A_Bawazier@
Fatimah_a_d@
salkhashrami@
هاجم الشيخ عبدالمحسن العباد خطوة تعيين الدكتورة دلال نمنقاني عميدة لكلية الطب في جامعة الطائف، ووصف الخطوة بـ«حدث خطير يترتب عليه شر مستطير»، وبدا العباد ممتعضاً من كثير من الخطوات التطويرية في البلاد، وصاحب امتعاضه اتهامات تخوين بالجملة.
واتهم العباد -لا يأذن بتصويره إلا لبطاقة شخصية أو جواز سفر ولا يسمح بنشر صوره- وزير التعليم أحمد العيسى ومدير جامعة الطائف بـ«الإساءة للشعب السعودي المحافظ وإلى الدولة»، فيما عد الخطوة «تعاونا بين الوزير والمدير على الإثم والعدوان»، وأنها تتنافى مع الأمانة وتدل على الخيانة. وبدا العباد مرتاباً من القرار، لزعمه أنه «يسهل الاختلاط ويلغي الشاشات المغلقة»، فيما استمر العباد في التعبير عن ارتيابه قائلا: «إن هذا الحدث الذي نشرت تفاصيله «عكاظ» كارثة أخلاقية عظمى تنذر بشر وبلاء عظيم إن لم تُتدارك بإلغاء الوزير قراره الجائر، وإن لم يفعل فما أحسن وما أجمل أن يظفر هو ومدير الجامعة بإقصائهما من عملهما وإذاقتهما مرارة العزل من وظيفتيهما».
مطامع تغريبية
وفي الأمس الأول، انتقد العباد توصية ثلاثة أعضاء من مجلس الشورى (عطا السبيتي، ولطيفة الشعلان، واللواء علي التميمي) التي تتضمن دمج هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع وزارة الشؤون الإسلامية، واصفاً التوصية بـ«مطامع تغريبية» لزوال الهيئة، ما اعتبره أحد الأعضاء في المجلس تشهيراً صريحاً.
نائبة وزير
وللشيخ العباد مواقف مناوئة من تسلم المرأة السعودية مناصب قيادية، فبعد تعيين نورة الفايز نائبا لوزير التربية والتعليم لشؤون البنات، إذ هاجم الخطوة ورأى فيها مفاجأة لكل مسلم ناصح، وكتب العباد كلمة قبل ستة أعوام بعنوان «خطر التوسع في الابتعاث على بلاد الحرمين»، وانتقد فيها تعيين وزارة التعليم العالي لامرأة ملحقاً في إحدى سفارات السعودية، ورأى أن في تعيينها دليلا على زيادة «عدم فلاح المبتعثين».
واتهم العباد وزارة التعليم العالي آنذاك بإضعاف الجامعات الإسلامية بعد موافقتها استحداث كليات علمية ما يراها العباد «كليات دنيوية».
الحقوق والقانون
واعتبر افتتاح كليات للحقوق والقانون من أعظم المنكرات وأبطل الباطل، وعد اهتمام وزير التعليم وحرصه الشديد على تدريس اللغة الإنجليزية في جميع سنوات الدراسة الابتدائية من «التطوير المذموم»، وقبل ثلاثة أعوام نشر الشيخ مقالة مطولة انتقد فيها أغلب المؤسسات الحكومية واتهمها بالتغريب.
الانتخابات والمرأة
لا تنتهي مواقف العباد المتصلبة من الخطوات التطويرية، وبدا في خطاباته رافضا تمكين المرأة من المناصب القيادية وتعليمها وابتعاثها، حتى أنه يرى عدم جواز دخول المرأة العملية الانتخابية كناخبة ومرشحة، مستدركاً في إحدى رسائلها «إن حصلت البلوى (السماح بدخولهن للانتخابات)، فلا تنتخب غيرها ولا ينتخبها غيرها؛ لما في ذلك من الاختلاط المحرم، ولما في ذلك أيضاً من ولاية النساء على الرجال».
