في رئاسة الحرمين الشريفين ليس كل يوم كمثل اليوم الذي قبله، كون كل يوم له أجندته المفعمة بالنشاط والحيوية وارتباطاته الخدمية والتشغيلية والتنظيمية المتعلقة بأعظم بقاع الأرض، المسجد الحرام والمسجد النبوي، ويقود هذا الحراك جيل الرؤية، إلا أن يوم أمس كان مختلفا عن الأيام الخوالي، كونه يوما تاريخيا في حياة الشعب السعودي، فهو يوم الاحتفال بيوم الوطن الشموخ، حيث أقامت الرئاسة العامة بقاعة الشيخ محمد السبيل احتفالية مختلفة وجاذبة بمناسبة اليوم الوطني الـ91 للمملكة برعاية الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس.
الحفل الذي حضرته القيادات الأمنية في المسجد الحرام ومساعد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام الدكتور سعد المحيميد، ووكلاء الرئيس والمساعدين وقيادات الرئاسة، تم خلاله استعراض إنجازات الرئاسة خلال العام الماضي، وأوجه التنمية التي شهدتها المملكة، والعناية بالحرمين الشريفين منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- إلى هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
كما قام الشيخ عبدالرحمن السديس بجولة في الجناح الخاص الذي أعدته وكالة العلاقات العامة والتواصل المؤسسي والشراكات المجتمعية في الدور الخامس، وهو عبارة عن بيت شعر من السدو يعكس التراث السعودي العريق. وأيضا قام الشيخ السديس بقطع كيكة كبيرة كتب عليها «هي لنا دار»، بحضور القيادات الأمنية والرئاسة، ثم شاهد الحضور فيديو قصيرا بعنوان «جيل الرؤية» والذي قوبل بإعجاب واستحسان الجميع.
«السديس: يوم المفخرة والمآثر»
أكد الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس خلال اللقاء أن بلادنا منذ تأسيسها إلى يومنا الحاضر تعيش في تطور وازدهار وفي رؤية المملكة 2030، ويستمر هذا التطور والنماء في شتى المجالات، منها تتويج الشباب وتمكين المرأة، كما نعيش اليوم المفخرة والمآثر في التوسعات الاستثنائية التي يشهدها الحرمان الشريفان والنقلة النوعية في تقديم الخدمات لهما. وقال: بلادنا الغالية حباها الله بمقومات تميزها عن غيرها من دول العالم، إذ منَّ الله عليها بالإسلام وخدمة الحرمين الشريفين، حيث اصطفى الله -عز وجل- لها من الرجال العظماء الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- ذا الشخصية الفذة، حيث أنعم الله عليه ووحّد هذه البلاد فجمع الله له وبسط على يديه الأمن والاستقرار، فجزاه الله عن المسلمين خير الجزاء.
وأضاف: تتابع من بعده أبناؤه البررة فساروا على المنهج وهو العناية بالعقيدة والشريعة الإسلامية السمحة وخدمة الحرمين الشريفين، حتى هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين.
وأشاد الشيخ السديس بالدعم اللامحدود الذي تجده الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي من ولاة الأمر، ودعم عجلة التطوير والتميز في تقديم الخدمات للحرمين الشريفين وقاصديهما. وأعلن عن جائزة تقدمها الرئاسة العامة لأفضل بحث علمي يوثق جهود المملكة العربية السعودية في خدمة الحرمين الشريفين تزامنا مع مخرجات الملتقى الذي أقامته الرئاسة بعنوان: «جهود المملكة في خدمة الحرمين الشريفين وإعمارهما من التأسيس إلى الرؤية»، واستعرضت خلاله جهود المملكة في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما خلال العهود المتعاقبة لملوك المملكة منذ تأسيسها وحتى عصر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين، الذي يشهد خلاله الحرمان الشريفان نهضة تنموية وخدمية شاملة تدعمها مستهدفات رؤية العطاء والنماء 2030.
