كشف برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية (ندلب)، أنه ولأول مرة في تاريخ السعودية، شكل الناتج المحلي غير النفطي 50% من الناتج المحلي الإجمالي، إذ بلغ 1.73 مليار ريال في عام 2023، وذلك نتيجة استمرار نمو الأنشطة غير النفطية، حيث نمت بنسبة 4.4% على أساس سنوي، مدفوعة بنمو نشاطات النقل والتخزين والاتصالات بنسبة 8%، ونمو نشاطات تجارة الجملة والتجزئة والفنادق والمطاعم بنسبة 7%، كما شهدت الأنشطة الاقتصادية غير النفطية الأخرى نمواً في العام الحالي، الذي يعكس نجاح الهدف الرئيسي لرؤية السعودية 2030 في تحقيق التنوع والاستقرار الاقتصادي وتعزيز القطاع غير النفطي.
كما سجل إجمالي الصادرات غير النفطية في السعودية 454 مليار ريال في العام الماضي، بنسبة نمو بلغت 2% مقارنة بالعام السابق، مدفوعة بالنمو المستمر لصادرات الخدمات التي سجلت قيمة تاريخية لتصل إلى 182 مليار ريال بنسبة نمو بلغت 40% على أساس سنوي، كما سجلت أنشطة إعادة التصدير نسب نمو غير مسبوقة في العام الحالي وارتفعت عن العام السابق بنسبة 27%.
جاء ذلك وفقا للتقرير السنوي لعام 2023 الذي أصدره برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية (ندلب)، وجاء تحت عنوان «آفاق متجددة» ليُبيّن فيه مؤشرات الأداء لأهدافه الإستراتيجية وإسهاماته في الاقتصاد الكلي ودعمه للناتج المحلي الإجمالي ومنجزاته المرتبطة بمستهدفات رؤية السعودية 2030.
وأظهر التقرير أن أعداد العاملين في أنشطة قطاعات البرنامج سجلت نمواً كبيراً، لتصل إلى أكثر من 1.9 مليون عامل في عام 2023، بزيادة أكثر من 269 ألف عامل، شكلت أعداد السعوديين والسعوديات منها أكثر من 113 ألف عامل (السعوديات أكثر من 51 ألفاً، والسعوديون أكثر من 62 ألفاً من العاملين).
وفي قطاع الطاقة، كشف تقرير برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية، أن أبرز ما تحقق في عام 2023 توقيع اتفاقية شراء الطاقة لـ6 مشاريع جديدة بسعة 6.2 جيجاواط بهدف زيادة نسبة الطاقة المتجددة للوصول إلى المزيج الأمثل، ورفع كفاءة قطاع الكهرباء وخفض الانبعاثات الكربونية، وكذلك بدء حقن الغاز في مشروع تخزين الغاز المعالج في مكمن الحوية بعنيزة، ويعد أول مشروع لتخزين الغاز الطبيعي في السعودية، بسعة تخزينية تصل إلى 2.0 مليار قدم مكعبة قياسية من الغاز الطبيعي في اليوم، ليتم ضخها في شبكة الغاز الرئيسية، وإضافة إلى ذلك فقد اكتمل التشغيل النهائي لمشاريع محطات جدة ورابغ وسدير للطاقة الشمسية بسعة إجمالية تبلغ 2.1 جيجاواط، بهدف زيادة نسبة الطاقة المتجددة للوصول إلى المزيج الأمثل، ورفع كفاءة قطاع الكهرباء وخفض الانبعاثات الكربونية.
وفيما يتعلق بقطاع الخدمات اللوجستية، فقد نوّه التقرير بإطلاق ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية الأمير محمد بن سلمان، المخطط العام للمراكز اللوجستية بهدف جعل السعودية مركزاً لوجستياً عالمياً، ويتضمن المخطط 12 مركزاً لوجستياً لمنطقة الرياض، و12 مركزاً لوجستيا لمنطقة مكة المكرمة، و17 مركزاً لوجستياً للمنطقة الشرقية، و18 مركزاً لوجستياً في بقية المناطق، كما تم وضع حجر الأساس لمشاريع عقد تطوير وتشغيل محطتي الحاويات في ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام بقيمة استثمارية تجاوزت 7 مليارات ريال وفقاً لصيغة (BOT).
كما قفزت السعودية 17 مرتبة عالمياً في مؤشر الأداء اللوجستي الصادر عن البنك الدولي، وتقدمت في الترتيب الدولي في مؤشر الكفاء اللوجستية إلى المرتبة 38 بعد أن حققت قفزات واسعة في كفاءة الأداء عبر عدد من المؤشرات الفرعية أبرزها: مؤشر الكفاءة اللوجستية، ومؤشر التتبع والتعقب، ومؤشر التوقيت، ومؤشر الجمارك، ومؤشر البنى الأساسية، ومؤشر الشحن البحري، وإضافة إلى ذلك، أشار التقرير إلى ما تحقق بإطلاق «طيران الرياض» ليكون ناقلا جويا وطنيا جديدا، وهو ما يسهم في تعزيز موقع السعودية الإستراتيجي الذي يربط بين القارات الثلاث.
وفي محور جذب الاستثمارات، كشف تقرير البرنامج أن إجمالي الاستثمارات المنجزة غير الحكومية في قطاعات البرنامج بلغ 524 مليار ريال بشكل تراكمي في عام 2023، فيما بلغت الاستثمارات الإضافية المتحققة في عام 2023 أكثر من 68 مليار ريال.