نفق قبالة غلاف غزة تقول إسرائيل أنها اكتشفته بعد نحو 60 يوماً على الاجتياح البري.
نفق قبالة غلاف غزة تقول إسرائيل أنها اكتشفته بعد نحو 60 يوماً على الاجتياح البري.
-A +A
«عكاظ» (غزة) okaz_online@
كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، في تحقيق استقصائي، أن الجيش الإسرائيلي فشل في كشف الأنفاق الهجومية التي حفرتها حركة حماس باتجاه مستوطنات «غلاف غزة» ضمن التحضيرات لمعركة «طوفان الأقصى».

وتحت عنوان «الأضواء الحمراء لم تُضأ، اكتشفت إسرائيل متأخراً معكرونة الأنفاق»، تحدث التحقيق عن الإخفاق في كشف الأنفاق الهجومية باتجاه غلاف غزة التي واصلت حماس حفرها في مارس 2023، ضمن التحضيرات للهجوم المفاجئ، دون أن تكتشف الأجهزة الأمنية الإسرائيلية الحفريات.


ولفتت إلى خطأ آخر يضاف إلى سلسلة الإخفاقات وسيُطرح حتماً على طاولة لجنة التحقيق، إذ اعتقدت إسرائيل أن حماس لا تستطيع عبور السياج تحت الأرض، وأضافت أن المسار السري (شبكة الأنفاق) أو كما يسميه خبراء الجيش «معكرونة حماس»، الذي يلعب دوراً رئيسياً في أحداث غزة، يطمح الجيش الإسرائيلي في تفكيكه، أو على الأقل، تفكيك جزء كبير منه في وقت قصير.

ونقلت الصحيفة عن أحد المطلعين على سير الحرب مطالبته في اجتماع لكبار ضباط الجيش، بالتوقف عن الحديث عن الحرب فوق الأرض وتحتها، لأنه «من الواضح أن عدونا تحتها وهذا هو مكان الحملة، وأية محاولة للقول إننا انتصرنا وسيطرنا فوق الأرض لا تعكس الوضع حقّاً».

وبحسب «يديعوت أحرونوت»، فإنه تم تفريغ التقديرات الإسرائيلية بخصوص شبكة الأنفاق من مضمونها، وأنه بالأيام الأولى للحرب على غزة تم اكتشاف ما خططت حماس لفعله في نفق قرب معبر بيت حانون «إيرز»، والذي دُعي الصحفيون إلى توثيقه قبل تفجيره.

وفيما يتعلق بالتقدير الإسرائيلي بشأن طول شبكة الأنفاق، تبين من خلال تحقيق الصحيفة أنه لم يكن ناجحاً، ويُقدر الجيش الإسرائيلي أن لدى حماس ما بين 500 إلى 600 كيلومتر من الأنفاق تحت غزة.

وأكد التحقيق أن الإخفاق في تقييم شبكة الأنفاق لم يكن من حيث الطول فحسب، بل أيضاً من حيث العرض والعمق وقوة التحصينات وكمية احتياطي الوقود والغذاء والمياه المخزنة فيها، وبالتالي طول الفترة الزمنية التي يمكن لمسلحي حماس أن يقضوها فيها، بحسب التحقيق ذاته.

وأفصح التحقيق الاستقصائي أن إسرائيل لم تعرف العدد الكبير من الأبواب الجانبية التي صُممت لوقف أية محاولة لتفجير الأنفاق، ومقدار خطوطها المتعرجة والتغييرات المفاجئة في الاتجاهات بمسارها.

وعزا طريقة تصميم الأنفاق إلى توصّل خبراء الحفر التابعين لحماس إلى استنتاج أن هذه التعرجات والتغييرات المفاجئة بها ستصعّب على الجيش الإسرائيلي اكتشافها وتدميرها.

ولفت إلى أن الجيش الإسرائيلي أقر بمدى صعوبة تفجير الأنفاق واكتشافها دون تعريض جنوده للخطر، وضمان تدميرها دون انهيار أحياء سكنية بأكملها، وهو ما يشير إلى أن المؤسسة الأمنية أهملت شبكة الأنفاق بغزة وبدت وكأنها مشكلة قد حُلت، بمجرد أن أُغلق السياج الأرضي بوجه الأنفاق الهجومية المؤدية إلى إسرائيل.

وقالت الصحيفة إن الجيش الإسرائيلي يخطط لوضع خطة عمل لمدة تصل إلى عامين «لتفكيك الأنفاق»، «لكن الخطة صيغت بشكل ضبابي وغامض، خصوصاً بكل ما يتعلق بتعميق السيطرة الإسرائيلية بالقطاع، وهو ما لن يتحقق بسبب المعارك والضغوطات الدولية، ما سيدفع الجيش للانسحاب إلى السياج الأمني، وبالتالي عدم إنجاز الخطة».