«المحيميد: من التأسيس إلى الريادة»
وبدأ المتلقى أولى جلساته بورقة عمل قدمها مساعد الرئيس العامّ المكلّف وكيل شؤون المسجد الحرام الدكتور سعد بن محمّد المحيميد، بعنوان: عناية المملكة بالمسجد الحرام «إنشاء جهاز الرئاسة من التأسيس إلى الريادة»، حيث قال في بدايتها: «في مثل هذا اليوم من كل عام نحتفل بمرور ذكرى غالية على قلوبنا، ذكرى توحيد المملكة على يد المؤسس جلالة الملك الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (طيب الله ثراه)». وأضاف: «لقد وجب علينا جميعاً أن نشكر الله عز وجل ونحمده تعالى على ما أنعم به علينا من نعم عظيمة ووفيرة، تحت قيادة رشيدة سخرت طاقاتها في سبيل أن ينعم سكان المملكة العربية السعودية من مواطنين ومقيمين بالأمن والأمان والرخاء في المعيشة، ولما خص الله هذه البلاد بخصائص امتازت بها عن كافة البلدان حول العالم ففيها الحرمان الشريفان مهبط الوحي ومقصد أفئدة المسلمين». وأردف قائلا: «إن قيادة البلاد الرشيدة لم تدخر جهداً أو مالاً في سبيل العناية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي لتنال بذلك شرف خدمة ضيوف الرحمن، وأولتهما جل العناية والاهتمام، ومن ذلك: الجانب الإداري للحرمين الشريفين». وأضاف الدكتور المحميد: «لقد مر تطور الجانب الإداري في المسجد الحرام بالعديد من المراحل، حيث بدأت المرحلة الأولى بإنشاء مجلس إدارة الحرم بتوجيه الملك عبدالعزيز (طيب الله ثراه) بإنشاء إدارة مستقلة تعنى بشؤون المسجد الحرام باسم «مجلس إدارة الحرم»، ووظيفتها: القيام بإدارة شؤون المسجد الحرام مع مراقبة عموم الخدمة به.
وفي 18/02/1346هـ أصدر الملك عبدالعزيز (رحمه الله) أمره بتعيين مجلس إدارة جديد، وفي شهر ربيع الأول من عام 1346هـ صدر أمر الملك عبدالعزيز (رحمه الله) بالموافقة على التقرير الصادر من مجلس إدارة الحرم حول حالة الحرم المكي الشريف، وتعد هذه أول عملية إصلاح لشؤون الحرم المكي الشريف.
أما المرحلة الثانية، وفق ما أوضحه الدكتور المحيميد، فإنها انطلقت آنذاك بإنشاء إدارة تابعة لوزارة الحج والأوقاف في أواخر عام 1345هـ، تولت وزارة الحج والأوقاف الإشراف على خدمة المسجد الحرام والمسجد النبوي، ومراقبة نظافتهما، والمحافظة على أوقافهما وموجوداتهما، وخصصت مديراً لكل واحد منهما يتولى إدارة شؤونه يسمى: «مدير الحرم المكي بمكة المكرمة» و«مدير الحرم النبوي بالمدينة المنورة»، واستمرت إدارة الحرمين الشريفين تابعة لإدارة الأوقاف التي أصبحت وزارة مستقلة تسمى «وزارة الحج والأوقاف» ابتداء من سنة 1381هـ.
وفيما يتعلق بالمرحلة الثالثة، أشار الدكتور المحيميد إلى أن إنشاء الرئاسة العامة للإشراف الديني بالمسجد الحرام نتج عن توسعة الملك عبدالعزيز للمسجد الحرام وزيادة أعداد الحجاج والمعتمرين، حيث ظهرت الحاجة للتنظيم الإداري والخدمي.
وتابع قائلا: «على ضوء ذلك صدر المرسوم الملكي رقم 43 وتاريخ 18/11/1384هـ بإنشاء الرئاسة العامة للإشراف الديني بالمسجد الحرام، وكان أول رئيس لها سماحة الشيخ عبدالله بن محمد بن حميد من عام 1384هـ حتى 1397هـ، واستقلت بإدارة شؤون التوعية والعاملين في مجالها في الحرم المكي الشريف، وأما إدارة خدمات الحرم، فبقيت تحت إشراف وزارة الحج والأوقاف».
