توقفت فجأة «لعبة» الردود العسكرية المتبادلة بين إيران وإسرائيل، وعاد الحديث عن رفع منحى التصعيد الحدودي مع لبنان وتوسيع رقعة المواجهات في الضفة الغربية.
فكيف ولماذا توقفت لعبة الردود المتبادلة؟.
إن حالة الإنكار التي مارستها إيران وإسرائيل بعد «الرد على الرد»، إذ لم يصدر عن تل أبيب تعليق رسمي بعدما استهدفت قاعدة جوية في أصفهان ليل ١٤ أبريل، ونفي طهران لاحقاً في بيان حصول هجوم صاروخي أو وقوع أي هجوم من خارج البلاد، وأعلنت استئناف المطارات لحركتها الطبيعية.
وفي هذا السياق، يرى مراقبون أن الردود المدروسة والمحسوبة التي تبادلها إيران وإسرائيل وآخرها حالة الإنكار التي مارساها، أتاحت لكلا الطرفين التراجع خطوة إلى الوراء أي ما قبل حافة الهاوية.
فإيران ترى من وجهة نظرها أنها رغم ردها المدروس، فرضت واقعاً إستراتيجياً جديداً باستهدافها (قاعدة نفاتيم الجوية في صحراء النقب) رداً على القصف الإسرائيلي لقنصليتها في دمشق، وتالياً رسالة لمحورها بأنها لا تختبئ خلف حلفائها في المنطقة.
هذا من جهة، ومن جهة ثانية لعبت الرسائل الإيرانية التي أرسلتها إلى الولايات المتحدة عبر سويسرا وعمان، وإلى إسرائيل عبر روسيا، (دوراً في خفض منسوب التوتر)، بعد تأكيدها أنها لا تريد التصعيد، وأنها تدرك أن خوض حرب حقيقية سيرتب عليها المزيد من الضغوطات الاقتصادية التي تواجهها مع استمرار العقوبات الأمريكية، فضلاً عن تهديد صادراتها النفطية التي عادت في السنوات الأخيرة إلى المستوى الذي كانت عليه عام 2018.
وبالنسبة لإسرائيل، فقد نفذت هجوماً محدوداً ومدروساً ومنسقاً مع الأمريكيين الذين كانوا على علم مسبق بحجم وتفاصيل الضربة المصممة بطريقة لا تستدعي رداً إيرانياً فورياً ولا تُشعل حرباً إقليمية.
فإسرائيل التي هاجمت القنصلية الإيرانية في دمشق من دون إعلام واشنطن مسبقا، لن ترتكب هذا الخطأ مرة ثانية، وحرصت على وضع إدارة بايدن مسبقاً في صورة قرارها، كما أخذت بعين الاعتبار تحالفاتها الدولية التي سارعت لمساندتها في صد المسيرات الإيرانية التي استهدفتها،
وهو ما وضعه المراقبون وفي مقدمتهم المحلل في مركز (ميتفيم) الإسرائيلي للأبحاث يوناتان توفا، في خانة خفض التصعيد، خصوصا أن الرد الإسرائيلي كان مدروساً.
وأكدت هذه النظرية المسؤولة السابقة عن سياسات الشرق الأوسط في وزارة الدفاع الأمريكية دانا سترول، عندما قالت: من الواضح أن الهدف من الضربة عدم تصعيد الموقف أكثر، وإذا ما قررت كل جهة أن مزيداً من الجولات المتبادلة ليس في مصلحتها، عندها يمكن إقفال هذا الفصل على الأقل حالياً.
أما الموقف الغربي الذي لعب دوراً أساسياً في تراجع الأطراف عن حافة الهاوية، فيرى المراقبون أن المخاوف من التهديدات النووية، كانت السبب في ذلك.
بعد عودة الجميع للوقوف خلف حافة الهاوية وتجنيب المنطقة حرباً شاملة وعلى الرغم مما قدمه الأمريكيون والأوروبيون من عروض ومقترحات بشأن زيادة العقوبات على إيران وتصنيف حرسها الثوري منظمة إرهابية، والسعي إلى عزلها دوليا وبناء تحالف دولي ضدها، إلا أن ذلك لا يبدو كافياً لثني إسرائيل عما تسميه «تأديب طهران» هذه المرة عبر استهداف وكلائها في المنطقة، مثل حزب الله في لبنان، أو مواقع الإمدادات العسكرية في سورية، وهو ما أكد عليه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في الساعات القليلة الماضية (ليل الأحد) حين قال: «نحن مصممون على مواصلة إيذاء حزب الله ودفعه نحو الشمال والسماح لسكان الشمال بالعودة».
فيما قال الوزير في حكومة الحرب بيني غانتس: «إن جبهة لبنان تفرض التحدي الأكبر علينا وتستوجب التعامل العاجل معها، ونحن نقترب من ساعة الحسم في الجبهة الشمالية على الحدود مع لبنان».