ويرى في كتيب «لماذا لا تقود المرأة السيارة»، أن الواجب منع النساء من الاختلاط بالرجال ومشاركتهم في الأعمال أو في لجان أو أندية أو منتديات.
واعتبر الشيخ العباد أن وضع صورة المرأة على بطاقة الهوية الوطنية وسيلة لـ«هتك الحجاب»، مستدلاً بأن الأيادي تتداولها وقد يطمع فيها من «في قلبه مرض».
ولا ينفك هاجس المؤامرة عند الشيخ العباد في تناول ملف الابتعاث، فالرجل يصف برنامج الابتعاث وسيلة لزيادة عدد «المستغربين»، مشيراً إلى أن الذين ابتعثوا في السابق وسلموا من الفتن قلة، و«القلة لا حكم لهم».
وبدت وجهة نظر الشيخ المتصلبة والمصاحبة بالتهم ومؤامرة «التغريب» نشطة في موقعه الشخصي على الإنترنت، حتى أنه في الشهر الجاري أصدر أربعة بيانات غصت مساحاتها بالتهم والتنديد بـ«المؤامرة».
قاضٍ سابق: حكم على المقاصد التي محلها القلب!
اعتبر القاضي السابق نصر اليمني أن بيان الشيخ عبدالمحسن العباد منقوض من الشريعة، إذ إن القرآن امتدح ملكة سبأ وهي ملكة على جميع الشعب، كما أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب هو من عيّن امرأة تراقب الأسواق على الرجال والنساء، كما أن أمهات المؤمنين كعائشة تولت التعليم، وروى عنها البخاري ورجال، وهو منصب شرعي افتاء وتعليم للناس. واستفهم اليمني في حديثه إلى «عكاظ» عن المانع من تعيين امرأة تتميز بالكفاءة كعميدة في جامعة، خصوصا أن هذا المنصب ليس منصبا شرعيا بل منصب علمي وعملي وهو ما يعد من واجباتها، مشددا في الوقت نفسه على أن ما استدل به العباد من أدلة «ليست إلا في ذهنه بقوله إن تعيين المرأة سيتسبب في حدوث منكرات».
وقال اليمني إن «العباد بقوله حكم على المقاصد التي محلها القلب، ولا يجوز أن يتهم المسلمين في مقاصدهم وفكرهم».
25 امرأة في منصب وكيلة كلية
فيما رفضت جامعة الطائف التعليق على اتهامات الشيخ عبدالمحسن العباد، كشف مصدر مسؤول عن بلوغ عدد الأكاديميات في المناصب القيادية (وكيلات الكليات في جامعة الطائف) 25 أكاديمية، و43 أكاديمية يعملن في منصب نائب رئيس قسم في الطائف دون الفروع.
وأكد المصدر (فضل عدم ذكر اسمه) لـ«عكاظ» بلوغ إجمالي عدد الطالبات في التخصصات الطبية أكثر من 1894 طالبة، إذ تضم كلية الطب 406 طالبات، فيما يحتضن التحضيري «مسار صحي» أكثر من 550 طالبة، وتدرس 360 طالبة في الصيدلة، و65 طالبة في «تقنية حيوية امتياز».
وقال المصدر إن الجامعات السعودية تسعى لتطبيق رؤية المملكة 2030 في تمكين المرأة من المناصب القيادية، ودعمها في البحث العلمي.
وحققت المرأة السعودية إنجازات علمية كبيرة على مستوى العالم، ويشير مراقبون إلى أن برنامج الابتعاث استطاع أن يخرج كفاءات علمية وأكاديمية متمكنة في البحث العلمي وتمتلك أدوات صناعة الفارق.
ولفت المصدر إلى أن القيادات النسائية كثيرة في جامعة الطائف، مستشهداً بأن «كلية العلوم تضم خمس قيادات نسائية، وست أكاديميات يجلسن على مناصب قيادية في كلية التصاميم، 10 في كلية الطب، 6 في كلية العلوم الطبية، 5 في كلية التربية و3 في كلية الآداب».
