اجتماعيا، تمثل منبج التحدي الكبير للأكراد الطامحين لتأسيس مبدأ «أخوة الشعوب»، فمنبج ذات غالبية عربية ويمثل الأكراد في أفضل الحالات 10% من تركيبة هذه المدينة، هذه النسبة تندرج على عدد قوات مجلس منبج العسكري التي تصل إلى نحو 4000 مقاتل. أما الأهمية السياسية لهذه المدينة فتكمن في دور منبح بكسرها لمصطلحات لها بعد عميق لدى القوى اللاعبة في الأزمة السورية، وهنا نقصد بالتحديد مصطلح شرقي الفرات وغربي الفرات. وبالنسبة لقوات سورية الديموقراطية، عند منبج يتحطم مفهوم الحدود على أساس العرق، خصوصا أن مشروع الأكراد يرتكز على كسر مفهوم الانتماء العرقي، لذا فإن منبج بالمفهوم الكردي المنطقة الأكثر أهمية لنجاح تجربة وفلسفة «أخوة الشعوب»، لذلك منبج تمثل حالة البعد السوري لدى الأكراد، بمعنى أن خروج منبج من الدائرة الكردية يجعلها كانتونا معزولا شرقي الفرات، وفشل فلسفة أوجلان في سورية.
ولعل دعم «مقاطعة الجزيرة» المالي إلى مدينة منبج بهدف ترسيخ مقولة أخوة الشعوب، يأتي في إطار التحدي للتجربة الكردية، رغم أن البعض يرى في هذا الدعم محاولة للاستحواذ على هذه المدينة، حيث تتلقى منبج نصف احتياجاتها من الجزيرة. تعيش منبج حالة انتظار لكل ما يجري في سورية، مثلها مثل كل المناطق السورية، ولكن في منبج يتجاوز الانتظار إلى حالة القلق مما جري في عفرين.. فهل ستكون منبج بعد عفرين، خصوصا أن تركيا لا تخفي رغبتها في التداخل في منبج. درس سقوط عفرين وانهيار التحالفات الدولية والإقليمية بات واضحا لدى الجميع في سورية، فلا يوجد أدنى ضمان لبقاء الحال كما هو عليه، فروسيا باعت الأكراد بكل وضوح في عفرين، والنظام السوري لا حول له ولا قوة في أي تغيير موازين على الأرض، بينما الشريك الإستراتيجي الأمريكي للأكراد في الحرب ضد داعش كان الأكثر صدمة لدى الأكراد.. فهل تدخل منبج في ساحة المساومات الدولية.. وماذا لو قررت تركيا اجتياح منبج وما هي تكلفة هذه العملية؟. هناك أكثر من 30 نقطة عسكرية على طول جبهة منبج مع قوات درع الفرات والقواعد العسكرية التركي، تمتد على طول الحدود الشمالية للمدينة بطول 54 كيلو مترا تقريبا. تقول القيادات على هذه الجبهات إنها لا تمتلك الأسلحة الثقيلة أو النوعية، فقط تقتصر على أسلحة خفيفة، لكنها في الوقت ذاته مستعدة -وحسب قولها- لأية عملية عسكرية. التطمينات الأمريكية كبيرة جدا لمجلس منبج العسكري، بل وصلت بحسب قيادات المجلس إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية قالت إن منبج خط أحمر وما جرى في عفرين لن يجري في منبج، ومع ذلك لا أحد يثق بالوعود الأمريكية على الإطلاق، فالحرب حديث ليس مفاجئا في منبج.. وهذا جعل المجلس العسكري يتأنى كثيرا في إرسال قواته إلى عفرين كما حدث في دير الزور والجزيرة. بالمفهوم العسكري لا مكان للمقارنة بين عفرين ومنبج على الإطلاق، العائق الوحيد أمام تركيا هو الوجود الأمريكي في منبج، وهذا بطبيعة العلاقات بين الدول يمكن تجاوزه من خلال تفاهمات باعتبار أن القوى المسيطرة على منبج أهميتها لا تتجاوز الجغرافية التي توجد عليها؛ أي أن التخلي عن منبج لن تكون له تداعيات أخرى. ففي 18/ 3 حسمت تركيا وفصائل الجيش الحر المشهد في عفرين وباتت وحدات حماية الشعب الكردية من الماضي، رغم حجم التحصينات العسكرية في عفرين والعدد الهائل من القوات الذي يصل إلى 10000 مقاتل، فضلا عن الخبرة العسكرية لمقاتلي عفرين، ناهيك عن البعد الكردي في مدينة عفرين، كل ما سبق ذكره لا يتوافر في منبج، فلا عدد كافيا من القوات العسكرية، ولا توجد إرادة كردية كما هو الحال في عفرين. والأمر الأكثر تأثيرا على هذه المدينة أن عددا كبيرا من أبناء هذه المدينة هم أصلا في فصائل درع الفرات، وهم على تواصل دائم مع ذويهم في منبج ويمنحهم -إلى حد ما مشروعية القتال- وهذا ما يجعل التكلفة العسكرية أقل ثمنا بالمقارنة في عفرين.