فكيف ولماذا توقفت لعبة الردود المتبادلة؟.
إن حالة الإنكار التي مارستها إيران وإسرائيل بعد «الرد على الرد»، إذ لم يصدر عن تل أبيب تعليق رسمي بعدما استهدفت قاعدة جوية في أصفهان ليل ١٤ أبريل، ونفي طهران لاحقاً في بيان حصول هجوم صاروخي أو وقوع أي هجوم من خارج البلاد، وأعلنت استئناف المطارات لحركتها الطبيعية.
وفي هذا السياق، يرى مراقبون أن الردود المدروسة والمحسوبة التي تبادلها إيران وإسرائيل وآخرها حالة الإنكار التي مارساها، أتاحت لكلا الطرفين التراجع خطوة إلى الوراء أي ما قبل حافة الهاوية.
فإيران ترى من وجهة نظرها أنها رغم ردها المدروس، فرضت واقعاً إستراتيجياً جديداً باستهدافها (قاعدة نفاتيم الجوية في صحراء النقب) رداً على القصف الإسرائيلي لقنصليتها في دمشق، وتالياً رسالة لمحورها بأنها لا تختبئ خلف حلفائها في المنطقة.
هذا من جهة، ومن جهة ثانية لعبت الرسائل الإيرانية التي أرسلتها إلى الولايات المتحدة عبر سويسرا وعمان، وإلى إسرائيل عبر روسيا، (دوراً في خفض منسوب التوتر)، بعد تأكيدها أنها لا تريد التصعيد، وأنها تدرك أن خوض حرب حقيقية سيرتب عليها المزيد من الضغوطات الاقتصادية التي تواجهها مع استمرار العقوبات الأمريكية، فضلاً عن تهديد صادراتها النفطية التي عادت في السنوات الأخيرة إلى المستوى الذي كانت عليه عام 2018.
وبالنسبة لإسرائيل، فقد نفذت هجوماً محدوداً ومدروساً ومنسقاً مع الأمريكيين الذين كانوا على علم مسبق بحجم وتفاصيل الضربة المصممة بطريقة لا تستدعي رداً إيرانياً فورياً ولا تُشعل حرباً إقليمية.
فإسرائيل التي هاجمت القنصلية الإيرانية في دمشق من دون إعلام واشنطن مسبقا، لن ترتكب هذا الخطأ مرة ثانية، وحرصت على وضع إدارة بايدن مسبقاً في صورة قرارها، كما أخذت بعين الاعتبار تحالفاتها الدولية التي سارعت لمساندتها في صد المسيرات الإيرانية التي استهدفتها،
وهو ما وضعه المراقبون وفي مقدمتهم المحلل في مركز (ميتفيم) الإسرائيلي للأبحاث يوناتان توفا، في خانة خفض التصعيد، خصوصا أن الرد الإسرائيلي كان مدروساً.
وأكدت هذه النظرية المسؤولة السابقة عن سياسات الشرق الأوسط في وزارة الدفاع الأمريكية دانا سترول، عندما قالت: من الواضح أن الهدف من الضربة عدم تصعيد الموقف أكثر، وإذا ما قررت كل جهة أن مزيداً من الجولات المتبادلة ليس في مصلحتها، عندها يمكن إقفال هذا الفصل على الأقل حالياً.
أما الموقف الغربي الذي لعب دوراً أساسياً في تراجع الأطراف عن حافة الهاوية، فيرى المراقبون أن المخاوف من التهديدات النووية، كانت السبب في ذلك.
بعد عودة الجميع للوقوف خلف حافة الهاوية وتجنيب المنطقة حرباً شاملة وعلى الرغم مما قدمه الأمريكيون والأوروبيون من عروض ومقترحات بشأن زيادة العقوبات على إيران وتصنيف حرسها الثوري منظمة إرهابية، والسعي إلى عزلها دوليا وبناء تحالف دولي ضدها، إلا أن ذلك لا يبدو كافياً لثني إسرائيل عما تسميه «تأديب طهران» هذه المرة عبر استهداف وكلائها في المنطقة، مثل حزب الله في لبنان، أو مواقع الإمدادات العسكرية في سورية، وهو ما أكد عليه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في الساعات القليلة الماضية (ليل الأحد) حين قال: «نحن مصممون على مواصلة إيذاء حزب الله ودفعه نحو الشمال والسماح لسكان الشمال بالعودة».
فيما قال الوزير في حكومة الحرب بيني غانتس: «إن جبهة لبنان تفرض التحدي الأكبر علينا وتستوجب التعامل العاجل معها، ونحن نقترب من ساعة الحسم في الجبهة الشمالية على الحدود مع لبنان».