.. وعضو شورى: شتم ينهى عنه الإسلام وتحرّمه الأنظمة
رفض عضو مجلس الشورى الدكتور محمد الخنيزي بيان الشيخ عبدالمحسن العباد. وأكد مضي المملكة قدما لتحقيق رؤية 2030 لتكون في مصاف الدول العالمية، مشيرا إلى أن تعيين المرأة ذات الكفاءة العالية هو ما تهدف له البلدان المتقدمة «حتى أنها تستقطب كفاءات عالية دون النظر إلى جنس صاحب الكفاءة رجلا كان أم امرأة».
واعتبر الخنيزي في حديثه إلى «عكاظ» أن تعيين امرأة سعودية عميدة في كلية الطب بجامعة الطائف «لم يكن إلا لما رأته الجامعة فيها من كفاءة»، مشددا على كفاءة المرأة.
واستشهد بتعيين سيدات في التاريخ الإسلامي في مناصب رفيعة. واعتبر الشيخ العباد «مستبقا للأحداث ومفترضا لوقوع السيئ رغم قرارات المملكة المتوازنة، وأن السعودية لن تسمح بحال من الأحوال بمخالفة الشريعة، فهي تعي جيدا مكانتها الدينية». وأضاف: «تولي المرأة للمنصب لا ينافي الدين والشرع بل إن التعيين يعد خطوة مباركة ويزيد من التعليم وكفاءته وكذلك قدرة المرأة»، لافتا إلى أن أكثر من نصف المنتمين للجامعات سواء كانوا طلبة أو أعضاء هيئة تدريس من النساء «فكيف يعاب أن تتولى القيادة امرأة كجزء من التنمية؟».
واستذكر الخنيزي دخول المرأة في مجلس الشورى للمرة الأولى في دورته السادسة، مؤكدا أن تعيينها ساهم في رقي التوصيات المقدمة في المجلس.
وقال إن عمادة كلية الطب منصب أكاديمي بحت، والطلاب والطالبات سيتولون أعمالهم في عدد من المجالات الطبية والعلمية، ولا يوجد بالنظام ما يمنع أن توكل عمادة الكلية إلى امرأة، معاودا التشديد على أحقية الجامعة والعميدة التقدم للجهات المختصة للنظر في المخالفة التي ذكرها «العباد» سواء بالسب أو الشتم أو اللمز التي نهى عنها الإسلام وحرمته الأنظمة.
العميم لـ«عكاظ» : بيانه كارثي وعلمه بالدين ينافس علمه بالدنيا
رأى الكاتب والباحث السعودي علي العميم في بيان الشيخ عبدالمحسن العباد أن «ما كان كارثة حقيقية، وما زالت بقاياها مستمرة، هي عدم تطوير وتحديث عقلية وذهنية وثقافة أعضاء السلك الديني، بحيث يكونون أبناء زمانهم ومجايلين لعصرهم ومواكبين للمستجدات والحوادث الجديدة فيه، وبمستوى التحديات التي واجهها العالم الإسلامي وواجهتها السعودية بصورة خاصة».
واعتبر العميم في معرض رده على العباد أن الشيخ عبدالمحسن هو «من تلك البقية الباقية، فهو ما زال يعيش ويفكر بمعزل عن زماننا وخارج عصرنا منذ منتصف القرن الماضي وإلى يومنا هذا».
وقال العميم إن الشعور بهذه المعضلة كان منذ وقت بعيد، ما جعل الاعتماد في ستينات القرن الماضي وسبعيناته، «على علماء دين ومثقفين دينيين من العالم العربي ويجعهلم المتصدرين للواجهة الدينية في الداخل والخارج، وهم المحيطون برجال السلك الديني المحليين، خاصة ذوي الشأن الإداري لتليين موقفهم من الحياة الحديثة»، عازيا الأمر إلى «شرعنة قبول بعض مظاهر الحضارة الحديثة كالإذاعة والتلفاز وتدريس العلوم التطبيقية...إلخ، ولمجابهة الأفكار الحديثة كالقومية والاشتراكية والشيوعية وحقوق المرأة بردود دينية معقولة».