الخلاصة أن منبج، هي الأخرى تترقب على نار بعد سيطرة تركيا ودرع الفرات على المدينة، ولعل نهاية العملية العسكرية التركية في عفرين ستحسم مصير منبج في كل الأحوال وبشكل قريب جدا، وفي حال حصلت تركيا على كل الأضواء الخضراء بدخول منبج، حينها سيكون للأكراد مراجعات طويلة بعد كل ما جرى من كركوك إلى عفرين.
مسؤول الأكاديمية العسكرية في منبج لـ «عكاظ»:
استخبارات العالم موجودة في سورية.. والاصطدام مع إيران وارد
على مدخل سد تشرين في مدينة منبج، وعلى ضفتي نهر الفرات، تقع الأكاديمية العسكرية لتخريج المقاتلين المنضوين تحت مجلس منبج العسكري. أعداد قليلة يتم تخريجها شهريا، لكنها مستمرة على مدار العام، ففي كل دفعة يتم تخريج ما يقارب 40 مقاتلا يتلقون كل أنواع التدريب العسكري والآيديولوجي، خصوصا فلسفة أخوّة الشعوب التي تعتبر أبرز أفكار «عبدالله أوجلان» المعتقل في سجن أيمرلي التركي. حاورنا خلال زيارتنا الأكاديمية العسكرية المسؤول عن تخريج هذه الدفعات «بوزان»، مستعرضا لنا آليات وعمليات التدريب والتخريج، معرجا على الوضع العسكري في منبج، دون أن ينسى الحديث المستفيض عن عفرين، التي أصبحت حديث كل كردي في سورية.. فإلى التفاصيل:
• كم عدد المتخرجين من هذه الأكاديمية؟ وما هو منهجها العسكري؟
•• في هذه الأكاديمية، يتم تخريج ما يقارب 40 مقاتلا شهريا، يتلقون كل أنواع التدريبات العسكرية والسياسية والآيديولوجية، ويتم تجهيزهم بشكل كامل ومن ثم الانضمام إلى مجلس منبج العسكري.
• ما هي الدروس الآيديولوجية؟
•• نحن اعتمدنا منذ بداية الأزمة الخط الثالث، وهو العيش المشترك القائم على أخوّة شعوب المنطقة والأمة الديموقراطية، وهذه فكرة عبدالله أوجلان.
• هل هناك تسليح أمريكي لمجلس منبج العسكري؟
•• يوجد تسليح أمريكي محدود، عربات نقل جنود نوعا ما، إلا أنه لا توجد أسلحة نوعية.
• منبج أيضا تحت المجهر التركي.. هل تتوقع وقوف أمريكا إلى جانبكم في حال أي عملية عسكرية؟
•• الجنود الأمريكيون موجودون في الجبهة الشمالية في منبج على الحدود مقابل التركية ولديهم قاعدة.. وهذا يعني أن تكون تركيا في مواجهة أمريكا وكذلك المجلس العسكري.
• كم عدد الجنود الأمريكيين؟
•• ليس لدي علم.
• لكنهم على أرضكم!
•• لا أعلم وليس لدي معلومات في هذا الأمر.
• ما يقارب 500؟
•• أعتقد بأنه أقل.
• هل هنالك تواصل وتنسيق معهم؟
•• قيادة مجلس منبج العسكري هي التي تتواصل معهم.
• ما شكل العلاقة مع النظام الآن عموما؟
•• هنالك الكثير ممن يقولون إننا مع النظام منذ البداية، وآخرون يتهمونا بأننا مع إيران، لكن طوال هذه المدة لم تكن لنا علاقات مع النظام. في منبج يوجد بينا وبينهم بعض المناطق تبعد عن بعضها 3كم وفي مناطق أخرى 1 أو 2كم، ولا توجد بيننا علاقات كما يتصور البعض، بل هناك مناطق قريبة من بعضها، الأمر الذي يفرض التنسيق فقط.