وحول المرحلة الرابعة، أشار الدكتور المحيميد إلى أن الرئاسة العامة للإشراف الديني بالمسجد الحرام استمرت نحو 13 سنة تقوم بالإشراف على المسجد الحرام دينياً وتوعوياً، فيما تقوم وزارة الحج والأوقاف بالإشراف على المسجد النبوي، ونتيجة للتوسعات المتلاحقة للمسجد الحرام والمسجد النبوي، وكبر مساحتهما، وزيادة أعداد الحجاج والمعتمرين طوال العام، وكثرة قاصديهما، وتنوع الخدمات المقدمة فيهما، والرغبة في ضم كثير من المهام والاختصاصات المتعلقة بالمسجد الحرام لتكون تحت إدارة واحدة، وتضم شؤون المسجد النبوي للإدارة نفسها لتشابه المهام، ولتتحد الجهود، صدر الأمر الملكي رقم 265/أ وتاريخ 6/11/1397هـ بإحداث «الرئاسة العامة لشؤون الحرمين الشريفين»، وأسندت إليها مهام جديدة حددت اختصاصاتها، ولعل من أهمها، وفق الدكتور المحيميد، أن تختص الإدارة الجديدة بالإشراف على شؤون المسجد النبوي أيضاً، بالإضافة إلى المهام والمسؤوليات المتعلقة بالمسجد الحرام.
وفي تاريخ 7/6/1407هـ تم تغيير مسمى «الرئاسة العامة لشؤون الحرمين» إلى «الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي» بنفس مهامها واختصاصاتها، وفي عام 15/7/1414هـ صدر الأمر السامي رقم 10981/7/ بضم مصنع كسوة الكعبة المشرفة إلى الرئاسة، حيث أصبحت تابعة إدارياً للرئاسة، وتتابع مسيرة صناعة كسوة الكعبة وتركيبها كل عام. وأضاف الدكتور المحيميد: «تعاقب على رئاسة هذا الجهاز عدد من أصحاب السماحة والمعالي والفضيلة الذين أدوا مهامهم بفخر واعتراز». وقال المحيميد: «في هذا العهد الزاهر حظيت الرئاسة بتولي الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس دفة القيادة، حيث صدر الأمر الملكي الكريم في عام 1433هـ بتعيينه رئيساً عاماً لشؤون الحرمين الشريفين بمرتبة وزير.
«رسالة الحرمين العالمية»
وأوضح المحيميد أنه منذ تقلد الشيخ السديس نجحت الرئاسة في إبراز الرسالة العالمية للحرمين الشريفين بلغاتها وأساليبها المعاصرة مع الحفاظ على الأصالة وتوسيع الرسالة الشرعية والتوجيهية والخدمية والهندسية، مشيرا إلى أن الشيخ السديس عمل على دعم وتمكين القيادات والعاملين بالمسجد الحرام، مؤكداً الحرص على الارتقاء بكيان الرئاسة والوصول به إلى أقصى مستويات الإبداع والتنمية وصولاً إلى ما أصدرته الرئاسة مؤخراً من هيكلة إدارية جديدة أطلقها الشيخ السديس بعنوان الهيكلة الجديدة رؤية حضارية وآفاق مستقبلية، للشباب تتويج، وللمرأة تمكين، وللتقنية إبداع، وللذكاء الاصطناعي تميز وإمتاع، والتي تعتبر الأحدث على مستوى تشكيل الوكالات والإدارات وضخ الدماء الجديدة والتوسع في تمكين المرأة من شغل مناصب قيادية جديدة، من خلال إنشاء (25) وكالة متخصصة في مختلف التخصصات.
«الرسيني: تطور منظومة خدمات الحج والعمرة»
فيما قدم المستشار وكيل الرئيس العام ووكيل الرئاسة للحوكمة والشؤون القانونية والتطويرية الدكتور عبدالوهاب بن عبدالله الرسيني ورقة عمل عن تطور وازدهار منظومة خدمات الحج والعمرة في ظل رؤية 2030، وعن الأنظمة المتعلقة بمنظومة الحج والعمرة، وأنه تم الوقوف على أكثر من 70 نظاما وقرارا ولائحة تتعلق بتنظیم الحج والعمرة.