وأشار العميم إلى أنه «قد لوحظ أن آراء بعض رجال الدين المُبرَزين في الداخل، كانت عرضة للتندر والسخرية في الصحافة المصرية إبان فترة حكم جمال عبدالناصر للسبب الذي ذكرته في أول كلامي».
وطرح العميم سؤالا على العباد قائلا «بماذا يختلف تلكؤ رجال مؤثرين في طبقتكم في إقامة تعليم نظامي للذكور في بلادنا، ومعارضتكم لتعليم البنات فيها، ولأمور عديدة يطول سردها عن اعتراضك الصاخب على تعيين وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى الدكتورة دلال نمنقاني عميدة لكلية الطب في جامعة الطائف؟ وفي الأمرين الأولين اللذين ذكرتهما: أيهما كانا إلى جانب الصواب وأيهما كان في ركاب الخطأ، الحكومة والذين كانوا معها من العصريين أم بعض رجال طبقتكم؟».
وقال العميم «إنك -يا شيخ- من دون أن تقصد ادعيت أنك تمثل الشعب السعودي، كل الشعب السعودي، حيث قلت، (إن تعيين وزير التعليم للعميدة بترشيح من مدير الجامعة إساءة بالغة للشعب السعودي المحافظ على الأخلاق والآداب الشرعية)». واختلف العميم مع الشيخ عبدالمحسن بقوله «أنا اختلف معك في هذا الادعاء، فأنت لا تمثل إلا نفسك وفئة قليلة من المشايخ، والدليل الساطع على ذلك، هو (التنبيه) المثبت على رأس الموقع الرسمي الخاص بك ونصه الآتي: (تنبيه بتاريخ 27 شعبان 1436 من عبدالمحسن بن حمد العباد البدر:
لم يسبق أن أذنت بتصويري إلا في البطاقة الشخصية أو جواز السفر، ولا أسمح لأحد بتصويري ولا نشر صور لي».
وقال العميم إن «كثرة من المشايخ -حتى المغالين منهم- يأذنون بتصويرهم لغير البطاقة الشخصية وجواز السفر، ولا يرونه يتعارض «والمحافظة على الأخلاق والآداب الشرعية»، وذهب العميم إلى أن الشيخ عبدالمحسن يعد تعيين الدكتورة دلال محيي الدين نمنقاني «إساءة للدولة السعودية التي قامت على تحكيم الكتاب والسنة، وحصل لها ذلك البقاء والاستمرار في ولاية الغالبية العظمى من جزيرة العرب»، ويعلق العميم «ويعرف كثيرون منا أن ثمة دولا تنافس السعودية في مساحتها الجغرافية وأخرى تفوقها بكثير في مساحاتها الجغرافية، وهي باقية ومستمرة، فهل هي -وفقا لتفسيره- تحتكم للكتاب والسنة؟!». وأضاف «الشيخ في بيانه واعتراضه (الكارثي) يحرض السلطة على فئة من المجتمع يسميهم بالتغريبيين، تحريضا سافرا وممجوجا. ومن حق هذه الفئة أن تعامله بالمثل وتكمل الآية التي اقتضبها في استشهاده على النحو الآتي «إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها»، وتتمتها هو قوله تعالى «وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل»، مشددا على أن هذه «الآية التي أتى بها على نحو مقتضب ومجتزأ لغرض في نفسه، والآية الأخرى التي أتى بها كاملة، نعلم حتى من غير الرجوع إلى كتب التفسير أنه ساقهما في غير موضعهما، وأنه أتى بهما كيفما اتفق. ليته لم يقحمهما في اعتراضه، لكي لا يأتي مغرض، ويقول عنه: إن علم الشيخ بالدين ينافس علمه في الدنيا في الضعف».
