رجح الموقع الأمريكي أن تعيد إسرائيل احتلال قطاع غزة.
رجح الموقع الأمريكي أن تعيد إسرائيل احتلال قطاع غزة.
-A +A
«عكاظ» (جدة) okaz_online@
حدد موقع «ستراتفور» الاستخباراتي الأمريكي مجموعة من الأحداث التي توقع أن يكون لها صدى كبير وتأثير خاص على العالم في العام 2024. وتصدرت الانتخابات الرئاسية المرتقبة الأولوية لما لها من تأثيرات بارزة على المسرح الدولي، إذ يحبس العالم أنفاسه وهو ينتظر انتخابات متقاربة في نوفمبر القادم.

الانتخابات الرئاسية الأمريكية


ولفت إلى أن الحكومة الأمريكية الحالية تحاول تعزيز موقفها أمام الناخبين من خلال سياسات مثل تشديد الإجراءات على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، في حين أن بقية العالم سيبدأ في إعداد نفسه لإدارة جديدة للرئيس السابق دونالد ترمب التي من شأنها أن تعيد واشنطن للحروب التجارية وتبعث شكوكاً حول حلف شمال الأطلسي (الناتو).

سيطرة إسرائيل على غزة

وتوقع الموقع أن تعيد إسرائيل احتلال قطاع غزة، وأن تستمر في التصدي للمقاتلين الفلسطينيين ولعدم الاستقرار الإقليمي والممانعة الدبلوماسية، ناهيك عن مواجهتها لعدم اليقين السياسي الداخلي.

وبحسب سترانفور، سيتعين على إسرائيل أن تكافح للعثور على شريك مدني قادر على حكم غزة، في حين ستطالب السلطة الفلسطينية باستئناف مفاوضات حل الدولتين التي لا تملك الحكومة الإسرائيلية الحالية التي يهيمن عليها اليمين المتطرف التفويض اللازم لتنفيذها، وبدلاً من ذلك، ستواصل احتلالاً عسكرياً متجدداً للقطاع، سيضعهما أمام مسؤولية إعادة الإعمار والإدارة المدنية.

وبخصوص ما يتبقى من مقاتلي «حماس» فإن الموقع رجح أن يستمروا في شن هجمات على القوات الإسرائيلية في غزة، بينما سيستمر العنف في الضفة الغربية، وربما يتصاعد مع قيام حماس بنقل عملياتها هناك، وإلى لبنان وسورية.

كما ستواجه إسرائيل –وفقاً للموقع- أيضاً مضايقات تتزعمها حماس على الحدود الشمالية من لبنان وسورية، على الرغم من أن حزب الله وإيران سيحاولانً كبح جماحها لتفادي ما قد يثير حربا إقليمية كبرى أخرى، لكن الأحداث ربما ستجبر إسرائيل على التفكير في توسيع العمليات العسكرية السرية والعلنية في كل من لبنان وسورية لاستعادة الردع.

وفي الوقت ذاته، فإن تصرفات إسرائيل في غزة ستؤثر عليها سياسياً، وستدفع الأمريكيين لتوجيه المزيد من النقد للتحالف الحكومي في إسرائيل الذي قد ينهار في نهاية المطاف.

التباطؤ الاقتصادي في الصين

طبقاً لرؤية الموقع، سيتباطأ اقتصاد الصين عام 2024، ولكن ليس إلى درجة التسبب في أزمة مالية، ما يعني أن التأثير على الاقتصادات الناشئة سيكون تحت السيطرة. وفي مواجهة التوقعات الاقتصادية المثيرة للشك ستستمر الصين في السعي إلى إعادة التوازن إلى الاقتصاد الكلي.

ومن المرجح أن تعتمد السلطات على مزيج من التوسع في السياسة النقدية والمالية والتركيز بشكل أكبر على دعم الاستهلاك بدلاً من الاستثمار، وسوف يؤثر تباطؤ النمو في الصين على الاقتصادات الناشئة والنامية، ولكن ليس بشكل كبير.

حرب أوكرانيا

توقع انخفاض الدعم المادي والمالي الغربي لجهود الحرب في أوكرانيا بسبب القيود الاقتصادية والسياسية، مرجحاً جموداً واضحاً على خط الجبهة طيلة عام 2024، إلا أنه استبعد التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين موسكو وكييف أو إجراء مفاوضات جوهرية.

ومن غير المرجح أن يحقق أي من الجانبين مكاسب كبيرة في ساحة المعركة في عام 2024 بسبب القيود المفروضة على الموارد والقوى البشرية وسط تزايد التخندق على طول خط المواجهة.

ورجح أن تواصل موسكو محاولات تطويق المعاقل الأوكرانية على طول خط المواجهة لتصوير دعم إدارة الرئيس جو بايدن لأوكرانيا على أنه فاشل والإضرار بحظوظه في إعادة انتخابه لولاية رئاسية جديدة عام 2024. فيما ستحاول أوكرانيا تحقيق مكاسب تكتيكية لإقناع الغرب بأن لديها ما يكفي من الدعم.

انتخابات تايوان

من شأن الفوز المحتمل لوليام لاي المرشح عن الحزب الديمقراطي التقدمي ونائب رئيسة تايوان في الانتخابات الرئاسية التي تجري في البلاد في الـ13 من يناير القادم أن يؤدي إلى ردود فعل صينية، قد تشمل قيام بكين في أعقاب الانتخابات أو بعد تنصيبه رئيساً في مايو، بإطلاق مناورات عسكرية بالذخيرة الحية بالقرب من تايوان. ويمكن للصين أن تعلق جزئياً اتفاقية إطار التعاون الاقتصادي عبر المضيق، ما سيزيد الرسوم الجمركية على البضائع التايوانية مثل البتروكيماويات والمنسوجات ولكن ليس على الرقائق أو غيرها من الأجهزة الإلكترونية المتطورة، التي تحتاجها الصين لتنميتها الصناعية.

جمود سياسي في أوروبا

ووفق رؤية الموقع، فأكبر دول أوروبا ستشهد اضطرابات سياسية طوال 2024، مع وجود نزاعات متكررة داخل التكتل في ألمانيا وإيطاليا وصعوبة التعايش بين الحكومة والبرلمان في فرنسا، أما ألمانيا فستواجه الحكومة الائتلافية المنقسمة صعوبات متزايدة في تنفيذ التشريعات مع تنامي الانقسامات الداخلية.

انتخابات جنوب أفريقيا

رجح أن تؤدي حالة عدم اليقين السياسي قبل الانتخابات العامة إلى تفاقم مخاطر الاضطرابات والحد من احتمالات الإصلاح في جنوب أفريقيا، وقد يؤدي تراجع شعبية حزب المؤتمر الوطني الأفريقي إلى خسارته لأغلبيته البرلمانية، الأمر الذي من شأنه أن يؤخر تنفيذ الإصلاحات التي تشتد الحاجة إليها.

الانتخابات الهندية

وحسب ستراتفور، فإنه من المرجح أن يفوز حزب بهاراتيا جاناتا الذي يتزعمه رئيس الوزراء ناريندرا مودي بالانتخابات العامة، إذ لا تزال شعبية الحزب مرتفعة. وفي الفترة التي تسبق التصويت، من المرجح أن تشتد حدة الخطاب الانتخابي المحيط بالقضايا الدينية والعرقية والطائفية، إذ يؤدي الخطاب القومي الهندوسي لحزب بهاراتيا جاناتا إلى تفاقم الانقسامات الدينية، مما قد تتمخض عنه زيادة احتمال في حوادث العنف عبر الولايات الهندية.