«الزهراني: العلم والتعليم في المسجد الحرام»
عقب ذلك تحدث وكيل الرئيس العام للشؤون العلمية والفكرية والثقافية الدكتور ناصر بن عثمان الزهراني في ورقة العمل الثالثة عن العلم والتعليم بالمسجد الحرام بين عراقة الماضي ومواكبة الحاضر، قائلاً: «لما آل أمر بلاد الحرمين الشريفين وتوحدت ربوعها تحت راية التوحيد كان التعليم من أوائل ما اهتم به المؤسس -طيب الله ثراه، وحمل رايته أبناؤه البررة، لا سيما التعليم بالمسجد الحرام فنفخ بعنايته فيه الروح، وأحيا ما أماته الإهمال، فانتشرت دور العلم في حواضر البلاد وبواديها فشعَّ نورها وامتدَّ في الآفاق مبشرًا بميلاد عهد جديد».
«القرشي: أكبر وأضخم التوسعات»
وعن توسعات المسجد الحرام خلال العهد السعودي الزاهر، قدم وكيل الرئيس العام للشؤون الفنية والتشغيلية والصيانة وإدارة المرافق المهندس سلطان بن عاطي القرشي الورقة الرابعة، حيث أوضح أن الحرمين الشريفين شهدا أضخم وأكبر التوسعات في العهد الماضي والعهد الزاهر، حيث جعل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان نصب أعينهم خدمة ضيوف الرحمن، وأن ما يشهده المسجد الحرام والمسجد النبوي من توسعات هائلة يعكس مدى اهتمام وحرص قيادتنا بالحرمين الشريفين وقاصديهما وتهيئة أفضل الظروف لضيوف الرحمن لأداء مناسكهم بكل يسر وسهولة.
«الأحمدي: تعزيز قيم المواطنة»
وكانت وكالة العلاقات العامة والتواصل المؤسسي والشراكات المجتمعية قامت بتوزيع الهدايا على الموظفين، وذلك بمناسبة اليوم الوطني احتفالاً بهذه الذكرى الغالية.
وأكد وكيل الرئيس العام للعلاقات العامة والتواصل المؤسسي والشراكات المجتمعية عادل الأحمدي حرص الرئاسة على المشاركة في هذا اليوم الغالي على قلوبنا وتفعيل برامجها للموظفين، والاعتزاز بقيم المواطنة والولاء والانتماء لهذه البلاد المباركة.
الحفل الذي حضرته القيادات الأمنية في المسجد الحرام ومساعد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام الدكتور سعد المحيميد، ووكلاء الرئيس والمساعدين وقيادات الرئاسة، تم خلاله استعراض إنجازات الرئاسة خلال العام الماضي، وأوجه التنمية التي شهدتها المملكة، والعناية بالحرمين الشريفين منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- إلى هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
كما قام الشيخ عبدالرحمن السديس بجولة في الجناح الخاص الذي أعدته وكالة العلاقات العامة والتواصل المؤسسي والشراكات المجتمعية في الدور الخامس، وهو عبارة عن بيت شعر من السدو يعكس التراث السعودي العريق. وأيضا قام الشيخ السديس بقطع كيكة كبيرة كتب عليها «هي لنا دار»، بحضور القيادات الأمنية والرئاسة، ثم شاهد الحضور فيديو قصيرا بعنوان «جيل الرؤية» والذي قوبل بإعجاب واستحسان الجميع.
«السديس: يوم المفخرة والمآثر»
أكد الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس خلال اللقاء أن بلادنا منذ تأسيسها إلى يومنا الحاضر تعيش في تطور وازدهار وفي رؤية المملكة 2030، ويستمر هذا التطور والنماء في شتى المجالات، منها تتويج الشباب وتمكين المرأة، كما نعيش اليوم المفخرة والمآثر في التوسعات الاستثنائية التي يشهدها الحرمان الشريفان والنقلة النوعية في تقديم الخدمات لهما. وقال: بلادنا الغالية حباها الله بمقومات تميزها عن غيرها من دول العالم، إذ منَّ الله عليها بالإسلام وخدمة الحرمين الشريفين، حيث اصطفى الله -عز وجل- لها من الرجال العظماء الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- ذا الشخصية الفذة، حيث أنعم الله عليه ووحّد هذه البلاد فجمع الله له وبسط على يديه الأمن والاستقرار، فجزاه الله عن المسلمين خير الجزاء.