Fatimah_a_d@
salkhashrami@
هاجم الشيخ عبدالمحسن العباد خطوة تعيين الدكتورة دلال نمنقاني عميدة لكلية الطب في جامعة الطائف، ووصف الخطوة بـ«حدث خطير يترتب عليه شر مستطير»، وبدا العباد ممتعضاً من كثير من الخطوات التطويرية في البلاد، وصاحب امتعاضه اتهامات تخوين بالجملة.
واتهم العباد -لا يأذن بتصويره إلا لبطاقة شخصية أو جواز سفر ولا يسمح بنشر صوره- وزير التعليم أحمد العيسى ومدير جامعة الطائف بـ«الإساءة للشعب السعودي المحافظ وإلى الدولة»، فيما عد الخطوة «تعاونا بين الوزير والمدير على الإثم والعدوان»، وأنها تتنافى مع الأمانة وتدل على الخيانة. وبدا العباد مرتاباً من القرار، لزعمه أنه «يسهل الاختلاط ويلغي الشاشات المغلقة»، فيما استمر العباد في التعبير عن ارتيابه قائلا: «إن هذا الحدث الذي نشرت تفاصيله «عكاظ» كارثة أخلاقية عظمى تنذر بشر وبلاء عظيم إن لم تُتدارك بإلغاء الوزير قراره الجائر، وإن لم يفعل فما أحسن وما أجمل أن يظفر هو ومدير الجامعة بإقصائهما من عملهما وإذاقتهما مرارة العزل من وظيفتيهما».
مطامع تغريبية
وفي الأمس الأول، انتقد العباد توصية ثلاثة أعضاء من مجلس الشورى (عطا السبيتي، ولطيفة الشعلان، واللواء علي التميمي) التي تتضمن دمج هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع وزارة الشؤون الإسلامية، واصفاً التوصية بـ«مطامع تغريبية» لزوال الهيئة، ما اعتبره أحد الأعضاء في المجلس تشهيراً صريحاً.
نائبة وزير
وللشيخ العباد مواقف مناوئة من تسلم المرأة السعودية مناصب قيادية، فبعد تعيين نورة الفايز نائبا لوزير التربية والتعليم لشؤون البنات، إذ هاجم الخطوة ورأى فيها مفاجأة لكل مسلم ناصح، وكتب العباد كلمة قبل ستة أعوام بعنوان «خطر التوسع في الابتعاث على بلاد الحرمين»، وانتقد فيها تعيين وزارة التعليم العالي لامرأة ملحقاً في إحدى سفارات السعودية، ورأى أن في تعيينها دليلا على زيادة «عدم فلاح المبتعثين».
واتهم العباد وزارة التعليم العالي آنذاك بإضعاف الجامعات الإسلامية بعد موافقتها استحداث كليات علمية ما يراها العباد «كليات دنيوية».
الحقوق والقانون
واعتبر افتتاح كليات للحقوق والقانون من أعظم المنكرات وأبطل الباطل، وعد اهتمام وزير التعليم وحرصه الشديد على تدريس اللغة الإنجليزية في جميع سنوات الدراسة الابتدائية من «التطوير المذموم»، وقبل ثلاثة أعوام نشر الشيخ مقالة مطولة انتقد فيها أغلب المؤسسات الحكومية واتهمها بالتغريب.
الانتخابات والمرأة
لا تنتهي مواقف العباد المتصلبة من الخطوات التطويرية، وبدا في خطاباته رافضا تمكين المرأة من المناصب القيادية وتعليمها وابتعاثها، حتى أنه يرى عدم جواز دخول المرأة العملية الانتخابية كناخبة ومرشحة، مستدركاً في إحدى رسائلها «إن حصلت البلوى (السماح بدخولهن للانتخابات)، فلا تنتخب غيرها ولا ينتخبها غيرها؛ لما في ذلك من الاختلاط المحرم، ولما في ذلك أيضاً من ولاية النساء على الرجال».