• روسيا كانت خدعة كبرى للأكراد في عفرين، وحتى قبل سقوط عفرين كانت الإدارة هناك تتعامل مع الروس.. لماذا؟ هل انتهت خياراتكم؟
•• الروس بالنسبة للعرب أجمع تاريخ أسود.
• لكن لم يكن هذا الكلام متداولا قبل الحرب في عفرين، كان القيادي «سيبان حمو» يعول على التحالف مع الروس.
•• باعتبار أن عفرين ليست ضمن المناطق الموجود بها التحالف، وهذا يعني أن بين التحالف وقوات «قسد» وعفرين مسافة 70-80كم وأكثر.. تلك المناطق يوجد بها الروس، وكان هنالك تنسيقيات واتفاقيات وكان هنالك قوات روسية موجودة ضمن عفرين وتل رفعت، وكان هنالك اتفاقيات بين الروس والأتراك والنظام.. والوجود الروسي في عفرين سابقا ومحيطها يفرض أن تكون معهم علاقات.
• هل تثقون الآن بالروس؟
•• لا.
• قبل عفرين أو بعدها؟
•• قبل عفرين، وأذكر لك جمهورية «مهاباد» طالت 11 شهرا، وثورة «بارزاني» الروس كان لهم يد بها وخذلوها، وهذا الخذلان ليس فقط بالنسبة للأكراد وإنما في منطقة الشرق الأوسط بأكمله.
• قلت إن العلاقات مع النظام غير موجودة، ولكن التنسيق واضح في الحسكة والقامشلي؟
•• قد يكون هناك تنسيق مع النظام في تلك المناطق، لكن هذا لا يعني أننا نوافق على كل ما يقوم به النظام.
• وكيف تنظرون إلى إيران وروسيا في سورية؟
•• دول احتلال بكل تأكيد.
• كيف تتعامل مع محتل؟
•• اليوم استخبارات العالم كلها موجودة في سورية، وليست جهة أو اثنتان، وإنما أصبحت سورية المركز التجاري لاستخبارات العالم.
• هل هنالك احتمال لدى قوات «قسد» أن يكون هنالك احتكاك أو صدام مع إيران؟
•• كل شيء وارد، والمسرح مفتوح، لا يوجد مكان أو زمان محددان.
• ما هو ترتيب المخاطر عليكم في سورية؟
•• المرحلة الأولى تركيا، وتليها إيران، وبوجهة نظري تعتبر إيران إمبراطورية ولديها أطماع، وكما يحلم الأتراك بالإمبراطورية العثمانية يحلم الإيرانيون بالدولة الفاطمية.
• هل هنالك ضمانات أمريكية حول منبج بعدم دخول أي قوات أخرى؟
•• لقد صرحوا عدة مرات أن منبج خط أحمر بالنسبة للجميع؛ أتراك، روس، نظام، وفي كل الأحوال سنعتمد على أنفسنا، وهذا ما أثبتته تجربة عفرين.
ولعل دعم «مقاطعة الجزيرة» المالي إلى مدينة منبج بهدف ترسيخ مقولة أخوة الشعوب، يأتي في إطار التحدي للتجربة الكردية، رغم أن البعض يرى في هذا الدعم محاولة للاستحواذ على هذه المدينة، حيث تتلقى منبج نصف احتياجاتها من الجزيرة. تعيش منبج حالة انتظار لكل ما يجري في سورية، مثلها مثل كل المناطق السورية، ولكن في منبج يتجاوز الانتظار إلى حالة القلق مما جري في عفرين.. فهل ستكون منبج بعد عفرين، خصوصا أن تركيا لا تخفي رغبتها في التداخل في منبج. درس سقوط عفرين وانهيار التحالفات الدولية والإقليمية بات واضحا لدى الجميع في سورية، فلا يوجد أدنى ضمان لبقاء الحال كما هو عليه، فروسيا باعت الأكراد بكل وضوح في عفرين، والنظام السوري لا حول له ولا قوة في أي تغيير موازين على الأرض، بينما الشريك الإستراتيجي الأمريكي للأكراد في الحرب ضد داعش كان الأكثر صدمة لدى الأكراد.. فهل تدخل منبج في ساحة المساومات الدولية.. وماذا لو قررت تركيا اجتياح منبج وما هي تكلفة هذه العملية؟. هناك أكثر من 30 نقطة عسكرية على طول جبهة منبج مع قوات درع الفرات والقواعد العسكرية التركي، تمتد على طول الحدود الشمالية للمدينة بطول 54 كيلو مترا تقريبا. تقول القيادات على هذه الجبهات إنها لا تمتلك