وأضاف: تتابع من بعده أبناؤه البررة فساروا على المنهج وهو العناية بالعقيدة والشريعة الإسلامية السمحة وخدمة الحرمين الشريفين، حتى هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين.
وأشاد الشيخ السديس بالدعم اللامحدود الذي تجده الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي من ولاة الأمر، ودعم عجلة التطوير والتميز في تقديم الخدمات للحرمين الشريفين وقاصديهما. وأعلن عن جائزة تقدمها الرئاسة العامة لأفضل بحث علمي يوثق جهود المملكة العربية السعودية في خدمة الحرمين الشريفين تزامنا مع مخرجات الملتقى الذي أقامته الرئاسة بعنوان: «جهود المملكة في خدمة الحرمين الشريفين وإعمارهما من التأسيس إلى الرؤية»، واستعرضت خلاله جهود المملكة في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما خلال العهود المتعاقبة لملوك المملكة منذ تأسيسها وحتى عصر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين، الذي يشهد خلاله الحرمان الشريفان نهضة تنموية وخدمية شاملة تدعمها مستهدفات رؤية العطاء والنماء 2030.
«المحيميد: من التأسيس إلى الريادة»
وبدأ المتلقى أولى جلساته بورقة عمل قدمها مساعد الرئيس العامّ المكلّف وكيل شؤون المسجد الحرام الدكتور سعد بن محمّد المحيميد، بعنوان: عناية المملكة بالمسجد الحرام «إنشاء جهاز الرئاسة من التأسيس إلى الريادة»، حيث قال في بدايتها: «في مثل هذا اليوم من كل عام نحتفل بمرور ذكرى غالية على قلوبنا، ذكرى توحيد المملكة على يد المؤسس جلالة الملك الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (طيب الله ثراه)». وأضاف: «لقد وجب علينا جميعاً أن نشكر الله عز وجل ونحمده تعالى على ما أنعم به علينا من نعم عظيمة ووفيرة، تحت قيادة رشيدة سخرت طاقاتها في سبيل أن ينعم سكان المملكة العربية السعودية من مواطنين ومقيمين بالأمن والأمان والرخاء في المعيشة، ولما خص الله هذه البلاد بخصائص امتازت بها عن كافة البلدان حول العالم ففيها الحرمان الشريفان مهبط الوحي ومقصد أفئدة المسلمين». وأردف قائلا: «إن قيادة البلاد الرشيدة لم تدخر جهداً أو مالاً في سبيل العناية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي لتنال بذلك شرف خدمة ضيوف الرحمن، وأولتهما جل العناية والاهتمام، ومن ذلك: الجانب الإداري للحرمين الشريفين». وأضاف الدكتور المحميد: «لقد مر تطور الجانب الإداري في المسجد الحرام بالعديد من المراحل، حيث بدأت المرحلة الأولى بإنشاء مجلس إدارة الحرم بتوجيه الملك عبدالعزيز (طيب الله ثراه) بإنشاء إدارة مستقلة تعنى بشؤون المسجد الحرام باسم «مجلس إدارة الحرم»، ووظيفتها: القيام بإدارة شؤون المسجد الحرام مع مراقبة عموم الخدمة به.
وفي 18/02/1346هـ أصدر الملك عبدالعزيز (رحمه الله) أمره بتعيين مجلس إدارة جديد، وفي شهر ربيع الأول من عام 1346هـ صدر أمر الملك عبدالعزيز (رحمه الله) بالموافقة على التقرير الصادر من مجلس إدارة الحرم حول حالة الحرم المكي الشريف، وتعد هذه أول عملية إصلاح لشؤون الحرم المكي الشريف.