ويرى في كتيب «لماذا لا تقود المرأة السيارة»، أن الواجب منع النساء من الاختلاط بالرجال ومشاركتهم في الأعمال أو في لجان أو أندية أو منتديات.
واعتبر الشيخ العباد أن وضع صورة المرأة على بطاقة الهوية الوطنية وسيلة لـ«هتك الحجاب»، مستدلاً بأن الأيادي تتداولها وقد يطمع فيها من «في قلبه مرض».
ولا ينفك هاجس المؤامرة عند الشيخ العباد في تناول ملف الابتعاث، فالرجل يصف برنامج الابتعاث وسيلة لزيادة عدد «المستغربين»، مشيراً إلى أن الذين ابتعثوا في السابق وسلموا من الفتن قلة، و«القلة لا حكم لهم».
وبدت وجهة نظر الشيخ المتصلبة والمصاحبة بالتهم ومؤامرة «التغريب» نشطة في موقعه الشخصي على الإنترنت، حتى أنه في الشهر الجاري أصدر أربعة بيانات غصت مساحاتها بالتهم والتنديد بـ«المؤامرة».
قاضٍ سابق: حكم على المقاصد التي محلها القلب!
اعتبر القاضي السابق نصر اليمني أن بيان الشيخ عبدالمحسن العباد منقوض من الشريعة، إذ إن القرآن امتدح ملكة سبأ وهي ملكة على جميع الشعب، كما أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب هو من عيّن امرأة تراقب الأسواق على الرجال والنساء، كما أن أمهات المؤمنين كعائشة تولت التعليم، وروى عنها البخاري ورجال، وهو منصب شرعي افتاء وتعليم للناس. واستفهم اليمني في حديثه إلى «عكاظ» عن المانع من تعيين امرأة تتميز بالكفاءة كعميدة في جامعة، خصوصا أن هذا المنصب ليس منصبا شرعيا بل منصب علمي وعملي وهو ما يعد من واجباتها، مشددا في الوقت نفسه على أن ما استدل به العباد من أدلة «ليست إلا في ذهنه بقوله إن تعيين المرأة سيتسبب في حدوث منكرات».
وقال اليمني إن «العباد بقوله حكم على المقاصد التي محلها القلب، ولا يجوز أن يتهم المسلمين في مقاصدهم وفكرهم».
25 امرأة في منصب وكيلة كلية
فيما رفضت جامعة الطائف التعليق على اتهامات الشيخ عبدالمحسن العباد، كشف مصدر مسؤول عن بلوغ عدد الأكاديميات في المناصب القيادية (وكيلات الكليات في جامعة الطائف) 25 أكاديمية، و43 أكاديمية يعملن في منصب نائب رئيس قسم في الطائف دون الفروع.
وأكد المصدر (فضل عدم ذكر اسمه) لـ«عكاظ» بلوغ إجمالي عدد الطالبات في التخصصات الطبية أكثر من 1894 طالبة، إذ تضم كلية الطب 406 طالبات، فيما يحتضن التحضيري «مسار صحي» أكثر من 550 طالبة، وتدرس 360 طالبة في الصيدلة، و65 طالبة في «تقنية حيوية امتياز».
وقال المصدر إن الجامعات السعودية تسعى لتطبيق رؤية المملكة 2030 في تمكين المرأة من المناصب القيادية، ودعمها في البحث العلمي.
وحققت المرأة السعودية إنجازات علمية كبيرة على مستوى العالم، ويشير مراقبون إلى أن برنامج الابتعاث استطاع أن يخرج كفاءات علمية وأكاديمية متمكنة في البحث العلمي وتمتلك أدوات صناعة الفارق.
ولفت المصدر إلى أن القيادات النسائية كثيرة في جامعة الطائف، مستشهداً بأن «كلية العلوم تضم خمس قيادات نسائية، وست أكاديميات يجلسن على مناصب قيادية في كلية التصاميم، 10 في كلية الطب، 6 في كلية العلوم الطبية، 5 في كلية التربية و3 في كلية الآداب».