الأسلحة الثقيلة أو النوعية، فقط تقتصر على أسلحة خفيفة، لكنها في الوقت ذاته مستعدة -وحسب قولها- لأية عملية عسكرية. التطمينات الأمريكية كبيرة جدا لمجلس منبج العسكري، بل وصلت بحسب قيادات المجلس إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية قالت إن منبج خط أحمر وما جرى في عفرين لن يجري في منبج، ومع ذلك لا أحد يثق بالوعود الأمريكية على الإطلاق، فالحرب حديث ليس مفاجئا في منبج.. وهذا جعل المجلس العسكري يتأنى كثيرا في إرسال قواته إلى عفرين كما حدث في دير الزور والجزيرة. بالمفهوم العسكري لا مكان للمقارنة بين عفرين ومنبج على الإطلاق، العائق الوحيد أمام تركيا هو الوجود الأمريكي في منبج، وهذا بطبيعة العلاقات بين الدول يمكن تجاوزه من خلال تفاهمات باعتبار أن القوى المسيطرة على منبج أهميتها لا تتجاوز الجغرافية التي توجد عليها؛ أي أن التخلي عن منبج لن تكون له تداعيات أخرى. ففي 18/ 3 حسمت تركيا وفصائل الجيش الحر المشهد في عفرين وباتت وحدات حماية الشعب الكردية من الماضي، رغم حجم التحصينات العسكرية في عفرين والعدد الهائل من القوات الذي يصل إلى 10000 مقاتل، فضلا عن الخبرة العسكرية لمقاتلي عفرين، ناهيك عن البعد الكردي في مدينة عفرين، كل ما سبق ذكره لا يتوافر في منبج، فلا عدد كافيا من القوات العسكرية، ولا توجد إرادة كردية كما هو الحال في عفرين. والأمر الأكثر تأثيرا على هذه المدينة أن عددا كبيرا من أبناء هذه المدينة هم أصلا في فصائل درع الفرات، وهم على تواصل دائم مع ذويهم في منبج ويمنحهم -إلى حد ما مشروعية القتال- وهذا ما يجعل التكلفة العسكرية أقل ثمنا بالمقارنة في عفرين.
الخلاصة أن منبج، هي الأخرى تترقب على نار بعد سيطرة تركيا ودرع الفرات على المدينة، ولعل نهاية العملية العسكرية التركية في عفرين ستحسم مصير منبج في كل الأحوال وبشكل قريب جدا، وفي حال حصلت تركيا على كل الأضواء الخضراء بدخول منبج، حينها سيكون للأكراد مراجعات طويلة بعد كل ما جرى من كركوك إلى عفرين.
مسؤول الأكاديمية العسكرية في منبج لـ «عكاظ»:
استخبارات العالم موجودة في سورية.. والاصطدام مع إيران وارد
على مدخل سد تشرين في مدينة منبج، وعلى ضفتي نهر الفرات، تقع الأكاديمية العسكرية لتخريج المقاتلين المنضوين تحت مجلس منبج العسكري. أعداد قليلة يتم تخريجها شهريا، لكنها مستمرة على مدار العام، ففي كل دفعة يتم تخريج ما يقارب 40 مقاتلا يتلقون كل أنواع التدريب العسكري والآيديولوجي، خصوصا فلسفة أخوّة الشعوب التي تعتبر أبرز أفكار «عبدالله أوجلان» المعتقل في سجن أيمرلي التركي. حاورنا خلال زيارتنا الأكاديمية العسكرية المسؤول عن تخريج هذه الدفعات «بوزان»، مستعرضا لنا آليات وعمليات التدريب والتخريج، معرجا على الوضع العسكري في منبج، دون أن ينسى الحديث المستفيض عن عفرين، التي أصبحت حديث كل كردي في سورية.. فإلى التفاصيل:
• كم عدد المتخرجين من هذه الأكاديمية؟ وما هو منهجها العسكري؟
•• في هذه الأكاديمية، يتم تخريج ما يقارب 40 مقاتلا شهريا، يتلقون كل أنواع التدريبات العسكرية والسياسية والآيديولوجية، ويتم تجهيزهم بشكل كامل ومن ثم الانضمام إلى مجلس منبج العسكري.
• ما هي الدروس الآيديولوجية؟
•• نحن اعتمدنا منذ بداية الأزمة الخط الثالث، وهو العيش المشترك القائم على أخوّة شعوب المنطقة والأمة الديموقراطية، وهذه فكرة عبدالله أوجلان.