أما المرحلة الثانية، وفق ما أوضحه الدكتور المحيميد، فإنها انطلقت آنذاك بإنشاء إدارة تابعة لوزارة الحج والأوقاف في أواخر عام 1345هـ، تولت وزارة الحج والأوقاف الإشراف على خدمة المسجد الحرام والمسجد النبوي، ومراقبة نظافتهما، والمحافظة على أوقافهما وموجوداتهما، وخصصت مديراً لكل واحد منهما يتولى إدارة شؤونه يسمى: «مدير الحرم المكي بمكة المكرمة» و«مدير الحرم النبوي بالمدينة المنورة»، واستمرت إدارة الحرمين الشريفين تابعة لإدارة الأوقاف التي أصبحت وزارة مستقلة تسمى «وزارة الحج والأوقاف» ابتداء من سنة 1381هـ.
وفيما يتعلق بالمرحلة الثالثة، أشار الدكتور المحيميد إلى أن إنشاء الرئاسة العامة للإشراف الديني بالمسجد الحرام نتج عن توسعة الملك عبدالعزيز للمسجد الحرام وزيادة أعداد الحجاج والمعتمرين، حيث ظهرت الحاجة للتنظيم الإداري والخدمي.
وتابع قائلا: «على ضوء ذلك صدر المرسوم الملكي رقم 43 وتاريخ 18/11/1384هـ بإنشاء الرئاسة العامة للإشراف الديني بالمسجد الحرام، وكان أول رئيس لها سماحة الشيخ عبدالله بن محمد بن حميد من عام 1384هـ حتى 1397هـ، واستقلت بإدارة شؤون التوعية والعاملين في مجالها في الحرم المكي الشريف، وأما إدارة خدمات الحرم، فبقيت تحت إشراف وزارة الحج والأوقاف».
وحول المرحلة الرابعة، أشار الدكتور المحيميد إلى أن الرئاسة العامة للإشراف الديني بالمسجد الحرام استمرت نحو 13 سنة تقوم بالإشراف على المسجد الحرام دينياً وتوعوياً، فيما تقوم وزارة الحج والأوقاف بالإشراف على المسجد النبوي، ونتيجة للتوسعات المتلاحقة للمسجد الحرام والمسجد النبوي، وكبر مساحتهما، وزيادة أعداد الحجاج والمعتمرين طوال العام، وكثرة قاصديهما، وتنوع الخدمات المقدمة فيهما، والرغبة في ضم كثير من المهام والاختصاصات المتعلقة بالمسجد الحرام لتكون تحت إدارة واحدة، وتضم شؤون المسجد النبوي للإدارة نفسها لتشابه المهام، ولتتحد الجهود، صدر الأمر الملكي رقم 265/أ وتاريخ 6/11/1397هـ بإحداث «الرئاسة العامة لشؤون الحرمين الشريفين»، وأسندت إليها مهام جديدة حددت اختصاصاتها، ولعل من أهمها، وفق الدكتور المحيميد، أن تختص الإدارة الجديدة بالإشراف على شؤون المسجد النبوي أيضاً، بالإضافة إلى المهام والمسؤوليات المتعلقة بالمسجد الحرام.
وفي تاريخ 7/6/1407هـ تم تغيير مسمى «الرئاسة العامة لشؤون الحرمين» إلى «الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي» بنفس مهامها واختصاصاتها، وفي عام 15/7/1414هـ صدر الأمر السامي رقم 10981/7/ بضم مصنع كسوة الكعبة المشرفة إلى الرئاسة، حيث أصبحت تابعة إدارياً للرئاسة، وتتابع مسيرة صناعة كسوة الكعبة وتركيبها كل عام. وأضاف الدكتور المحيميد: «تعاقب على رئاسة هذا الجهاز عدد من أصحاب السماحة والمعالي والفضيلة الذين أدوا مهامهم بفخر واعتراز». وقال المحيميد: «في هذا العهد الزاهر حظيت الرئاسة بتولي الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس دفة القيادة، حيث صدر الأمر الملكي الكريم في عام 1433هـ بتعيينه رئيساً عاماً لشؤون الحرمين الشريفين بمرتبة وزير.
