الكفيف مهند يرمي نظارته السوداء.. ومنيرة: انتظروني وزيرة

أشعل الموهوبون السعوديون حماسة الحاضرين في اليوم الأول من منتدى مسك العالمي، ولقيت تجاربهم إعجاب المشاركين في أعمال الدورة الأولى التي انطلقت أمس تحت شعار «القادة الشباب معا».، بمشاركة شخصيات قيادية من وزراء ومسؤولين رفيعي المستوى وخبراء ورياديي أعمال من 65 دولة حول العالم، في مقدمتهم مؤسس شركة مايكروسوفت «بيل غيتس»، الذي أشاد عبر النقل التلفزيوني بأهمية مثل هذه المنتديات ودور التقنية المؤثر في بناء مستقبل مشرق للمملكة، واصفًا منتدى مسك العالمي بالخطوة الرائدة والجبارة في سبيل تحقيق التقنية الحديثة والاستفادة منها، بالتركيز على أهمية صناعة مجتمع مبدع يجيد الابتكار ويملك القدرة على التفكير الابتكاري، فضلا عن تنمية المهارات في هذا الشأن، ودعم التوجهات الوطنية المستقبلية المنطلقة من رؤية تؤمن بأهمية مواكبة عالم تقني ذي طبيعة متغيرة باستمرار.

وأثنى على اهتمام الشباب السعودي بالابتكار وحضورهم فعاليات منتدى مسك، مشيداً برؤية المملكة 2030، التي ستكون الدافع والمطور والخادم لهؤلاء الشباب، لاسيما أنهم يشكلون الغالبية المتعلمة التي يعتمد تطبيق الرؤية عليهم، إذ إن لديهم طاقات وإمكانات ليكون لهم وقع وتأثير.

المدير التنفيذي لشركة سيمنس (SIEMENS) جو كايسر تحدث عن جملة من الأساليب الجديدة للوصول لبيئة مثالية يمكن للمجتمع من خلالها غرس التفكير الابتكاري لدى النشء، مشيراً إلى بيئة المملكة باتت قادرة على تحفيز وغرس التفكير الابتكاري والإبداعي لدى شبابها من الجنسين.

وأكـد كايسر أن المملكة بمقدورها الوصول لمكانة كبيرة على مستوى العالم في كثير من المجالات، علاوة على حضورها الحالي، وتستطيع مضاعفة هذا الحضور المتميز بامتلاكها مقومات وفيرة تنتظر التركيز على الابتكار بوصفه هدفاً إستراتيجياً يجب العمل على دعمه وتحفيزه ومنحه العناية.

ونوه بالأهداف التي تضمنتها رؤية المملكة 2030 بشكلٍ عام، لاسيما الأهداف التي تُعنى بالابتكار والعناية به، بما في ذلك البحث عن وسائل وأدوات متنوعة تضمن استمرارية تطويره، عاداً التعاون مع كيانات عالمية رائدة ومتمرسة ومتخصصة في توفير حاضنات للابتكار، أحد أهم هذه الأدوات

تجارب حية

المهندس السعودي الكفيف مهند أبو دية تحدث عن تجربته المليئة بالكثير من الدروس، مشيراً إلى أن ست كلمات قالها الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، كانت بمثابة الحافز لطموحه الذي جاراه فيه «توماس أدسون» صاحب الألف ابتكار، وقال أبو دية مؤسس ورئيس مركز استرلاب سنتر، «تعرضت لحادث دهس أدى إلى فقداني بصري وساقي اليمنى، فحملت بطاقة معاق، وحملت معها على ظهري حلما كبيرا»، ولكن رغم ما تعرض له إلا أنه بدأ في مواصلة مشواره الذي يتلخص في تقديم دورات لأكثر من مليون شخص محترف، بعد أن كان طموحه تسجيل مليون ابتكار.

وتقدم لدراسة البكالوريوس والماجستير، في تخصص هندسة وإدارة الأعمال، وعند تخرجه لم يجد وظيفة الأمر الذي دعاه إلى افتتاح مؤسسة خاصة به وقام بتعيين نفسه «مديرا كبيرا» -حسب وصفه.

وقال إنه بعد هذا المنتدى العالمي، يجب أن لا تكون هناك نظارة سوداء على عينيه وقام بخلع نظارته ورماها على الأرض، وهو الذي ظل يضعها في وقت سابق منذ أن أصيب بالعمى.

وقالت مؤسسة شركة «Yatooq» لطيفة الوعلان، إنها قبل خمس سنوات دشنت مؤسسة متخصصة في صناعة القهوة العربية، وحصلت على براءة اختراع، مؤكدة أن 40% من إنتاج المؤسسة يتم تصديره إلى خارج المملكة، و90% من السيدات على خط الإنتاج هم نساء سعوديات.

وسرد القاص والمدون البراء العوهلي، تجاربه في تدوين القصص الصغيرة، التي بدأها منذ نحو 10 أعوام من خلال توثيق تفاصيل الحياة اليومية، وبعد أن وجد نفسه متخما بكم هائل من المعلومات بدأ يفكر في طريقة أخرى تمكنه من الاستفادة من هذه المعلومات، ومشاركتها مع المجتمع والناس.

وقالت المدير التنفيذي لشركة «إمكان» الدكتورة منيرة جمجوم، إنها عندما كانت مراهقة كانت تعشق التعليم لكنها تكره المدرسة، وبدأت تفكر في طريقة لحل مشكلة التعليم وقررت أن تكون وزيرة للتعليم.

وأوضحت جمجوم أنه عندما كان عمرها 16 عاماً، أخبرت والدها بهذا الطموح، وبدأت في تخطيط حياتها على هذا الأساس، إذ عملت معلمة ثم أكاديمية في الجامعة ثم ألفت كتابا بعنوان «خواطر جريئة عن التعليم في السعودية».

وقالت جمجوم: «لا تسأل نفسك كيف تريد أن تكون، بل اسأل نفسك ما هي المشكلة التي تريد حلها، ثم ما هي المعرفة التي تحتاجها لحل هذه المشكلة؟».