• هل هناك تسليح أمريكي لمجلس منبج العسكري؟
•• يوجد تسليح أمريكي محدود، عربات نقل جنود نوعا ما، إلا أنه لا توجد أسلحة نوعية.
• منبج أيضا تحت المجهر التركي.. هل تتوقع وقوف أمريكا إلى جانبكم في حال أي عملية عسكرية؟
•• الجنود الأمريكيون موجودون في الجبهة الشمالية في منبج على الحدود مقابل التركية ولديهم قاعدة.. وهذا يعني أن تكون تركيا في مواجهة أمريكا وكذلك المجلس العسكري.
• كم عدد الجنود الأمريكيين؟
•• ليس لدي علم.
• لكنهم على أرضكم!
•• لا أعلم وليس لدي معلومات في هذا الأمر.
• ما يقارب 500؟
•• أعتقد بأنه أقل.
• هل هنالك تواصل وتنسيق معهم؟
•• قيادة مجلس منبج العسكري هي التي تتواصل معهم.
• ما شكل العلاقة مع النظام الآن عموما؟
•• هنالك الكثير ممن يقولون إننا مع النظام منذ البداية، وآخرون يتهمونا بأننا مع إيران، لكن طوال هذه المدة لم تكن لنا علاقات مع النظام. في منبج يوجد بينا وبينهم بعض المناطق تبعد عن بعضها 3كم وفي مناطق أخرى 1 أو 2كم، ولا توجد بيننا علاقات كما يتصور البعض، بل هناك مناطق قريبة من بعضها، الأمر الذي يفرض التنسيق فقط.
• روسيا كانت خدعة كبرى للأكراد في عفرين، وحتى قبل سقوط عفرين كانت الإدارة هناك تتعامل مع الروس.. لماذا؟ هل انتهت خياراتكم؟
•• الروس بالنسبة للعرب أجمع تاريخ أسود.
• لكن لم يكن هذا الكلام متداولا قبل الحرب في عفرين، كان القيادي «سيبان حمو» يعول على التحالف مع الروس.
•• باعتبار أن عفرين ليست ضمن المناطق الموجود بها التحالف، وهذا يعني أن بين التحالف وقوات «قسد» وعفرين مسافة 70-80كم وأكثر.. تلك المناطق يوجد بها الروس، وكان هنالك تنسيقيات واتفاقيات وكان هنالك قوات روسية موجودة ضمن عفرين وتل رفعت، وكان هنالك اتفاقيات بين الروس والأتراك والنظام.. والوجود الروسي في عفرين سابقا ومحيطها يفرض أن تكون معهم علاقات.
• هل تثقون الآن بالروس؟
•• لا.
• قبل عفرين أو بعدها؟
•• قبل عفرين، وأذكر لك جمهورية «مهاباد» طالت 11 شهرا، وثورة «بارزاني» الروس كان لهم يد بها وخذلوها، وهذا الخذلان ليس فقط بالنسبة للأكراد وإنما في منطقة الشرق الأوسط بأكمله.
• قلت إن العلاقات مع النظام غير موجودة، ولكن التنسيق واضح في الحسكة والقامشلي؟
•• قد يكون هناك تنسيق مع النظام في تلك المناطق، لكن هذا لا يعني أننا نوافق على كل ما يقوم به النظام.
• وكيف تنظرون إلى إيران وروسيا في سورية؟
•• دول احتلال بكل تأكيد.
• كيف تتعامل مع محتل؟
•• اليوم استخبارات العالم كلها موجودة في سورية، وليست جهة أو اثنتان، وإنما أصبحت سورية المركز التجاري لاستخبارات العالم.
• هل هنالك احتمال لدى قوات «قسد» أن يكون هنالك احتكاك أو صدام مع إيران؟
•• كل شيء وارد، والمسرح مفتوح، لا يوجد مكان أو زمان محددان.
• ما هو ترتيب المخاطر عليكم في سورية؟
•• المرحلة الأولى تركيا، وتليها إيران، وبوجهة نظري تعتبر إيران إمبراطورية ولديها أطماع، وكما يحلم الأتراك بالإمبراطورية العثمانية يحلم الإيرانيون بالدولة الفاطمية.
• هل هنالك ضمانات أمريكية حول منبج بعدم دخول أي قوات أخرى؟
•• لقد صرحوا عدة مرات أن منبج خط أحمر بالنسبة للجميع؛ أتراك، روس، نظام، وفي كل الأحوال سنعتمد على أنفسنا، وهذا ما أثبتته تجربة عفرين.