.. وعضو شورى: شتم ينهى عنه الإسلام وتحرّمه الأنظمة
رفض عضو مجلس الشورى الدكتور محمد الخنيزي بيان الشيخ عبدالمحسن العباد. وأكد مضي المملكة قدما لتحقيق رؤية 2030 لتكون في مصاف الدول العالمية، مشيرا إلى أن تعيين المرأة ذات الكفاءة العالية هو ما تهدف له البلدان المتقدمة «حتى أنها تستقطب كفاءات عالية دون النظر إلى جنس صاحب الكفاءة رجلا كان أم امرأة».
واعتبر الخنيزي في حديثه إلى «عكاظ» أن تعيين امرأة سعودية عميدة في كلية الطب بجامعة الطائف «لم يكن إلا لما رأته الجامعة فيها من كفاءة»، مشددا على كفاءة المرأة.
واستشهد بتعيين سيدات في التاريخ الإسلامي في مناصب رفيعة. واعتبر الشيخ العباد «مستبقا للأحداث ومفترضا لوقوع السيئ رغم قرارات المملكة المتوازنة، وأن السعودية لن تسمح بحال من الأحوال بمخالفة الشريعة، فهي تعي جيدا مكانتها الدينية». وأضاف: «تولي المرأة للمنصب لا ينافي الدين والشرع بل إن التعيين يعد خطوة مباركة ويزيد من التعليم وكفاءته وكذلك قدرة المرأة»، لافتا إلى أن أكثر من نصف المنتمين للجامعات سواء كانوا طلبة أو أعضاء هيئة تدريس من النساء «فكيف يعاب أن تتولى القيادة امرأة كجزء من التنمية؟».
واستذكر الخنيزي دخول المرأة في مجلس الشورى للمرة الأولى في دورته السادسة، مؤكدا أن تعيينها ساهم في رقي التوصيات المقدمة في المجلس.
وقال إن عمادة كلية الطب منصب أكاديمي بحت، والطلاب والطالبات سيتولون أعمالهم في عدد من المجالات الطبية والعلمية، ولا يوجد بالنظام ما يمنع أن توكل عمادة الكلية إلى امرأة، معاودا التشديد على أحقية الجامعة والعميدة التقدم للجهات المختصة للنظر في المخالفة التي ذكرها «العباد» سواء بالسب أو الشتم أو اللمز التي نهى عنها الإسلام وحرمته الأنظمة.
العميم لـ«عكاظ» : بيانه كارثي وعلمه بالدين ينافس علمه بالدنيا
رأى الكاتب والباحث السعودي علي العميم في بيان الشيخ عبدالمحسن العباد أن «ما كان كارثة حقيقية، وما زالت بقاياها مستمرة، هي عدم تطوير وتحديث عقلية وذهنية وثقافة أعضاء السلك الديني، بحيث يكونون أبناء زمانهم ومجايلين لعصرهم ومواكبين للمستجدات والحوادث الجديدة فيه، وبمستوى التحديات التي واجهها العالم الإسلامي وواجهتها السعودية بصورة خاصة».
واعتبر العميم في معرض رده على العباد أن الشيخ عبدالمحسن هو «من تلك البقية الباقية، فهو ما زال يعيش ويفكر بمعزل عن زماننا وخارج عصرنا منذ منتصف القرن الماضي وإلى يومنا هذا».
وقال العميم إن الشعور بهذه المعضلة كان منذ وقت بعيد، ما جعل الاعتماد في ستينات القرن الماضي وسبعيناته، «على علماء دين ومثقفين دينيين من العالم العربي ويجعهلم المتصدرين للواجهة الدينية في الداخل والخارج، وهم المحيطون برجال السلك الديني المحليين، خاصة ذوي الشأن الإداري لتليين موقفهم من الحياة الحديثة»، عازيا الأمر إلى «شرعنة قبول بعض مظاهر الحضارة الحديثة كالإذاعة والتلفاز وتدريس العلوم التطبيقية...إلخ، ولمجابهة الأفكار الحديثة كالقومية والاشتراكية والشيوعية وحقوق المرأة بردود دينية معقولة».