«رسالة الحرمين العالمية»
وأوضح المحيميد أنه منذ تقلد الشيخ السديس نجحت الرئاسة في إبراز الرسالة العالمية للحرمين الشريفين بلغاتها وأساليبها المعاصرة مع الحفاظ على الأصالة وتوسيع الرسالة الشرعية والتوجيهية والخدمية والهندسية، مشيرا إلى أن الشيخ السديس عمل على دعم وتمكين القيادات والعاملين بالمسجد الحرام، مؤكداً الحرص على الارتقاء بكيان الرئاسة والوصول به إلى أقصى مستويات الإبداع والتنمية وصولاً إلى ما أصدرته الرئاسة مؤخراً من هيكلة إدارية جديدة أطلقها الشيخ السديس بعنوان الهيكلة الجديدة رؤية حضارية وآفاق مستقبلية، للشباب تتويج، وللمرأة تمكين، وللتقنية إبداع، وللذكاء الاصطناعي تميز وإمتاع، والتي تعتبر الأحدث على مستوى تشكيل الوكالات والإدارات وضخ الدماء الجديدة والتوسع في تمكين المرأة من شغل مناصب قيادية جديدة، من خلال إنشاء (25) وكالة متخصصة في مختلف التخصصات.
«الرسيني: تطور منظومة خدمات الحج والعمرة»
فيما قدم المستشار وكيل الرئيس العام ووكيل الرئاسة للحوكمة والشؤون القانونية والتطويرية الدكتور عبدالوهاب بن عبدالله الرسيني ورقة عمل عن تطور وازدهار منظومة خدمات الحج والعمرة في ظل رؤية 2030، وعن الأنظمة المتعلقة بمنظومة الحج والعمرة، وأنه تم الوقوف على أكثر من 70 نظاما وقرارا ولائحة تتعلق بتنظیم الحج والعمرة.
«الزهراني: العلم والتعليم في المسجد الحرام»
عقب ذلك تحدث وكيل الرئيس العام للشؤون العلمية والفكرية والثقافية الدكتور ناصر بن عثمان الزهراني في ورقة العمل الثالثة عن العلم والتعليم بالمسجد الحرام بين عراقة الماضي ومواكبة الحاضر، قائلاً: «لما آل أمر بلاد الحرمين الشريفين وتوحدت ربوعها تحت راية التوحيد كان التعليم من أوائل ما اهتم به المؤسس -طيب الله ثراه، وحمل رايته أبناؤه البررة، لا سيما التعليم بالمسجد الحرام فنفخ بعنايته فيه الروح، وأحيا ما أماته الإهمال، فانتشرت دور العلم في حواضر البلاد وبواديها فشعَّ نورها وامتدَّ في الآفاق مبشرًا بميلاد عهد جديد».
«القرشي: أكبر وأضخم التوسعات»
وعن توسعات المسجد الحرام خلال العهد السعودي الزاهر، قدم وكيل الرئيس العام للشؤون الفنية والتشغيلية والصيانة وإدارة المرافق المهندس سلطان بن عاطي القرشي الورقة الرابعة، حيث أوضح أن الحرمين الشريفين شهدا أضخم وأكبر التوسعات في العهد الماضي والعهد الزاهر، حيث جعل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان نصب أعينهم خدمة ضيوف الرحمن، وأن ما يشهده المسجد الحرام والمسجد النبوي من توسعات هائلة يعكس مدى اهتمام وحرص قيادتنا بالحرمين الشريفين وقاصديهما وتهيئة أفضل الظروف لضيوف الرحمن لأداء مناسكهم بكل يسر وسهولة.
«الأحمدي: تعزيز قيم المواطنة»
وكانت وكالة العلاقات العامة والتواصل المؤسسي والشراكات المجتمعية قامت بتوزيع الهدايا على الموظفين، وذلك بمناسبة اليوم الوطني احتفالاً بهذه الذكرى الغالية.
وأكد وكيل الرئيس العام للعلاقات العامة والتواصل المؤسسي والشراكات المجتمعية عادل الأحمدي حرص الرئاسة على المشاركة في هذا اليوم الغالي على قلوبنا وتفعيل برامجها للموظفين، والاعتزاز بقيم المواطنة والولاء والانتماء لهذه البلاد المباركة.