودية لن تكون جزءًا من حل تحديات الحصول على الطاقة، بل ستكون أنموذجًا لهذا الحل، ولن تترك أفريقيا وحدها في مواجهة هذه المشكلة.
وقال في أولى الجلسات الحوارية ضمن أعمال المؤتمر الاقتصادي السعودي العربي الأفريقي بعنوان «الوصول إلى الطاقة، وبناء شراكات طاقة مستدامة»، التي تقام حاليًا في الرياض: إن أفريقيا بحاجة لاقتصادات تنمو باستمرار، وشعوبها بحاجة إلى الازدهار، وتجاوز تحدي الحصول على الطاقة، وأنه إذا حدث ذلك، فإن الاقتصاد العالمي لن ينمو فحسب، بل سيكون هناك تأثير ممتد، مضيفاً: «إننا نريد مواصلة التعاون مع دول قارة أفريقيا من أجل الوصول إلى الطاقة».
وبين الأمير عبدالعزيز بن سلمان أن مصدر الدخل في أفريقيا يعد أمرًا بالغ الأهمية لمواصلة الخطط والبرامج التنموية، لذا فإنها تعاني من خيارات قاسية تتمثل في حصول الأشخاص على الطاقة، وبين ضمان الحصول على قدر كافٍ من الدخل الناتج عن إيرادات الطاقة لتمويل التنمية.
وتناول موضوع الوصول للطاقة في أفريقيا، مبيناً أن هناك 2.3 مليار شخص لا تتوفر لهم وسائل الطهي النظيف، وأن 800 مليون شخص يعانون من فقر الطاقة، مضيفاً: «لماذا نجلس مكتوفي الأيدي ولا نفعل شيئًا حيال هؤلاء، ونمهّد الطريق نحو ازدهار اقتصادي لهذا العدد الهائل من السكان، الذي هو في الواقع دافع للاقتصاد العالمي».
وأشار وزير الطاقة إلى بعض المبادرات التي تبنتها المملكة في هذا الخصوص مثل مبادرة حلول الوقود النظيف لتوفير الغذاء، التي تُعد عنصرًا رئيسًا في مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، التي أطلقها ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وتحظى بكل الاهتمام والرعاية من القيادة الرشيدة.
وقال: «إن المملكة استضافت منذ أسابيع «أسبوع المناخ»، وقد تناولنا مع الخبراء هذه القضية المتعلقة بالوصول إلى الطاقة، وفقر الطاقة، والطهي النظيف»، مبيناً أن هناك عددا من الإحصائيات التي تتحدث عن ملايين الوفيات التي تحدث كل عام نتيجة اعتماد الناس على أكثر طرق الطهي التقليدية، خصوصا في الأماكن المغلقة عديمة التهوية، حيث يتسبب ذلك إما بالموت أو المرض، لافتًا الانتباه إلى أن الطاقة المستهلكة في الطهي التقليدي تأتي من إزالة الغابات التي تحدث يوميًّا، الأمر الذي يتسبب بتأثير سلبي على البيئة، والدول، والتنوع البيولوجي، وكذلك في المحافظة على الغابات.