وأشار العميم إلى أنه «قد لوحظ أن آراء بعض رجال الدين المُبرَزين في الداخل، كانت عرضة للتندر والسخرية في الصحافة المصرية إبان فترة حكم جمال عبدالناصر للسبب الذي ذكرته في أول كلامي».
وطرح العميم سؤالا على العباد قائلا «بماذا يختلف تلكؤ رجال مؤثرين في طبقتكم في إقامة تعليم نظامي للذكور في بلادنا، ومعارضتكم لتعليم البنات فيها، ولأمور عديدة يطول سردها عن اعتراضك الصاخب على تعيين وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى الدكتورة دلال نمنقاني عميدة لكلية الطب في جامعة الطائف؟ وفي الأمرين الأولين اللذين ذكرتهما: أيهما كانا إلى جانب الصواب وأيهما كان في ركاب الخطأ، الحكومة والذين كانوا معها من العصريين أم بعض رجال طبقتكم؟».
وقال العميم «إنك -يا شيخ- من دون أن تقصد ادعيت أنك تمثل الشعب السعودي، كل الشعب السعودي، حيث قلت، (إن تعيين وزير التعليم للعميدة بترشيح من مدير الجامعة إساءة بالغة للشعب السعودي المحافظ على الأخلاق والآداب الشرعية)». واختلف العميم مع الشيخ عبدالمحسن بقوله «أنا اختلف معك في هذا الادعاء، فأنت لا تمثل إلا نفسك وفئة قليلة من المشايخ، والدليل الساطع على ذلك، هو (التنبيه) المثبت على رأس الموقع الرسمي الخاص بك ونصه الآتي: (تنبيه بتاريخ 27 شعبان 1436 من عبدالمحسن بن حمد العباد البدر:
لم يسبق أن أذنت بتصويري إلا في البطاقة الشخصية أو جواز السفر، ولا أسمح لأحد بتصويري ولا نشر صور لي».
وقال العميم إن «كثرة من المشايخ -حتى المغالين منهم- يأذنون بتصويرهم لغير البطاقة الشخصية وجواز السفر، ولا يرونه يتعارض «والمحافظة على الأخلاق والآداب الشرعية»، وذهب العميم إلى أن الشيخ عبدالمحسن يعد تعيين الدكتورة دلال محيي الدين نمنقاني «إساءة للدولة السعودية التي قامت على تحكيم الكتاب والسنة، وحصل لها ذلك البقاء والاستمرار في ولاية الغالبية العظمى من جزيرة العرب»، ويعلق العميم «ويعرف كثيرون منا أن ثمة دولا تنافس السعودية في مساحتها الجغرافية وأخرى تفوقها بكثير في مساحاتها الجغرافية، وهي باقية ومستمرة، فهل هي -وفقا لتفسيره- تحتكم للكتاب والسنة؟!». وأضاف «الشيخ في بيانه واعتراضه (الكارثي) يحرض السلطة على فئة من المجتمع يسميهم بالتغريبيين، تحريضا سافرا وممجوجا. ومن حق هذه الفئة أن تعامله بالمثل وتكمل الآية التي اقتضبها في استشهاده على النحو الآتي «إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها»، وتتمتها هو قوله تعالى «وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل»، مشددا على أن هذه «الآية التي أتى بها على نحو مقتضب ومجتزأ لغرض في نفسه، والآية الأخرى التي أتى بها كاملة، نعلم حتى من غير الرجوع إلى كتب التفسير أنه ساقهما في غير موضعهما، وأنه أتى بهما كيفما اتفق. ليته لم يقحمهما في اعتراضه، لكي لا يأتي مغرض، ويقول عنه: إن علم الشيخ بالدين ينافس علمه في الدنيا في الضعف».